الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

الازمة المصرية الاسرائيلية لم تنته وهناك حاجة لتحقيق خارجي

نشر بتاريخ: 23/08/2011 ( آخر تحديث: 25/08/2011 الساعة: 07:53 )
بيت لحم- معا- دعت صحيفة هأرتس الناطقة بالعبرية في كلمتها الافتتاحية اليوم " الثلاثاء" الى اجراء تحقيق خارجي لسبر غور الازمة المصرية الاسرائيلية التي اندلعت في اعقاب مقتل خمسة جنود مصريين خلال الاشتباكات التي شهدتها المنطقة الحدودية بالقرب من ايلات وطابا .

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها "وصلت العلاقات بين مصر واسرائيل الى حدود الصدع وذلك بسبب عملية تخريبية نفذتها خلية من المخربين على طريق ايلات وبسبب تصريحات وزير الجيش باراك الذي ضم مصر في تصريحه الى قائمة المتهمين واظهرها كمن يبدي تساهلا ويدا رخوة في الحرب ضد المخربين".

ان ازمة العلاقات التي تفجرت بعد مقتل خمسة جنود مصريين لم تنته بل حفرت عميقا في ذاكرة الشعب المصري وستؤثر على منظومة العلاقات بين البلدين وكلنا امل ان يحل مكان الحماقة التي ولدتها ردة الفعل الاسرائيلية فهما وتعقلا يمكنه اعادت الامور الى نصابها .

ولكن وفي حين تحتل الازمة السياسية وعمليات اطلاق النار في غزة عناوين الصحف يتوجب على الجيش الاسرائيلي ان يقدم للجمهور الاسرائيلي اجابات واضحة ودقيقة ومدروسة حول ظروف ومجريات العملية التي وقعت ولا يمكننا ان نقبل الاجابة الفارغة والمتهربة التي قدمها وزير الجيش والتي اكد فيها بان الجيش سيعرف كيف يحقق مع نفسه ويفحص ذاته .

لقد اثبتت التجربة ان التحقيقات العسكرية تميل بطبيعتها الى تغطية الحقائق غير اللطيفة والجيش الاسرائيلي لا يختلف عن أي جهة اخرى تحقق مع نفسها وهو يهتم بسمعته الجيدة ويخشى كشف الاخفاقات والخلل في صفوفه.

مثلا، من غير الواضح للجمهور الاسرائيلي لماذا لم يستكمل الجدار الامني على طول الطريق المؤدية الى ايلات حتى الان؟! وهل كان هناك انذارا محددا؟ وهل استعد الجيش بناء عليه؟! ما الذي حدث بالضبط في ساحة المعركة واستجوب دخول الجيش الى الاراضي المصرية ولماذا اطلقوا النار على الجنود المصريين ؟! وهل توجد هناك اوامر تسمح للجيش الاسرائيلي بالدخول الى سيناء؟! وهل تنظر اسرائيل الى سيناء كمنطقة اطلاق نار حرة؟! .

هذه الاسئلة لا ترتبط فقط بسلوك وتصرفات الجيش اثناء العملية ولكن ترتبط ايضا بالإجراءات والأوامر وطرق الرقابة وسياسة العمليات التي يتبعها الجيش على طول خط الحدود وجميع هذه القضايا تستوجب وجود تحقيق خارجي " من خارج المؤسسة العسكرية" ومستقل يستوضح ظروف وملابسات الحادث وتحدد المسئولين عن تطور الاحداث ويساعد في اعادت ثقة الجمهور بالمؤسسة الامنية .

ومثل هذا التحقيق سيظهر للجمهور الاسرائيلي والمصري مدى الجدية التي توليها اسرائيل للحادث" .