الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

اليوم العالمي للعمل الإنساني: تكريم الناس الذين يساعدون الناس

نشر بتاريخ: 22/08/2011 ( آخر تحديث: 22/08/2011 الساعة: 14:01 )
بروكس - معا - صادف التاسع عشر من آب (أغسطس) اليوم العالمي للعمل الإنساني. وكعادتها كل سنة منذ عام 2008، قامت المفوضية الأوروبية بتكريم أولئك الأشخاص الذين كرسوا حياتهم لحماية وتحسين حياة من يحتاج المساعدة من أجل البقاء.

بهذه المناسبة، قالت السيدة كريستالينا جيورجيفا، المفوضة الأوروبية للتعاون الدولي والمساعدات الإنسانية والحماية الاجتماعية، "إن "العاملين في الحقل الإنساني متواضعون، ولكن إنجازاتهم ليست عظيمة: فكل واحد منهم قادر على أن يحدث علامة فارقة في حياة المئات من بني البشر، وقد تكون هذه العلامة هي الفارقة بين الحياة أو الموت، وبين الجوع والحرمان أو الوعد والاكتفاء الذاتي."
|85499|
الجدير بالذكر أن دول الاتحاد الأوروبي، مجتمعة، تعتبر أكبر الجهات المانحة في العالم — حيث أنها قدمت منذ بداية هذا العام أكثر من 37% من المنح اللازمة لتمويل المساعدات الإنسانية العالمية. وتشارك المفوضية الأوروبية بفعالية في ضمان أن زعامة أوروبا في المجال الإنساني تؤدي إلى نتائج ملموسة، فكوادر المفوضية الأوروبية للمساعدات الإنسانية والحماية المدنية (إيكو) تضم أكثر من 400 شخص في 47 مكتباً ميدانياً منتشرة في جميع بقاع العالم التي تحتاج إلى مساعدة إنسانية.

كما أن المفوضية تتعاون مع أكثر من 200 منظمة عاملة في مجال الإغاثة، وتشمل قائمة شركائها في العمل الإنساني 14 منظمة من منظمات الأمم المتحدة، بالإضافة إلى 191 منظمة غير حكومية وثلاث منظمات دولية (اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر والمنظمة الدولية للهجرة).
|85497|
في عام 2010، قدمت المفوضية الأوروبية 1.115 بليون يورو لتمويل نشاطات عدد من أكثر الهيئات العالمية فعالية في مجال إيصال المعونات الإنسانية. ويعني هذا الدعم الفرج والأمل بالنسبة لحوالي 151 مليوناً من المعذبين في 80 بلداً.

هذه هي المرة الرابعة، التي يُحتفل بها باليوم العالمي للعمل الإنساني حول العالم لتكريم العاملين في المنظمات الإنسانية الذين فقدوا حياتهم أثناء عملهم، ومن أجل رفع مستويات الوعي بالمساعدة الإنسانية في شتى أرجاء العالم. وقد اختارت الأمم المتحدة أن تكون حملة هذا العام تحت شعار "ناس يساعدون الناس". وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد قررت في عام 2008 تحديد يوم 19 آب (أغسطس) يوماً عالمياً للعمل الإنساني، وذلك إحياء لذكرى 22 من موظفي الأمم المتحدة الذين قضوا نحبهم بتاريخ 19 آب (أغسطس) 2003 في تفجير مكتب الأمم المتحدة في العاصمة العراقية بغداد، ومن بينهم الممثل الخاص للأمين العام، سيرجيو فييرا دي ميلو.
|85495|
تقول المفوضة جيورجيفا، "إن اليوم العالمي للعمل الإنساني يتميز بأنه يتيح لنا الفرصة "لإحياء ذكرى الذين قضوا نحبهم واللوعة على فقدانهم — وللتصميم على الاستمرار في مساعدة أولئك الأكثر حاجة للمساعدة على الرغم من المخاطر."

