طفلة الشهيد اشتيوي: وداعاً يا أبي.. نلوح لك وانت لا ترى الدموع
نشر بتاريخ: 16/08/2011 ( آخر تحديث: 16/08/2011 الساعة: 20:07 )
غزة-معا- "هل نراك؟ أتراك نطقت بأسمائنا يا أبي وانت تلفظ روحك بين أكف الأصحاب؟ وداعاً يا أبي، نلوّح لك وأنت لا ترى الدموع فينا تملأ الكون حولك".
"هل حقا استشهد أبي؟" كلمات نطقت بها عيونها الخضراء، فيما غلبت عليها دموعها فهي لم تصدق أن والدها الحبيب موسى اشتيوي وصديق طفولتها ولعبتها سيفارقها هكذا دون قبلة على جبينها.
تنقلت الفتاة الصغيرة من بين جموع النساء إلى أعلى شرفة بالمنزل تلوح لأبيها تلقي عليه تحية الوداع الأخيرة، وصيحات النساء ودعوات الأم بقبول الشهادة تترافق مع تكبيرات الجنازة في غزة اليوم.
عرف الجميع عن الشهيد موسى اشتيوي ( 29 عاماً ) الذي قضى اليوم في غارة على موقع رباطه شرقي غزة بأنه قمة بالخلق يحفظ القرآن عن ظهر قلب ولا يفارقه في ساعات الرباط على حدود غزة، كان الاعتقاد الاكيد لدى والده أنه لن يعود.
قال لـ " معا": "لقد رأيته آخر مرة يوم الأحد وقال لي يا أبي أنا لا زلت على الدرب وأشعر أنني على وشك الفراق وربما لن أعود".
أما شقيقته فقالت:"نور عيني وقلبي وعقلي لقد هاتفني صباح الأحد، وقال لي يا أختي اشتقت لك"، وتتابعت:" نحن نشتاقلك تقبلك الله في جنات الخلد" داعية عدسات المصورين لالتقاط صور أطفاله الثلاثة المفجوعين بفقدان والدهم.
ووالدته التي صدمها فقدان فلذة كبدها لم تجد سوى أن تقول :" حسبي الله ونعم الوكيل وتردد حرمكم الله أبناءكم كما حرمتم أم ضعيفة من ابنها".
وفي فجر السادس عشر من رمضان ودع الشهيد الدنيا وكان يختم آيات من القرآن الكريم، فيما أصيب مرابطان كانا بقربه حين أغارت طائرات الاحتلال على موقع شرق حي التفاح بغزة.