الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

فرقتهما اسرائيل.. وجمعتهما السعودية

نشر بتاريخ: 17/08/2011 ( آخر تحديث: 17/08/2011 الساعة: 22:06 )
غزة- معا- لم يكن يعلم المبعد من كنيسة المهد فهمي كنعان أن القدر سوف يجمعه بشقيقة "أم نزار" بعد تسعة سنوات ونصف من البعد والألم بعد أن أبعد من كنيسة المهد إلى غزة في العام 2002.

بدأت فصول القصة عندما خرج المبعد كنعان لأداء العمرة مع نجله محمد الذي حفظ القران الكريم، وحصل على المرتبة الأولى في مسابقة القران الكريم على مستوى جنوب مدينة غزة، والتي إقامتها جمعية دار القران والسنة وحصل خلالها على عمرة مجانية.

وابلغ المبعد كنعان عائلته في بيت لحم عن نيته مرافقة ولده محمد، وقد طلب من والدته ووالدة وشقيقته بان يخرجوا إلى العمرة من بيت لحم، لكي يجتمع بهم بعد هذه المدة الطويلة من الإبعاد، والتي منع الاحتلال خلالها ذوي المبعد كنعان من زيارته في غزة خلال تسعة سنوات مضت.

استجابت العائلة فورا لطلب ولدها ولكن فوجئ كنعان في اليوم التالي بان الأطباء قد منعوا والده الحاج أبو صالح كنعان من السفر بسبب وضعة الصحي لأنه يعاني من انسداد في شرايين القلب ولا يتحمل عناء السفر، وأما شقيقته أم نزار فقد قررت الخروج وحدها إلى العمرة للقاء شقيقها التي حرمت من لقاءه طوال تلك الفترة.

كان اللقاء في الاراضي الحجازية، حيث ذهب المبعد كنعان ونجله محمد إلى الفندق الذي نزلت فيه شقيقته أم نزار، وعندما وصل الفندق ذهب إلى الاستقبال وسأل عن شقيقته فاخبره موظف الاستقبال أنها في الطابق السادس غرفة رقم 612، صعد المبعد كنعان إلى غرفتها ولا يكاد يصدق أنة سوف يرى شقيقته مرة أخرى، طرق كنعان باب الغرفة وفتح الباب عندها صاحت شقيقته أم نزار أخي فهمي وحضنته وبدأت الدموع تنهمر وسط مشهد ابكي جميع من كانوا هناك، ثم حضنت نجل شقيقها محمد الذي كانت تذكرة وعمره أربعة أعوام وها هو اليوم أصبح عمرة ثلاثة عشر عاما.

جلسوا في غرفتها وتبادلوا الذكريات الجميلة التي كانت تجمعهم في بيت لحم بعد أن اطمأن كنعان على صحة والده ووالدته وإخوانه وأخواته ، في تلك اللحظات رفع آذان العصر في المسجد النبوي وذهبوا جميعا للصلاة في المسجد النبوي الشريف وعندما انهوا صلاة العصر توجهوا نحو القبلة بالدعاء حيث دعا كنعان " اللهم كما جمعتنا عند رسولك الكريم محمد صلى الله علية وسلم اجمعنا نحن وإخواننا المبعدون بأهلنا في بيت لحم في القريب العاجل انك على كل شيء قدير".

مضت الأيام سريعة جدا وكأنها حلم جميل أفاق منه كنعان لحظة أن وقف في محطة الحافلات لوداع شقيقته مرة أخرى عندما حان موعد العودة إلى بيت لحم ، ودعها بالدموع والألم والأمل ؛ أمل أن يتجدد اللقاء قريبا على ارض بيت لحم .

عندها قال كنعان هذه هي قصة معاناة مبعد واحد من بين تسعة وثلاثون مبعدا مشتتون بين قطاع غزة والدول الأوروبية وقد دخلوا العام العاشر للإبعاد ، كل واحد منهم له قصته التي يرويها عن فصول معاناته ، فهل ستنتهي هذه المعاناة أم ستظل قضيتهم طي الكتمان ؟؟!!!!