بعد الازمة: كبريات صحف العالم تدعو اسرائيل لتفكيك الاحتكاريات الكبرى
نشر بتاريخ: 14/08/2011 ( آخر تحديث: 14/08/2011 الساعة: 19:00 )
بيت لحم- معا- دعت صحيفتان من كبريات الصحف العالمية "الفايننشال تايمز" و"نيويورك تايمز"، اليوم الاحد، اسرائيل الى تفكيك الاحتكاريات الكبرى بعد أن وفرت الاحتجاجات الاجتماعية الغطاء السياسي لمثل هذه الخطوة.
وحذرت "الفايننشال تايمز" البريطانية في كلمتها الافتتاحية التي خصصتها للاحتجاجات ومعسكرات خيام الاعتصامات نتنياهو من خطورة الاحتجاجات الاجتماعية قائلة "ان الاحتجاجات الاجتماعية الاخذة بالتوسع لا تشكل خطرا فوريا على سلطة نتنياهو لكنها ايضا ليست سببا للخلود الى الراحة والطمأنينة".
واضافت الصحيفة "ان الاسعار للمستهلك الاسرائيلية وكذلك للمنتح مرتفعة جدا بسبب سيطرة عائلات تتمتع بعلاقات واتصالات جيدة على الاقتصاد الاسرائيلي من خلال التكتلات والاحتكارات الاقتصادية الكبيرة التي يتوجب على الحكومة تفكيكها والتخلص منها اضافة الى ارتفاعات ميزانيات الجيش والامن وهذا يثبت بانه لا يوجد شيئا ناجعا للمجتمع الاسرائيلي اكثر من السلام مع الفلسطينين ".
من المغري ان نرى شبها بين الربيع العربي الذي فجره بائع خضار تونسي واخرج مئات الاف المصريين الى الشوارع وميدان التحرير، وبين ما يجري في اسرائيل لكن هذا الشبه قليلا ومحصورا كون اسرائيل ديموقراطية فيما كنت الانظمة في تونس والقاهره قمعية ورغم وجود الفساد السياسي في اسرائيل لكن الحكومة هناك ليست قمعية والاسرائيليين لا يخططون للقيام بثورة او انقلاب ".
وبهذا المفهوم تذكرن الاحتجاجات في اسرائيل بمثيلاتها في مدريد ومدن اسبانية اخرى ومع هذا تتركز الاحتجاجات الاسبانية على نسبة البطالة المرتفعه بين الشباب وضد خطوات التقشف الحكومية فيما يتمتع الاسرائيليون بنسبة بطالة منخفضة ومعدلات نمو واقتصاد معافى وكل ما يفعله الغاضبون ردا على عدم قدرتهم على شراء الطعام والمسكن والتعليم والصحة وارتفاع تكاليف الحياة التي يعجز عن تلبيتها راتبهم والاجر الذي يتلقونه ".
ومن ناحيتها اعادت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية صاحبة التأثير الكبير اسباب الاحتجاجات الى اصحاب الاحتكارات وقالت " ان ملوك المال هم ضيوف دائمون على المجلات والمحافل الاجتماعية وبعضهم يحظى بالمديح على بعض الاقسام التي اشادها في مستشفى ما وبعضهم تنشر اخباره في زوايا اخبار "النميمية والتشهير" بسبب سلوكهم الفضاح والمضحك ولكن في هذه الايام تولت مجموعة صغيرة من العائلات المسيطرة على الاقتصاد الاسرائيلي مهمة جديدة لتتحول الى هدف رئيسي لهجوم المحتجين خاصة القابعون في خيام الاعتصام التي هزت المجتمع الاسرائيلي الشهر الماضي".
" التايكونيم " كما يسمونهم بالعبرية اصبحوا فجأة امام موجة انتقادات حادة وغاضبة وشكوى العائلات من ابناء الطبقة الوسطى يشتكون من تحول الدولة التي كانت فيما مضى نموذجا للمساواة الى واحدة تعاني من فجوات اجتماعية بين الاغنياء والفقراء هي الاوسع والاكبر في دول العالم الصناعي .
اصدر القائمون على احتجاجات الخيام الذين حركوا النقاش والجدال الاجتماعي بمطالبته بمسكن في متناول اليد وتمكينهم من شراء بعض الحاجيات الاساسية الاسبوع الماضي وثيقة تدعو اساسا للعدالة الاجتماعية واولويات اقتصادية واجتماعية جديدة وتقليص عدم المساواة الاجتماعية ولا زال السؤال " اذا كنا نعمل جميعنا بجد ونشاط ونجد صعوبة في انهاء الشهر برواتبنا فيما نقوم بدفع الضرائب فمن الرابح من كل هذا؟ " هو من يبقيهم في الشوارع ومواقع الاحتجاج .