الشعبية في جنين تحيي ذكرى استشهاد ناجي العلي
نشر بتاريخ: 16/08/2011 ( آخر تحديث: 16/08/2011 الساعة: 03:49 )
جنين- معا- أقامت اللجنة الثقافية الفلسطينية التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بمحافظة جنين، مساء الاثنين، أمسية وطنية إحياء للذكرى الـ24 لاستشهاد الفنان ناجي العلي، وذلك في قاعة بلدية جنين.
وقد أدار اللقاء الثقافي ممثل الجبهة الشعبية ومنسق القوى الوطنية والإسلامية في محافظة جنين محمد كرم حيث قال لقد ذهب ناجي العلي بعيداً عن فلسطين وطنه ومحفز أفكاره وعطائه ليورى الثرى في لندن عاصمة الخبث في عالم السياسة، راسماً ناقداً لاذعاً وطنياً لا يعرف سوى فلسطين بوصلة لريشته، كما أن ناجي لم يتوانى عن معاقبة كل من تسول له نفسه بالتلاعب بفلسطين وطناً وشعباً وقضية، وهو كان الرقيب المباشر على كل المصوغات التي حاول الكثير تقديمها على اعتبارها طوق نجاة للازمة الأشهر في التاريخ، وبهذا ناجي لم يكن مجرد شاهد.
وأضاف كرم أن ناجي العلي لم يرق لأعدائه وهم كثر من الفاسدين إلا أن ينهوا مسيرته بكاتم للصوت في 22 تموز وروحه صارعت لتبقى إلى أن أرهقت وصعدت عميقاً لتستقر في منابعها في 29 آب، هناك حيث قريته الشجرة يستلقي ناجي العلي على شط بحيرة طبريا مستمتعاً بنسيم جبال الناصرة العذراء ورسوماته ما زالت تحيى وتعيش وتتجدد مطبقاً مقولة توفيق زيّاد: نحن لا نموت بل نتجدد - دوماً نتجدد.
فيما عبر الكاتب والمفكر الفلسطيني عدنان الصباح عن جملة من التعبيرات السياسية عن واقع رسومات ناجي العلي وما تركته من اثر عميق في تاريخ القضية الوطنية الفلسطينية، وهو الفنان الجريء الذي لم يرضخ لا للمال السياسي ولا لابتزاز الفصائل والقوى الفلسطينية ليعلن عن نفسه فلسطينياً وفياً ومخلصاً لفلسطينيته ومعطاءً لوطنه.
أما الدكتورة ميرفت عياش أستاذة الفنون في جامعة النجاح الوطنية، فقد أشادت بالفنان الشهيد وقدمت شرحاً مفصلاً عن تاريخ ناجي العلي النضالي، فهو لم يكن محارباً ولم يكن ضمن صفوف المقاتلين في المنظمات الفلسطينية، لكنه امتلك ريشة غائرة في القوة والعزيمة ولم تخضع رسوماته لمعايير الفن والرسوم كما نصت عليها الكتب والمناهج والمدارس بل كانت لناجي مدرسته، كما أن ناجي اهتم بالفكرة بعيداً عن التفاصيل الفنية الأخرى.
وقد تخلل الأمسية، التي حضرها ممثل المحافظ أحمد القسام، إضافة إلى حشد من الأهالي وممثلي الفعاليات والمؤسسات في المحافظة، وصلات موسيقية على العود لأغاني وطنية ملتزمة لمارسيل خليفة وسميح شقير والشيخ إمام قدمها الفنان إياد استيتي.
وقد أكد الحضور الذين قارب عددهم الـ100 على ضرورة الاهتمام بالشخصيات الوطنية الأكثر حضوراً وبروزاً في تاريخ القضية الفلسطينية، خاصة أولئك الذين أرخوا للحركة الوطنية، تحديداً في إطار النقد الذاتي الداخلي، حتى نستطيع تدارك أخطائنا على مستوى العمل السياسي.
كما رأى المجتمعون أن الثقافة احد أسلحة المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني وهي تحاول أن تجسد فلسفتها في هذا الإطار خاصة في جنين بإحياء ذكرى الشهداء والقادة من رواد العمل الثقافي أمثال غسان كنفاني وناجي العلي ومحمود درويش وغيرهم.