حملة "افتح الباب" في بيت الأسير المريض فواز بعارة في نابلس
نشر بتاريخ: 25/08/2011 ( آخر تحديث: 25/08/2011 الساعة: 10:36 )
نابلس- معا- تتواصل حملة افتح الباب لزيارة عائلات عدد من الأسرى المرضى في محافظات الوطن والتي أطلقتها وزارة الأسرى منذ بداية شهر رمضان المبارك لتسليط الضوء على الوضع الصحي المتدهور للأسرى والأسيرات المرضى في سجون الاحتلال.
وكانت زيارة وزير الأسرى عيسى قراقع وبمشاركة وزيرة المرأة ربيحة ذياب ونائبة محافظة نابلس عنان الأتيري ووفد من الوزارة والأسرى المحررين وعلى رأسهم سعيد العتبة ولجنة أهالي الأسرى في نابلس الى عائلة الأسير المريض فواز سبع بعارة سكان بلدة البلدة القديمة في مدينة نابلس.
اللقاء مع عائلة الأسير بعارة جرى في حي الياسمينة داخل البلدة القديمة وعلى مائدة الإفطار بدأت تنهال الذكريات من الحاضرين من سكان الحي، عندما اقتحم جيش الاحتلال البلدة، ودمر مبانيها الأثرية واغتال خيرة أبناء مدينة نابلس .
وعند كل زاوية وشارع ومفترق حكاية شهيد أو أسير أو مطارد، رائحة دم هنا وهناك، وصوت ألم وحسرة من والد الأسير بعارة الكبير في السن، ومن أسرى محررين عاشوا تلك الظروف القاسية وهم يدافعون عن البيت والكرامة ويتصدون لجحافل جيش الاحتلال.
صور شهداء ومعتقلين معلقة على الجدران و المنازل، ليعود بك التاريخ عميقا من كل حجر و سقف وشباك، شعب صامد يروي قصته الإنسانية على لسان هذه الأم او ذلك الجد، أطفال يركضون وفي عروقهم نبض للحياة والمستقبل.
الأسير فواز بعارة 37 عاما الذي اعتقل بتاريخ 20/10/2004 خلال اقتحام البلدة القديمة في نابلس على يد جيش موفاز ومدرعاته ومصفحاته، وحكم عليه بالسجن 4 مؤبدات و47 عاما، يعاني من مرض السرطان الذي اكتشف معه بعد اعتقاله.
آلام الأورام السرطانية في منطقة الرأس والرقبة تنخر جسده شيئا فشيئا في ظل سياسة الإهمال الطبي ومنهج الموت البطيء للأسرى في سجون الاحتلال، ومن سجن جلبوع حيث يقبع الأسير تحدث عن ظاهرة هذا المرض الخبيث الذي بدأ ينتشر في صفوف الأسرى، ويقول نحن في مكان خطير مزروع بالوباء، ونحتاج الى تدخل حقيقي وجدي لوقف هذا الموت الذي يهدد حياتنا، وقد رفضت إدارة السجون طلبي بإدخال طبيب لإجراء الفحوصات لي، يعطونني الكيماوي ولكن لا أشعر بتحسن على حالتي.
وقال في رسالة تم قراءتها في منزله: على العالم أن يفتح باب السجن ليرى ويسمع ما يجري على أجسادنا، نحن نذوب في الظلام ونذوب في صمت المجتمع الدولي.
زوجة وأطفال الأسير الصغار جعفر وناصر وآية كانت مشاعرهم مختلفة، زيارة وزيرين لمنزلهم الصغير المكتظ والمليء بالرطوبة، ولأول مرة، وفي هذا الحشد من الحضور، شعروا وكأن والدهم قد عاد من السجن، نظرات مبتسمة على وجوه بريئة تحتاج الى الأب الغائب، يحملون صورته كأنهم يحملون القضية كلها، وفي كلماتهم البسيطة أسئلة صعبة ومبكية، وفي عيونهم لمعان حادّ يخترق السماء ويشع بحثا عن الأمان والاستقرار.
وتقول زوجته: لم نعش مع فواز كثيرا، فقد اعتقل سابقا 6 سنوات، وها هو الآن محكوم بالمؤبد، وأنا ممنوع من الزيارة وعندي طفلين مريضين ومصابين بأزمة وهم جعفر وآية ، ومع كل هذا فإني استمد من زوجي كل القوة والصمود، وأعاهده أن أربي أولادي كما يريد، أبطالا مثله ونحن فخورين بفواز وبكل المناضلين الشهداء.
وعبرت وزيرة المرأة ربيحة ذياب عن مشاعرها وسط هذه العائلة المناضلة، قائلة: هنا شعب كبير و أسطوري ، وهذه الأسرة المناضلة نموذج لكل عائلات فلسطين التي دفعت ثمنا غاليا على مذبح الحرية، وقالت أن الدفاع عن حرية الأسرى هو دفاع عن القدس والوطن وكل ذرة تراب في فلسطين، فالحرية والتخلص من الاحتلال هو هدفنا الأسمى، ووجهت التحية لكل الأسرى والأسيرات في السجون، قائلة نحن على العهد والقسم وسنبقى نطرق كل باب وجدار حتى تتحروا وتعودوا الى بيوتكم وأطفالكم.