إن العاملين في المجال الإنساني يدفعون ثمناً باهظا لالتزامهم بأداء رسالتهم. فحوادث الاختطاف والقتل بالرصاص والتهديد بالقتل تعتبر جزءاً من الوصف الوظيفي للعمل في أفغانستان والصومال، دارفور، سريلانكا، وغيرها من المواقع. وفي هذا الصدد، تقول الأمم المتحدة إن الاعتداءات على مراكز العمل الإنساني قد تضاعفت ثلاث مرات خلال السنوات العشر الماضية، مما أدى إلى وقوع حوالي 100 وفاة كل عام. فقد أفادت الأنباء بوقوع 129 حادثاً أمنياً في عام 2010، استهدفت جميعها العاملين في الحقل الإنساني. وقد أسفرت هذه الاعتداءات عن وفاة 69 من هؤلاء العاملين وجرح 86 منهم واختطاف 87.
|85494|
لقد نذر الاتحاد الأوروبي نفسه للاستمرار في مساعدة العاملين في مجال المساعدة الإنسانية في معركتهم ضد البؤس ولمواصلة مناصرته لاحترام المبادئ الإنسانية.

سجل أوروبا الإنساني

تفخر أوروبا بتقليدها الطويل في الخدمة الإنسانية، وهي مهد العديد من أكبر منظمات الإغاثة العالمية وأكثرها فعالية.

فعلى مر السنين، كانت دول الاتحاد الأوروبي تشارك بفعالية كبيرة في دعم ضحايا العديد من الحالات الطارئة وتتبرع بسخاء لهم.

كما أن الاتحاد الأوروبي ما فتئ يقدم المساعدة الإنسانية بنشاط منذ أكثر من 40 عاماً. ففي عام 1992، أسس الاتحاد مكتب المفوضية الأوروبية للمساعدات الإنسانية (إيكو) "لضمان تدخلات أسرع وأكثر فعالية". وفي شباط (فبراير) 2010، وعندما تسلمت المفوضية الأوروبية الحالية مهامها، ارتقى المكتب ليصبح كياناً مكتملاً جديداً أطلق عليه اسم "المديرية العامة للمساعدة الإنسانية والحماية المدنية". وقد عكس هذا القرار "اتفاقية لشبونة"، التي تسند دوراً أكثر بروزاً للمساعدة الإنسانية والحماية المدنية. وتم في حينه تعيين كريستالينا جيورجيفا كأول مفوضة أوروبية للتعاون الدولي والمساعدات الإنسانية والاستجابة للأزمات.
|73304|
قدمت المفوضية مساعداتها الإنسانية في أكثر من 100 بلد حول العالم. وعلى مر السنين، كان من بين أكبر الجهات المتلقية للمساعدة الإنسانية من الاتحاد الأوروبي كل من: كرواتيا والبوسنة والهرسك (أثناء عملية تفكيك يوغوسلافيا)، السودان، جمهورية الكونغو الديمقراطية، أفغانستان، المناطق الفلسطينية المحتلة، باكستان، روسيا وبوروندي.

تشمل الكوارث الكبيرة، التي كان تضامن الاتحاد الأوروبي معها بمثابة علامة فارقة، تسونامي جنوب آسيا في عام 2004 وزلزال هاييتي في عام 2010 والفيضانات في باكستان. ومن المظاهر البارزة لعمل المفوضية الإنساني، تركيزه على "الأزمات المنسية"، وهي الأوضاع الإنسانية التي لا تغطيها تقارير وسائل الإعلام على نطاق واسع، والتي غالباً ما تكون المفوضية هي الجهة الوحيدة التي تقدم المساعدة الإنسانية.

