بعد الإفطار...

يكتبها : عمر الجعفري

رجعت بي الذاكرة هذا المساء إلى ثلاث بطولات كانت تستقطب اهتمام الشارع الرياضي الفلسطيني، بطولة اريحا الشتوية التي كان يتصدى لها هلال اريحا وابدع في تنظيمها حتى ان العديد من الفرق العربية كانت تتمنى المشاركة في هذا البطولة، وبطولة بيت صفافا الرمضانية حيث كان ملعب النادي العربي في قرية بيت صفافا هو الملعب الوحيد المعشب والمضاء فكانت البطولة الرمضانية هدفا للآلاف من ابناء شعبنا الذين كانوا يزحفون طيلة الشهر الفضيل للاستمتاع باللقاءات الكروية التي تجري هناك، ومن البطولات الهامة والتي كانت ولا زالت تستأثر بنسبة كبيرة من المشجعين واحترام قادة العمل الرياضي وخاصة عشاق كرة السلة، بطولة الشهداء التي تنظمها سرية رام الله الاولى هذه المؤسسة الوطنية الرياضية العصية على الاحتلال والتي نكن لكل العاملين فيها كل الحب والتقدير.

الشهداء هم الأكرم منا جميعا، الشهداء هم أنبل بني البشر، واحتراما ووفاء للشهداء تعودت سرية رام الله على تنظيم هذه البطولة لأغلى الناس الذين نحبهم ونقدرهم، فتنافست الفرق على المشاركة ولا أبالغ اذا قلت ان جميع فرق كرة السلة في الوطن كانت تتمنى المشاركة فيها خاصة في عهد الاتحادات السابقة فلا دوري منتظم ولا بطولات قوية فهذه البطولة كانت تشكل لوحة فنية غاية في التنظيم والإدارة وفنون كرة السلة كما ان كبار اللاعبين كانوا يجرون استعدادات خاصة من اجل الظهور بمظهر لائق فيها وكانت ابواب السرية ومدرجات ملعبها تزدحم كل ليلة بالمئات من المشجعين من مختلف الطبقات.

وقد شاهدنا أكثر من مرة ان قادة العمل السياسي يتواجدون في المباريات لما للبطولة من سمعة وصيت ، كما ان الكثير من العائلات كانت تقضي وقتها في مشاهدة اللوحات الفنية التي كان يرسمها اللاعبون في الملعب، وهنا لا بد من الترحم على الرجل المخلص الفاضل الذي أفنى عمره وزهرة شبابه في العمل والتخطيط لإنجاح البطولة الصديق المرحوم ناصيف الحصري.

ان ما يقودني الى هذا القول هي تلك العقبات والشائعات التي اسمعها بين الحين والاخر بشأن بطولة الشهداء واتمنى من اتحاد كرة السلة ومن ادارات الاندية وجمهورنا ووفاء للشهداء الذين ضحوا بدمهم من اجل ان نحيا ان يبقوا على عهد الشهداء وعدم وضع العراقيل في سبيل تنظيم هذه البطولة بالطريقة التي نجد فيها وفاء للشهداء وان نقدم على المشاركة بعيدا عن كل التعقيدات والتشنجات وبأفضل اللاعبين وفاء للشهداء والسرية .