السبت: 05/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

جميل.. الجميل

نشر بتاريخ: 20/08/2011 ( آخر تحديث: 20/08/2011 الساعة: 13:20 )
بقلم : بدر مكي

كانت بداية معرفتي به بعد انضمامي مباشرة لاسرة هلال القدس في العام 90، كان صاحب الوجه الباسم دوما يحمل في ثناياه هموم القدس، وكأنه حارسها في عتمة الليل بعد تعرضه لرصاصة في ساقه من الجلاد، اصبحت بالنسبة له علامة مضيئة في مسيرته الحافلة، تتحدث عن عائلة مقدسية خليلية.. هي عائلة الهشلمون.. وكان جميل ابنا بارا لهذه الاسرة.. هو واخوانه.. وقد اصبحت فردا من العائلة.. وقد احتضونني بشغف عندما يممت صوب المدينة المقدسة.. اسكن فيها.. وقد سكنت السكنية الى قلبي بعد ان تعرفت على العديد من الاخوة في القدس.. من سلوان وجبل الزيتون وشقيقه المكبر وأم طوبا وابوديس والعيزرية وصور باهر.. وبالطبع البلدةالقديمة من القدس.. حاضنة نادي هلال العاصمة.. الذي عشقت وما زلت.. وقد وقفوا الى جانبي.. بعد ان استقريت بينهم واصبحت فردا منهم.. بل وامين سرهم.. في ذاك النادي الذي يطال عنان السماء.. وطنيا واجتماعيا ورياضيا.

وكان جميل الهشلمون.. من بين هؤلاء.. الذين تعرفت عليهم.. وسرعان ما اصبح صديقا صدوقا.. وقد كان وطنيا ملتزما مخلصا.. عاشقا لهلال العاصمة حتى الثمالة.. واحب الرياضة بامتياز.. وامتد حبه من كرة قدم الى السباحة والملاكمة.. وكان شابا اجتماعيا مجمعا ولم يكن يوما مفرقا.. ولذا احبه الجميع.. وخرجت القدس عن بكرةا بيها في جنازته.. على سبيل الوفاء.. لهذا الانسان.. الذي كان يحاول على الدوام ان يقدم المساعدة لكل من يطلبها منه.. عن طيب خاطر..

تعلمنا في الهلال.. ان نحب بعضنا بعضا.. وليس منا من يخرج عن هذه السنة الحميدة.. ولذا كان الهشلمون الجميل والباسم.. يريد ان يكون ابناء الهلال على كلمة سواء واحدة.. ولطالما.. تواجد بيننا في الامسيات الرمضانية والوطنية.. يغني للهلال وللقدس وللياسر وللوحدة الوطنية.. وبنى علاقات وطيدة مع العديدين سواء في عمله بالداخلية او بمحافظة القدس او في ناديه الهلال او الاتحادات الرياضية او من خلال جمعية الصداقة الفلسطينية الجزائرية..

لقد غاب جميل في الاشهرة الاخيرة عن اهله واصدقائه وناديه بسبب المرض.. ولكنه كان بيننا نحن في الاسرة الهلالية وما زال وسيبقى.. وقد تشرفنا في الهلال.. ان نأخذ عزاءه في بيتنا.. في بيته نادي هلال القدس.. وان شاء الله مع الصديقين والشهداء.. يا ابن اخ كريم.. بل واكثر من اخ.. ولطالما تحدث عن علاقتنا.. بالاسرة الايوبية.. وتغني بشجرة العائلة.. واننا احفاد صلاح الدين.. الذي نأمل ان نستنسخه مجددا.. لكنس الاحتلال وقطعان مستوطنيه..
آمين.. يا رب العالمين.