يعتبر الاتحاد الأوروبي في الوقت الحاضر أكبر الجهات المانحة للمساعدات الإنسانية، إذ أن قائمة أهم المؤسسات المانحة تشمل المفوضية الأوروبية، كما تشمل 11 دولة من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي: السويد، المملكة المتحدة، ألمانيا، هولندا، فنلندا، الدنمارك، إسبانيا، فرنسا، ايرلندا، بلجيكا وإيطاليا.
|73305|

اليوم العالمي للعمل الإنساني: الدعم الأوروبي للعمل الإنساني


يشارك أكثر من نصف مليون شخص في يومنا هذا في تقديم المساعدات الإنسانية لمحتاجيها في شتى بقاع العالم. ويشمل هذا الرقم الكوادر العاملة في مجالي الإغاثة والتنمية. وقد تبين، حسب آخر تقييم مفصل أجري لهذا القطاع في عام 2008، أن عدد العاملين في المجال الإنساني يصل إلى 595,000 شخص (بمن فيهم موظفون يعملون بموجب عقود دولية أو محلية لحساب هيئات الإغاثة التابعة لوكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر).

مجال مساعدة بني البشر

ولعل الأمن هو أحد أكبر المشاكل التي يواجهها مجتمع العاملين في الحقل الإنساني، الذين يجدون أنهم يقارعون قيوداً جديدة متزايدة التعقيد ومفروضة على مجال العمل الإنساني.

وما فتئت مخاطر الظروف التي تعمل هذه الكوادر في ظلها تتزايد سنة بعد أخرى. فالشارات والرايات، التي كانت تقليدياً توفر درعاً واقياً للعاملين في الحقل الإنساني، أصبحت تتحول الآن إلى أهداف للمعتدين.

وتفيد مصادر الأمم المتحدة أن الاعتداءات على مراكز العمل الإنساني قد تضاعفت ثلاث مرات خلال العقد الماضي. فقد أفادت الأنباء بوقوع 129 حادثاً أمنياً في عام 2010، استهدفت جميعها العاملين في الحقل الإنساني. وقد أسفرت هذه الاعتداءات عن وفاة 69 من هؤلاء العاملين وجرح 86 منهم واختطاف 87. كما أن الموظفين المحليين في مناطق النزاع يتعرضون لمخاطر تفوق بكثير ما يتعرض له العاملون الدوليون في الحقل الإنساني.

أمثلة قريبة العهد للاعتداءات على العاملين في الحقل الإنساني

قام معتدون مسلحون بالقنابل اليدوية في شهر آذار (مارس) 2010 بنسف مباني إحدى منظمات الإغاثة الدولية غير الحكومية في غرب باكستان، مما أسفر عن مصرع سبعة من مقدمي المساعدات وجرح خمسة آخرين. وقد كان الفريق الإنساني الذي وقع الهجوم عليه يقدم المساعدات للناجين من زلزال كشمير، الذي ضرب منطقة مانسيره في عام 2005.

وفي شهر آب (أغسطس) 2010، قتل من العاملين في حقل الإغاثة الطبية 10 في أفغانستان، وهم في طريقهم لإيصال المساعدة إلى عدد من القرى النائية. وكان من بينهم توم ليتل، وهو طبيب أميركي يبلغ من العمر 61 سنة، كان قد أمضى أكثر من 40 عاماً في توفير المساعدة الطبية في أفغانستان. وكان من ضحايا هذا الاعتداء كذلك كل من الطبيبة البريطانية كارين والبالغة من العمر 36 سنة والمترجمة الألمانية دانييلا باير، وعمرها 35 سنة. وعقب هذا الاعتداء بشهر واحد، اختطفت ليندا نورغروف، وهي إسكتلندية كانت تعمل في تقديم المساعدات في أفغانستان. وقد قتلت ليندا في شهر تشرين الأول (أكتوبر) 2010 أثناء محاولة فاشلة لإنقاذها.

