متضامنون دوليون يطلعون على معاناة القرى المحاذية للجدار والمستوطنات
نشر بتاريخ: 12/08/2011 ( آخر تحديث: 12/08/2011 الساعة: 16:00 )
بيت لحم - معا - استمرارا لمشاريع الاستصلاح الزراعي اليدوي التطوعي، في المناطق المحاذية لجدار الفصل، والأراضي القريبة من المستوطنات، وبهدف إطلاع المتضامنين الدوليين على معاناة الفلسطينيين بشكل عام، والمزارعين بشكل خاص، نُظم يوم أمس الخميس جولة ميدانية، اشتملت على أعمال مساعدة مزارع في استصلاح أرضه، لمجموعة من المتضامنين الدوليين والذين جاؤوا من فرنسا، وألمانيا، وبريطانيا، والدنمارك، واسكتلندا.
وشملت الجولة كل من منطقة شعب سلطان، وشعب سلمان، وواد أبو شاهين، وواد أبو عميرة حيث تم بناء مقاطع من جدار الفصل العنصري على هذه الأراضي والتابعة لقرية ارطاس جنوبي بيت لحم.
وفي بداية الجولة قدم عوض أبو صوي مسؤول الإعلام الجماهيري في وزارة الزراعة لجنوب فلسطين، شرحا تفصيليا عن مساحات أراضي القرية الإجمالية، وما تم سرقته من اجل المستوطنات، والشوارع الالتفافية، وما تم اغتصابه من اجل بناء الجدار العنصري والذي التهم مساحات شاسعة من أراضي القرية تزيد على (1900) دونما.
كما واطٌلَع الوفد على أساليب وطرق دولة الاحتلال لسرقة ونهب أراضي الفلسطينيين، حيث تقوم وبحجة استخدامات الأراضي لأغراض عسكرية، أو أمنية، بوضع نقطة عسكرية، أو ما يسمى ببرج مراقبة، وتمنع أصحاب الأراضي الأصليين من دخولها، ومع الزمن تقوم قوات الاحتلال باستيراد المستوطنين من هنا وهناك وتوطينهم على أراضي الفلسطينيين، ودليل على ذلك ما حصل في منطقة بقو، غربي قرية ارطاس، حيث وضع الاحتلال برج للمراقبة هناك، وسمح للمستوطنين بالسيطرة على الأراضي الزراعية هناك، والتي تقدر مساحتها (102)دونما.
وفي سياق الجولة زار وفد المتضامنين الدوليين منطقة وادي أبو شاهين، حيث تم تدمير دير قديم جدا هناك، تم بناءه زمن القديسة باولا، وشاهد الوفد الزائر حجم الدمار والتخريب التي تلحقه دولة الاحتلال ومستوطنيها بأراضي وممتلكات المواطنين الفلسطينيين، وشاهدوا أيضا كميات النفايات ومخلفات المستوطنات والتي تقوم شاحنات إسرائيلية بإلقائها في ارضي واد أبو شاهين.
واستغرب الوفد التضامني قيام قوات الاحتلال بقطع الطريق الزراعي القديم والذي كان يصل معظم أراضي منطقة وادي أبو عميرة بمنطقة حريقة سند وأم ركبة وبرك سليمان من الجهة الغربية، وأراضي شعب سلطان وشعب سلمان وحسنات من الجهة الشرقية.
كما واطلع أبو صوي الوفد التضامني على عمليات تخليع أشجار المشمش والتي تمت من اجل بناء عبارة ضخمة أقامها الاحتلال على أراضي المزارعين في منطقة وادي أبو عميرة، تاركة العديد من الأسر من غير مصدر دخل كون تلك الأراضي كانت بمثابة مصدر الدخل الرئيسي لهم، ناهيك عن التدمير الذي ألحقته تلك العبارة بعشرات الدونمات من الأراضي الزراعية الخصبة.
وشاهد الوفد التضامني الأعمال العنصرية التي تمارسها دولة الاحتلال ضد الفلسطينيين، والذي كان واضحا اثر قيام دولة الاحتلال بمنع استكمال شق الطريق الزراعي والذي بدأته وزارة الزراعة في العام 2010، لخدمة أراضي المزارعين في منطقة شعب سلمان.
وعلى هامش الجولة قامت مجموعة من المتضامنين الدوليين بقضاء أكثر من أربع ساعات في مساعدة احد المزارعين في تأهيل واستصلاح أرضه وذلك بمحاذاة الجدار العنصري، في منطقة وادي أبو عميرة.
وفي نهاية الجولة والتي استمرت حتى ساعات المساء، أعرب الوفد عن دهشته واستغرابه للكثير من الأعمال التي تقوم بها دولة الاحتلال، وأكد الوفد أنهم سيقومون بحشد المزيد من المتضامنين الدوليين كل من بلده، بهدف وضع مزيد من الضغوطات على حكوماتهم لإعادة النظر في التعامل مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، ولحمل الكثير من المتضامنين الدوليين لزيارة الأراضي الفلسطينية والإطلاع على حجم الانتهاكات والاعتداءات التي تمارس ضد الفلسطينيين.