الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الرحمة كل الرحمة على كرة اليد !!!

نشر بتاريخ: 22/08/2011 ( آخر تحديث: 22/08/2011 الساعة: 11:50 )
بقلم: منتصر العناني.

تجعلنا بعض التشنجات هنا أو هناك أن نتوقف عند أمور كثيرة نتساءل فيها مع أنفسنا لماذا ولماذا وألف لماذا وصلنا إلى هذا الإغلاق الداخلي في بعض من أُسس الألعاب المهمة التي باتت تختفي وكانت هي الأولى والثانية (اللهم لا نستطيع التعدي على كرة القدم ) الثانية بالمستوى المحلي في قائمة الألعاب الممارسة بشكل كبير , لكننا والحمد لله تقودنا بعض الاتحادات إلى عمق جديد من الجراح المُدمية التي تدمع العين لفراقها لأنها (توفيت ) وانتقلت إلى رحمته تعالى بعد علاج طويل من الأمراض المستفحلة التي دَّبَ السوس في أصلها وأصبحت في عالم الوفيات ,

أُعلمكم وفي خبر عاجل أن لعبة اليد الفلسطينية في ذمة الله وهذا النبأ مؤكد كون إتحاد كرة اليد في الضفة الغربية بات في مقبرة بعيدة لأنه لم يعد للعبة وجود ,وهنا أقول كلمة حق أصبحت اللعبة تُمارس وبشكل كبير فقط في المدارس التي حافظت على أنفاس هذه اللعبة وأبقت عليها وزارة التربية والتعليم العالي والتي أٌكن لها كل التقدير حتى لا تختفي اللعبة دون رجعة , وهذا واضح من الحراك المتواصل للعبة في أنشطة وزارة التربية والتعليم العالي والتي أولت لهذه أهمية كبرى في مساقها وأجندتها.

ولو راجعنا أنفسنا وبعد مسيرة طويلة لإتحاد لعبة كرة اليد السابق فقد عمل الكثير لكنه توقف في صورة شللية قاتلة ما جعل اللعبة تختفي عن الأنظار رغم أن هناك حراكا للعبة في غزة هاشم جاءت متأخرة , وعن أسباب هذا الاختفاء من المسؤول إتحاد كرة اليد الفلسطيني أم الأشخاص الذين كانوا فيه أصلاً وغير قادرين على قيادة سفينة الإتحاد أو عجز في ذلك , ومن الأسباب التي لا تخُفى علينا جميعاً هو غياب الميزانيات الخاصة به جعله فريسةً للاختفاء وهروب أعضائه وهو أحد الأسباب الرئيسية لعدمية الإتحاد واللعبة والتي ماتت في ضفتنا ولم يعد لها وجود , هنا لا يمكننا وضع اللوم على هذا وذاك بل هناك من عملوا بصمت ومن (جيوبهم ) لأجل الإتحاد وإبقاء اللعبة في الواجهة وكان تصنيفه من بين الاتحادات بأنه الفصيل الثاني الأقوى على الساحة الرياضية , لكن هناك أسباب كثيرة ردمته وأعدمته وأذابته ولا حاجة لذكرها في هذا المقام ,

الأمر الأهم هنا وفي ظل هذا الاختفاء الواضح للعبة أن نبحث عن حلول جديدة دون النظر إلى الوراء من أجل البدء بعدٍ جديد لها وإظهارها برونق مميز حتى نعيد لهذه اللعبة رونقها ومكانتها وبريقُها بين الألعاب الأخرى في ظل مصلحة يجب أن يكون رعاتها من الحريصين عليها دون النظر إلى كرسيٍ هنا أو هناك في ظل مصلحة إعادة الحياة للعبة كرة اليد قبل أن تُهجر بالمرة دون رجعة ,والتأكيد على ذلك تلك الصورة السوداوية التي أعطت الأندية التي كانت تمارسها أيضاً وفي ظل اختفاء وعدم الاهتمام باللعبة إلى موت لاعبيها وعدم العودة إليها بل الهروب إلى الألعاب الأخرى , بل لم يقتصر الأمر على ذلك بل وصل الحد بإبادة هذه اللعبة في الأندية وكذلك لم يعُد ْ لها جمهورها الذي كان رحمه الله.

بات علينا أن نُحي اللعبة من جديد بعد وفاة قصريه وأن نبدأ من جديد لرسم معالمها والاهتمام بها وفق برنامج وأجندة مدروسة وهذا يقع على عاتق اللجنة الأولمبية المسؤولة عن الاتحادات الرياضية والتي بات مطلوباً منها أن تحيى وتعيد للعبة كرة اليد الميتة من جديد إلى الحياة الفلسطينية وألعابها , وهنا لا بُدَ وأن أقول كلمة حق في هذا المقام بتحية كل القياديين المجهولين منهم من توفى ومنهم من بقي الذين عملوا للإتحاد وحافظوا على مسيرته ووصلوا بت القمة ودفعوا من جيوبهم الخاصة لأجل إبقاء اللعبة والحضور الفلسطيني فيها دائم أمثال رحمه الله عبد العظيم ابو رجب وسليم الناطور وجمال فرهود والجعبري وشبيطة وآخرون قدموا للعبة للكثير.

واليوم اللواء جبريل الرجوب رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية بات عليه أن يُحي هذه اللعبة ولا أدري لماذا حتى اللحظة اللعبة غير موجودة ولا أحد يتحدث عنها , ونحن ُ كلنا أمل أن يبادر اللواء الرجوب كعادته بهذه الخطوة سريعاً لإعادة الكرامة لهذه اللعبة كونها كانت مفخرة الألعاب بعد لعبة كرة القدم , ويجب البحث عن الأسباب من أجل أن نتفادها ونرسم واقع جديد للعبة اليد على أبواب نجاح جديد ليست مقتصرة على غزة دون الضفة في حين كان عكسياً في المرحلة السابقة قبل سنتان.

لا نُريد مزيد من الترحم على اللعبة بل نُريد أن يكون لها وزنها في الساحة وتعود هيبتها السابقة برجال قادرون على قيادة السفينة ومختصون في استنهاضها من جديد بعيداً عن المصالح وشوفيني يا خالة.. نتمنى أن نجد التغيير في هذه اللعبة قريباً وان ترى النور من جديد.
[email protected]
[email protected]