الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

حجاج.. .يسرد قصة العذاب مع الاصابة والعلاج المحلي يعتمد على عبوة الماء عزت حمزه انقذني وسأبتعد عن الملاعب ستة اشهر

نشر بتاريخ: 19/10/2006 ( آخر تحديث: 19/10/2006 الساعة: 16:00 )
بيت لحم - معا - متابعة ناصر العباسي--عندما يتعرض لاعبونا الى اصابة رياضية خلال ممارستهم النشاطات البدنية سواء اكانت تدريبات او مباريات ودية ورسمية في ملاعبنا والتي لا يصلح بعضها للاستخدام البشري فانه حتما بعد الاصابة سيعتمد على اجتهاده الشخصي في عملية العلاج حتى يتماثل للشفاء وحتماً فان رحلة العلاج تختلف من لاعب الى اخر حسب ثقافته الرياضية وامكاناته المادية والطرق العلاجية التي يسلكها ناهيك عن اهتمام مؤسسته الرياضية به قبل وبعد الاصابة والاخيرة وللاسف لا تعير الاهتمام بمتابعة علاج اللاعبين الى حد كبير ويظل اللاعب سوبر ستار الجماهير والاداريين ما دام في عافيته وحين يبتعد قليلاً للاصابة اللعينة سرعان ما تختفي هذه النجومية باستثناء البعض والذين كتب لهم ان يفرضوا انفسهم بقوة العطاء والانتماء فيصبح من الصعب الاستغناء عن خدماته ولا يستغنى عنه اما الاخرين يبقون في خبر كان.
ما زلنا في العصر الحجري
وعندما نتطرق الى امكاناتنا الرياضية المتواضعة فاننا نستخدم شماعة الاحتلال والامكانات في كل مرة حتى ان علاج لاعبينا خلال المباريات يعتمد على اساليب عرفت منذ العصر الحجري فعلاجنا الاولي يعتمد وبشكل كبير على عبوة الماء سواء اكانت باردة ام ساخنة!! فذلك لا يهم وللاسف اصبحنا لا نفرق بين المعالج الطبيعي او المسعف او الطبيب الرياضي والادهى من ذلك ان العديد من فرقنا تعتمد على المدرب او احد الاشخاص المشجعين ليقوم بالعديد من الادوار سواء بمعرفة او بدون معرفة مما يؤدي الى انهاء المسيرة الرياضية لبعض اللاعبين والبعض يستمر معتمداً على لعبة الحظ في درجة الاصابة وفاعلية العلاج الاولي او المرحلي فيما بعد.
ان ما استوقفني في الكتابة عن هذا الموضوع «الاصابات الرياضية وعلاجها» هو زيارتي لعيادة اللاعب حسن حجاج والذي يرقد على سريره مقيد الحركة في قرية بيت صفافا بعد اصابة رياضية لعينة المت به مؤخراً فحجاج يعتبر من افضل اللاعبين الذين انجبتهم الكرة الفلسطينية خلال العقد الماضي كهداف عرف منذ نعومة اظافره ، ونجومية انطلقت من ازقة مخيم عقبة جبر وبات من اللاعبين المميزين على مستوى الوطن حيث لعب مع عقبة جبر وانتقل الى نادي جبل المكبر بالقدس وعرفته الجماهير هناك من خلال اهدافه الرائعة وبعد ان سجل 17 هدفاً منتصف التسعينيات خلال دوري المحافظات الشمالية وفي مرحلة الذهاب فقط وسجل في مرمى الوحدات والفيصلي الاردنيين وتعرض لاصابة انتقل بعدها الى سلوان ثم العربي بيت صفافا واللذان لم يستفيدا من خدماته كثيراً بسبب تلك الاصابة ليعود مرة اخرى لناديه الام عقبة جبر ويتماثل للشفاء ويصبح احد الاوراق الرابحة والتي لا يمكن الاستغناء عنها كما كان في السابق ويفرض نفسه في دوري الدرجة الاولى لهذا العام ويتربع على عرش هدافي الدوري وبرصيد ستة اهداف من خمس مباريات ولابد ان نذكر هنا انه لعب لمنتخب اريحا ومنتخب القدس والذي شارك ببطولة بغداد في العراق واختير للمنتخب الوطني الا ان سوء الانتقاء النهائي جعله خارج حسابات البعض على حد تعبيره.
