الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

مركز رام الله يعقد ورشة نقاش حول دور التاريخي للمسيحيين

نشر بتاريخ: 13/08/2011 ( آخر تحديث: 13/08/2011 الساعة: 16:14 )
رام الله- معا- عقد مركز رام الله لدراسات حقوق الانسان، حلقة نقاش موسعة حول الدور التاريخي الذي اضطلع به مسيحيو فلسطين، وذلك في مقر المركز بمدينة رام الله.

وافتتح النقاش الذي اداره الكاتب والاعلامي د.حسن عبد الله بعدد من الاسئلة، ما الذي يقلق المسيحيين في بلادنا؟ وهل تخوفات بعضهم على مستقبلهم في هذه البلاد لها اساس، ام انها مضخمة؟، ولماذا يقل عدد المسيحيين من عام الى آخر، هل تجذبهم الحياة السهلة في الخارج، ام ان هناك دوافع اكراهية للهجرة؟.

وتحدث د.اياد البرغوثي مديرعام المركز، عن الهدف الحقيقي الذي يكمن وراء طرح هذا الموضوع، مؤكداً ان نقاش هذه القضية الآن، له مبرراته ودوافعه الحقيقية، لاسيما تغييراً واضحاً وملموساً طرأ مؤخراً على دور المسيحيين الفلسطينيين في بلادنا، جراء التقلص المستمر في عددهم، مذكراً بالدور الثقافي والفكري والتنويري الذي اضطلع به مسيحيو فلسطين على مدى قرون من الزمن.

اما الدكتور حنا عيسى، الخبير في القانون الدولي ووكيل وزارة الاوقاف للشؤون المسيحية، فقد كان المتحدث الرئيس، في هذا اللقاء، حيث ابرز بالارقام والمعطيات دور المسيحيين الفلسطينيين من مرحلة الى اخرى، وكيف شكلوا احد المكونات الرئيسة في البنيان الاجتماعي والتاريخي للشعب الفلسطيني.

لكن د.حنا عيسى عبر عن قلقه من قلة عدد المسيحيين مقارنة بالماضي، حيث ان المسيحيين هم السكان الاصليون في فلسطين قبل الفتح الاسلامي حيث كانوا حينذاك يشكلون 95% من السكان. لكن العدد بدأ يتقلص من مرحلة الى اخرى.

واعطى د.حنا عيسى امثلة بالارقام حول تقلص العدد، حيث ان المسيحيين في العام 1890 كانوا يشكلون 13% من عدد السكان الكلي بينما في العام 1917 صاروا 9.6%، وفي العام 1931 تقلصت النسبة الى 8.8%، وفي العام 1948 الى 8%، لتصل في العام 2000 على سبيل المثال 1.6%.

وأكد د.عيسى ان هجرة المسيحيين الى الخارج تصنف الى نوعين: الهجرة الاختيارية وهي التي تتم بالمبادرة الفردية والرغبة في الانتقال الى وطن جديد، أما الهجرة الثانية فهي التهجير، والتي تتم بواسطة قوة خارجية تفرض على الافراد والجماعات وتنشط في فترة الحروب، وفي بلادنا المقصود قوة الاحتلال.

واعتبر د.عيسى، ان هناك قوى خارجية معنية بهجرة المسيحيين، لتفريغ فلسطين من مسيحييها، حتى يبدو الصراع القائم في بلادنا، وبخاصة في القدس، وكأنه بين اليهود والمسلمين ولا علاقة للمسيحيين به، وهذا يحمل توجهات خطيرة، من المفروض ان يتم التنبه لها فلسطينياً وعربياً، حتى يتم العمل وبشكل حثيث على تعزيز وتدعيم صمود المسيحيين وضمان زيادة عددهم.

وحول العلاقة المسيحية الاسلامية في فلسطين، اوضح د.عيسة انها امتازت بالانسجام والاستقرار والتضامن طيلة قرون طويلة من الزمن، وحينما كان يتخللها بعض المنغصات كان يتم تجاوزها بسرعة على ارضية الوطن الواحد والمصير الواحد والقواسم المشتركة الكثيرة.

واشار د.عيسى الى الدور الذي تقوم به السلطة الوطنية، من اجل التسهيل على المسيحيين، ادراكاً منها، بأنهم احد مقومات المجتمع الفلسطيني، التي يجب ان تظل قائمة ومتواصلة.

وبين د.عيسى حاجات المسيحيين في الظروف الراهنة، حيث لخصها في: دعم عمليات السلام في الارض المقدسة، ضمان حقوق الرعايا الدينية وحقوق الفرد للاقليات المسيحية في الارض المقدسة، الحفاظ على المقدسات المسيحية، تعزيز رحلات الحج الى فلسطين، وقف الهجرة، دعم المشاريع التي يمكن ان توفر شواغر عمل للشباب لتمكينهم من وقف الهجرة الى الخارج، دعم المشاريع التي تقوم بها الكنائس، توفير المساعدات للعائلات الفقيرة، توفير المنح الدراسية.

وتوقف د.عيسى عند تخوفات المسيحيين من المد الاصولي في المنطقتين العربية والاسلامية، حيث ان بعض الاتجاهات الاصولية، لا تتعامل مع المسيحيين كمكون مهم في البنية الاجتماعية والسياسية، وانما ترى فيه عاملاً طارئاً وغير منسجم.

وتخلل ورشة العمل مداخلات لعدد من الاكاديميين والباحثين كالدكتور عبد المجيد سويلم والدكتورة اريج عودة، وثالثة للدكتور جميل ابو سعدة وغيرهم.