الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

اللاجئين بالنصيرات: مذبحة تل الزعتر تشعل قنديل الذاكرة

نشر بتاريخ: 13/08/2011 ( آخر تحديث: 13/08/2011 الساعة: 14:05 )
غزة -معا- قالت اللجنة الشعبية للاجئين بالنصيرات " في الثاني عشر من أب/ أغسطس تصادف الذكرى الخامسة والثلاثين لمذبحة مخيم تل الزعتر للاجئين الفلسطينيين في لبنان، وتدمير هذا المخيم تدميرا كاملا على رؤوس ساكنيه " .

وقال الكاتب والباحث ناهض زقوت مفوض الملف السياسي باللجنة " في مثل هذا اليوم من عام 1976 وخلال الحرب الأهلية اللبنانية، كانت مذبحة تل الزعتر، التي تشعل قنديل الذاكرة في عقل كل فلسطيني وكل إنسان حر في العالم، وتعبر عن مأساة اللاجئين الفلسطينيين الذين تشردوا من وطنهم بقوة الإرهاب والسلاح في عام 1948 " .

وواصل زقوت "في هذا اليوم لابد من وقفة، لتصفح سجلات التاريخ التي كتبت حول معاناة اللاجئين الفلسطينيين، ولفضح الجرائم اللاانسانية التي ارتكبت بحقهم على مدى سنوات الهجرة واللجوء، من دير ياسين إلى الدوايمة إلى كفر قاسم إلى خان يونس إلى صبرا وشاتيلا إلى غزة، ومازالت الممارسات العدوانية الإسرائيلية مستمرة " .

وأوضح "في عام 1976 تكشف الحقائق عن قوى انعزالية وظلامية مارست القتل والإرهاب ضد أبناء شعبنا في تل الزعتر بمساندة إسرائيل ودعمها بالإضافة إلى قوة عربية كانت يفترض فيها حماية أبناء شعبنا في مخيمات بيروت، إلا أنها أبت إلا أن تكشف عن وجهها القبيح تجاه أبناء شعبنا وتدعم أداة قتله وإرهابه، وتشريدهم من المخيم " .

أُقيم مخيم تل الزعتر في عام 1949، على مساحة (56.65) دونم، كانت في الأصل معسكرا انجليزيا أثناء الحرب العالمية الأولى، ويقع المخيم إلى الشرق من بيروت. وسمي بهذا الاسم لوجود معمل للزعتر في المنطقة، أقامت في المخيم عند إنشائه نحو (60) عائلة هاجروا من شمال فلسطين، وبلغ عدد سكانه في عام 1976 نحو (21.000) فلسطيني و(14.000) لبناني.

يحيط بالمخيم تجمعات مسيحية مارونية سعت بكل الطرق والوسائل للسيطرة على أرض المخيم وطرد اللاجئين الفلسطينيين الذين تزايد عددهم نتيجة قرب المخيم من العاصمة، ونتيجة توفر فرصة العمل.

واستكمل زقوت حديثه، مبيناً " كانت الأوضاع الصحية والاجتماعية والمعيشية في المخيم سيئة للغاية، ويفتقر المخيم إلى أدنى المستويات الحياتية، فالمنازل عبارة عن بيوت من الصفيح والتنك والزينكو، على أرضية ترابية دون رصف، وتبرز معاناتهم في فصل الشتاء حيث تتسرب مياه الأمطار فتغرق الموجودات البسيطة في تلك البيوت. وتفتقر هذه البيوت إلى الخدمات الصحية حيث لا يوجد فيها صنابير للمياه بل قواعد للمياه متناثرة في المخيم يرتادها اللاجئون لملء أوانيهم، كما لا يوجد داخلها دورات مياه، بل دورة مياه واحدة تتكون من أربع وحدات فردية للرجال ومثلها للنساء من الخلف دون أبواب خارجية فقط نصف حائط يفصل بين الجانبين، تتجمع الطوابير من الرجال والنساء لكي تقضي حاجتها. أما الشوارع فهي عبارة عن زواريب ضيقة وزقاقات طينية تمتلئ بالوحل شتاء. ويفتقر المخيم إلى شبكة مجاري، لذلك كان الناس يحملون المياه المستعملة مسافات طويلة للتخلص منها. كما يفتقر المخيم إلى الكهرباء، فكان الناس يعتمدون على الكاز للطهي والإنارة. كما كان يحظر عليهم البناء أو تحسين أوضاعهم المعيشية. هذا غيض من فيض مما كان يعاني منه اللاجئون الفلسطينيون في مخيم تل الزعتر ".

وأشار الكاتب والباحث زقوت "خلال الحرب الأهلية اللبنانية التي اندلعت عام 1975، بدأت القوى المناهضة للوجود الفلسطيني في لبنان، بمهاجمة مواقع الفلسطينيين في المخيمات ومحاصرتها لتفريغ المخيمات في بيروت من ساكنيها ودفعهم إلى مناطق الجنوب اللبناني، وكان مخيم تل الزعتر من أكثر المخيمات استهدافا لعدة أسباب، فبالإضافة لما ذكرناه، كانت أرض المخيم وما يحيط به من أراضي تتبع الراهبانيات المارونية التي رغبت وسعت لاقتلاع المخيم واسترداد الأرض التي ارتفع ثمنها في تلك السنوات " .

وقال " بدأ الهجوم على المخيم ومحاصرته يوم 22 آذار/ مارس 1976، وخلال فترة الحصار التي استمرت أكثر من خمسة شهور، سقط على المخيم أكثر من 60 ألف قذيفة دمرت معظم المنازل التنكية والهشة في المخيم، وسقط أكثر من أربعة آلاف شهيد. واستمر حصار المخيم رغم تدخل العديد من الوساطات العربية لفك الحصار، إلا أن قوات الكتائب رفضت كل الوساطات، وأمعنت في قصف المخيم على ساكنيه، وبعد أن اهلك العطش والجوع سكان المخيم، استسلموا ووافقوا على الخروج من المخيم باتجاه منطقة الدكوانه بعد حصولهم على الأمان، إلا أن قوات الكتائب نقضت عهدها وجمعت الرجال والنساء والأطفال والشيوخ في ساحة الدكوانة، والتفوا حولهم قتلا واغتصابا بأبشع الطرق والأساليب. ثم قامت البلدزورات بتدمير بيوت المخيم أو ما تبقى منها وإزالتها عن الوجود، وإنهاء ما كان يسمى مخيم تل الزعتر " .

واختتم زقوت حديثه بالقول " بعد أن شرب بني يعرب من الدم الفلسطيني، تركوا من تبقى منهم ليغادروا مكان الجريمة وهم يحملون دموع الألم والحسرة لينتقلوا للعيش في مخيم صبرا وشاتيلا ليشهدوا فصول جريمة/ مذبحة أخرى على يد الكتائب وإسرائيل "، مضيفاً " إيمانا منا بضرورة إشعال شموع الحقيقة وكشف أسرارها وملاحقة مجرميها، نحيي الذاكرة ونستذكر مذبحة مخيم تل الزعتر لتبقى حية في ذاكرة الأجيال، وشاهدة على مأساة اللاجئين الفلسطينيين ومعاناتهم المستمرة على مدار أكثر من ثلاثة وستين عاما عمر النكبة الفلسطينية " .