رحلة العذاب مع الاصابة
سرعان ما عاد هذا اللاعب ليعاني من اصابة جديدة وبدأ يسرد الحديث عن رحلة العلاج الاخيرة والتي وصفها بانها رحلة العذاب حيث اصيب قبل ثلاثة اشهر خلال مباراة مع الفريق الذي يعمل به (البنك العربي) على ملعب من الاسفلت وعندها قاطعته في الحديث وسألته عن عملية الاحماء والتي قام بها فاعترف حجاج ان عملية الاحماء كانت بشكل متسرع وغير صحيحة وحقيقة ان معظم لاعبينا لا يعيرون الاهتمام الكافي في هذا المجال ولان حجاج لديه من الخبرة ما يكفي ومشواره بالاصابات حافل اختصر الطريق وتوجه الى مدينة رام الله وبالتحديد الى مستشفى الهلال الاحمر ليعرض اصابته على الدكتور حسام ابو صاع لتبدأ رحلة العلاج المريرة والتنقل بين مستشفى الهلال والمقاصد للحصول على صورة مغناطيسية لتشخيص اصابته بالركبة وباختصار اثبتت الفحوصات ان هناك قطع بالرباط الصليبي ونصحه المعالج السفر خارج البلاد كونه لا يتوفر جهاز خاص بتلك الاصابات «المنظار« او سيكون البديل هو عملية جراحية قد يستغرق شفاءها اشهرا عديدة وهي غير مضمونة»
كوكتيل من الاطباء
قرر حجاج السفر الى الاردن في الثالث عشر من الشهر الماضي بعد ان نصحه ايضاً اطباء اخرين وهناك تعرف على كوكتيل من الاطباء وكانت البداية مع الدكتور حنا قعوار اخصائي اصابات الغضاريف وهو من احد الاطباء المشهود لهم في علاج الاصابات الرياضية في الاردن وكانت النتيجة ان هناك تمزق في الرباط الصليبي والغضروف ونصحه بعملية جراحية بعد ذلك التقى بالمعالج الطبيعي للمنتخب الاردني محمد جروان وتم توجيهه بان يعرض حالته على اكثر من طبيب وارسله الى المدينة الرياضية وبالتحديد الى قسم الطب الرياضي وهناك توصل الاطباء ان هناك تمزق جزئي في الرباط وقرروا عدم اخضاعه لعملية جراحية وعزاء ذلك لقوة عضلات القدم والتي باستطاعتها ان تشفي الاصابة اذا اعتمدت على تمارين القوة لمدة تزيد عن الشهرين ولكنها تظل تجربة على رأيهم وتواصل حجاج بالحديث وقال ان اللقاء التالي كان مع الدكتور فالح فرنسيس طبيب المنتخب العراقي السابق وهناك توصل الى وجود تمزق جزئي ولكنه لم ينصح بعملية جراحية للرباط واكتفى بانه يمكن عمل عملية للغضروف فقط ومن خلالها سيتبين ان كان هناك مشكلة حقيقية في الرباط الصليبي.
المنقذ الكابتن عزت حمزة
الدور جاء هذه المرة على المنقذ الكابتن الخلوق عزت حمزة مدرب المنتخب الاردني والوحدات سابقاً والذي توجه برفقته الى البروفيسور عرفات الديسي وهو خبير في جراحة العظام والمفاصل ومستشار في امراض واصابت الركبة للاعبين الرياضيين حيث يمتلك الديسي عيادة في بلجيكا وفي ابوظبي والاردن ولديه من الخبرة المتميزة ما يكفيه حيث اجرى عمليات مشابهة للاعبي المنتخب الاردني عبد الله ابو زمع وحسونه الشيخ ولبعض اللاعبين العالميين امثال الهولندي خوليت وفان باستن والعديد من اللاعبين والشخصيات الرياضية المشهورة.
واستطاع البروفيسور الديسي بعد فحوصات في المشفى ان يكتشف ان هناك قطع في الرباط الصليبي بعد عملية تشخيص دقيقة وقرر عمل عملية في الركبة.
عملية جراحية لمدة ثلاث ساعات
وبتاريخ 21/9 خضع حجاج لعملية جراحية في الركبة في نفس المستشفى وظل فيه مدة ثلاثة ايام ليغادر بعدها بصحبة زوجته الى الضفة الغربية بعد رحلة معاناة والم شديد وحمل معه من الاردن برامج تدريبية علاجية ولمدة ستة اشهر وذلك كعملية تأهيل للاصابة وتمارين مختلفة تعتمد على رفع القدم ورفع الوزن وتمارين تتعلق بأوتار العضلة وتمارين المد والارتقاء والوقوف والنزول والانزلاق بتكرارات مختلفة يصحبها تناول الدواء اللازم على امل العودة لممارسة كرة القدم بعد ستة شهور وذلك مرتبط بالعلاج التأهيلي في تلك الفترة.
لابد من شكرهم
وفي ختام حديثه قال حجاج انه لابد من توجيه الشكر بعد سبحانه وتعالى الى الدكتور الفلسطيني حسام ابو صاع والذي يتابع معي الاصابة في هذه الفترة والشكر موصول الى البروفيسور عرفات الديسي والذي يعد ثروة رياضية حقيقية في مجال علاج الاصابات على حد تعبيره وشكر ايضاً ادارة البنك العربي والتي تكفلت بمصاريف العلاج كاملة وقدرت بألفي دينار اردني والشكر ايضاً للكابتن عزت حمزة والى زوجته ام بشار والتي وقفت بجانبه طيلة فترة علاجه والى جميع من ساهم بمساندته خلال محنته.
البطاقة الشخصية:
الاسم/حسن سليمانحجاج
العمر/31 عاماً مواليد مخيم عقبة جبر
المؤهل العلمي/ بكالوريوس تخصص رياضيات «جامعة القدس» وطالب في الدراسات العليا
العمل/موظف في البنك العربي
الحالة الاجتماعية/متزوج واب لاربعة اطفال بشار وجنان و«التوأم» مراد وسدين.
مركز اللعب/ مهاجم ولعب لفرق عقبة جبر والمكبر وسلوان وبيت صفافا