القوة "777 " تُقلق عيون عمال الأنفاق
نشر بتاريخ: 22/08/2011 ( آخر تحديث: 22/08/2011 الساعة: 19:08 )
غزة- تقرير معا- رغم الأوضاع الصعبة التي تشهدها الأنفاق على طول الشريط الحدودي بين قطاع غزة مصر بسبب التصعيد الإسرائيلي إلا أن بعضها عاد للعمل من اجل الحصول على رزقهم المغمسة بالموت، بانتظارهم الحملة الأمنية المصرية التي لا زالت تنغص على حياتهم.
"777" اسم يطلق على القوة المصرية التي تعمل في العريش وعلى طول الشريط الحدودي من اجل ضبط الأنفاق وإلقاء القبض على تجار المخدرات والسلاح والجماعات الجهادية، واسمها مستمد من قوتها وشدتها حسب قول عمال الأنفاق التي باشرت عملها منذ أيام.
قرابة الـ 50 نفقاً يعملون على طول الشريط الحدودي من أصل 1300 نفق، وتشير هذه الإحصائية حسب العمال أن أوضاع الأنفاق تزداد سوءاً في ظل الحملات الأمنية المصرية والتي من خلالها يتم ضبط خطوط الأنفاق في الجانب المصري وتقوم بإغلاقها أو تفجيرها وبيع البضائع في مزاد علني، كما أن قلة العمل دفعت أصحاب بعض الأنفاق بإغلاقها وبيعها، والعديد من العمال هجروا مهنتهم بسبب الأجور المنخفضة.
خطوط الأنفاق أصبحت معدودة وعملها محصور في توريد الأسمنت والحصمة والبشر إلى قطاع غزة، فيما أصبحت مصدر تصدر ما يعرف بالخردة مثل الألمنيوم والنحاس والحديد والبطاريات ليتم إصلاحها في مصر.
الشاب أبو يزن 22 عاما يعمل في الأنفاق وصف أوضاعها بالسيئة جداً في ظل الحملات الأمنية المصرية رغم قلة العمل قبل الحملات الأمنية وأيضا قلة الأجور.
يقول أبو يزن لمراسل "معا" في غزة: "حياة العمال في خطر منهم من فقد حياته ومنهم من أصيب نتيجة العمل 24 ساعة تحت الأرض لجلب لقمة العيش المغمسة بالموت، مضيفاً أن عمل الأنفاق أصبح يقتصر على الاسمنت والحصمة بالخردة مثل الألمنيوم والنحاس والحديد والبطاريات والبشر.
واوضح أن من يعمل في مثل هذه المهنة هم المحتاجين، فإن سحب طن الحصمة بـ 25 شيقل، وهناك العديد من الشباب الذين تركوا هذه المهنة لصعوبة العمل في الأنفاق وقلة الأجور.
وعن الخردة، يشير إلى أنه يتم شرائها من بني سهيلا، وعبسان، والقرارة، أو من أي منطقة بالقطاع، فإن الطن يقدر بـ 400 شيقل، ومن ثم يتم بيعه للشركات المصرية فيصل طن الألمنيوم ب 1800 جنية، والنحاس 2000 جنيه، والحديد 1500 جنية.
من جانبه قال أبو محمد: "انا كنت أعمل في أحد خطوط الأنفاق لتوصيل المواطنين الذين يريدون أقاربهم جلبهم عبر الأنفاق ولقد تركت العمل بالأنفاق من مدة، وأصبحت أعمل سائق أجرة لأنها تجلب لي رزق أفضل من العمل بالأنفاق، ناهيك عن أنها أقل خطراً على حياتي".
ويضف أن الأجرة على الشخص 50 دولار والمبلغ المجني يعود لصاحب الخط، بينما أجرة العامل اليومية بالأنفاق 20 شيقل، عدا عن حياته المهددة بأي ثانية، مشيراً إلى أنه ترك العمل بالأنفاق بسبب الأجور المنخفضة.
وتابع: "اليوم أعمل على سيارة أجرة وأوصل أي شخص من الأنفاق يريد الذهاب إلى أقاربه بغزة، فتبلغ أجرة توصيله للمكان الذي يريد بـ 50 شيقل، يعني أصبح العمل فوق الأرض أفضل من الأنفاق ولا توجد أي مخاطرة".
واشار أن الموظف الذي يتلقى راتب 1500 شيقل، أصبح أفضل من صاحب الأنفاق وبعيدا عن المخاطرة على حياته.