أما إقليم دارفور السوداني، فهو من أخطر المواقع بالنسبة للعاملين في الحقل الإنساني. ففي شهر تشرين الثاني (نوفمبر) 2010، قامت عصابة مسلحة باختطاف ثلاثة طيارين يعملون لدى إحدى شركات الطيران المتعاقدة مع برنامج الغذاء العالمي وهم في طريقهم براً إلى مسكنهم في مدينة نيالا. وبعد شهر من الاحتجاز، تم إخلاء سبيل هؤلاء الثلاثة، وهم: الكابتن أرتيومز نالبانييانس، مساعد الطيار جانيس غيندرا والميكانيكي كاسبارز رايلرز، ومن ثم تم نقلهم إلى مكان آمن على متن طائرة بلغارية. وبعد ذلك بوقت قصير، تم اختطاف الطيارين البلغاريين الثلاثة، الذين كانوا قد ساعدوا في إنقاذ الطيارين اللاتفيين. وفي شهر حزيران (يونيو) الماضي، أطلق سراح البلغاريين الثلاثة, وهم الكابتن برانكو شوربادييسكي، ألكساندر ديمتروف وفاسيلين مانولوف، بعد 145 يوماً من الأسر. وقد كان هؤلاء البلغاريون يعملون لصالح أحد المقاولين المتعاقدين مع قسم نقل المساعدات الإنسانية جواً التابع للأمم المتحدة.

في اليمن، اختطف ثلاثة عمال إغاثة فرنسيين في أيار (مايو) 2011 أثناء عملهم مع منظمة المثلث الإنسانية، وهي منظمة فرنسية غير حكومية. وما زال هؤلاء المحتجزون، وهم امرأتان ورجل، رهن الأسر.


القانون الإنساني الدولي: دعم الاتحاد الأوروبي للدرع الواقي والحل

لا ينحاز العاملون في الحقل الإنساني إلى طرف دون آخر — فهم يعملون من أجل رفع سوية حياة المحتاجين بصرف النظر عن ميولهم الشخصية. وتزايد حوادث الاعتداء عليهم لا يعني فقط إحداث خسائر فاجعة في الأرواح، ولكنه يعتبر كذلك عاملاً من عوامل تقويض فعالية المساعدات الإنسانية.

ما من شك في أن الاعتداء على كوادر العاملين في الحقل الإنساني أثناء النزاعات المسلحة، يعتبر انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي. ومن أجل تخفيف هذه المشكلة، فإن الاتحاد الأوروبي يسعى جاهداً إلى ترويج الانصياع لأحكام هذا القانون.

يعتبر الإجماع الأوروبي بخصوص المساعدات الإنسانية من بين الأدوات التي يستخدمها الاتحاد الأوروبي لتحقيق ذلك. ويؤكد هذا الإجماع، الذي أقره الاتحاد في أواخر عام 2007، التزام الاتحاد بتأييد وترويج المبادئ الإنسانية الأساسية وهي: الإنسانية، عدم التحيز، الحياد، والاستقلال. كما أن هذا الإجماع يلزم الاتحاد الأوروبي باستقطاب الدعم بقوة وثبات لاحترام الصكوك الدولية، بما فيها القانون الدولي الإنساني.

شرعت المفوضية الأوروبية في عام 2010 بإجراء مراجعة منتصف المدة بخصوص كيفية تنفيذ الإجماع الأوروبي وخطة العمل المنبثقة عنه. وقد أكدت هذه المراجعة، التي أجريت بالتعاون مع العديد من الشركاء في العمل الإنساني، الأهمية القصوى للجهود الحثيثة في استقطاب الدعم للمبادئ الإنسانية، كما أنها شجعت الاتحاد الأوروبي على الاستمرار في جهوده في هذا الخصوص.

كما أن الاتحاد الأوروبي يلجأ إلى أدوات تشغيلية أخرى لدعم احترام القانون الإنساني الدولي، ومنها التوجيهات التي أصدرها الاتحاد في عام 2005 وقام المجلس الأوروبي بتحديثها في عام 2009 عندما جدد رؤساء الدول والحكومات الأوروبية تأكيد دعمهم القوي لترويج القانون الإنساني الدولي واحترام أحكامه.

يشكل استقطاب الدعم لاحترام القانون الإنساني الدولي والدفاع عن المجال الإنساني وأمن العاملين في حقل المساعدات أحد مصادر القلق الرئيسية لدى الاتحاد الأوروبي وشركائه. وهذا هو السبب في دعم المفوضية الأوروبية الفعال لنشاطات مختلف المنظمات، مثل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وهي نشاطات تستهدف تعزيز سلامة الكوادر الإنسانية وأمنهم.