الجمعة: 04/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

ملثمون يختطفون رسام الكاريكاتير العالمي فرزات وسط دمشق ويكسرون اصابعه

نشر بتاريخ: 25/08/2011 ( آخر تحديث: 25/08/2011 الساعة: 15:24 )
بيت لحم-معا- أظهرت التقارير الإخبارية على شاشة الفضائيات العربية ظهيرة اليوم الفنان السوري العالمي علي فرزات وهو في المستشفى وقد لفت يديه وأصابعه بالشاش الطبي الأبيض مع ظهور واضح لاستهداف تلك الأصابع بالأذى.

وتفيد التقارير ان فرزات ولوقت ليس ببعيد كان من المقربين للنظام السوري الا انه تعاطف مع الشعب وظهر ذلك بوضوح في رسوماته الأخيرة مما دفع ناشطون سوريون لاتهام النظام السوري والسلطات الأمنيّة بخطف رسام الكاريكاتير السوري العالمي علي فرزات وكسر يده اليسرى والاعتداء عليه بالضرب ما خلّف الكثير من الرضوض والجروح في وجهه ورأسه وصدره.

وأكّد الناشطون أنّ الرسام السوري المعارض موجود حالياً في أحد مستشفيات العاصمة السورية دمشق وهو في حالة ليست خطرة بعد أن تم اختطافه من سيّارته في ساحة الأمويين وسط دمشق وهو في طريق عودته من مكتبه إلى منزله فجر اليوم وتم ضربه بشدة ورميه على حافة طريق مطار دمشق خارج العاصمة.

ووصف ناشط سوري معارض ما جرى لفرزات بأنه "تمثيلية مخابراتية تحاول الإيحاء بأن ملثمين مجهولين اختطفوه من سيارته"، وأكّد أن التعرض لفرزات "لن يثني المعارضين ولن يخيف الشارع بل سيشحنه بشحنة إضافية من الإصرار والقوة".

وذكرت لجان التنسيق المحلية أنّ "أفراد الأمن الذين نفذوا عملية الاختطاف على طريقة العصابات الإجراميّة المنظمة سرقوا محتويات الحقيبة الشخصيّة للفنان فرزات، من أوراق ورسوم وغيرها من حاجاته الشخصية"، وحمّلت أجهزة أمن النظام السوري مسؤولية ما قد يتعرض له الفنان فرزات.

يشار إلى أنّ اللوحات التي رسمها فرزات تحوّلت خلال الأشهر الخمسة الأخيرة، منذ بدء الاحتجاجات المناوئة للنظام السوري، إلى سلاح نقد مزعج للنظام السوري، وسخرت لوحاته من تعامل النظام السوري والسلطات والأسد شخصياً مع الأزمة والانتفاضة السورية التي تلتها، وباتت محط اهتمام كبير من السوريين والعرب عموماً.

من هو علي فرزات: رسام كاريكاتير سوري ولد في حماة عام 1946، نشرت رسومه في العديد من الصحف السورية والعربية الأجنبية، ونال عدة جوائز عربية وعالمية، أصدر في عام 2000 أول صحيفة خاصة "الدومري" الساخرة.

نشر أوّل رسم له في الصفحة الأولى لجريدة «الأيام»، ولمّا يتجاوز الثانية عشرة من عمره. يومها، أرسل صاحب الجريدة نصّوح بابيل يدعوه إلى دمشق للعمل في الجريدة، مخاطباً إيّاه بلغة التفخيم ظناً منه أنّه رجل بالغ. منذ تلك اللحظة، أدرك علي فرزات أنّ فنّ الرسم الكاريكاتوري هو قدره... مع كلِّ كاريكاتور يرسمه، يضيء فانوساً جديداً. حوّل ريشته إلى كاميرا تلتقط حبّات العرق على الوجوه المتعبة والمظلومة، وتوثّق وجه الظالم والمستبد، وخلق شخصيات كاريكاتورية صارت تعرف بالشخصيات الفرزاتية. طريقته المميزة والمكثفة في الرسم من دون تعليق أو شرح، جعلته واحداً من أبرز خمسة رسامين عالميين، بحسب تصنيف جريدة «لوموند» الفرنسيّة. قوة الفكرة في رسومه تجعلها تقارب القصيدة أو القصة أو الفيلم السينمائي...

يقول: «أرسم من دون تعليق كي أترك مساحة للقارئ للاكتشاف والمشاركة». هذا الأسلوب المفتوح على الاحتمالات ولا يسمّي الأشياء والأشخاص والأزمنة والأمكنة، جعلت فنَّه عالميّ التوجّه من دون التخلّي عن محلّيّته. «لوحاتي حملت القضايا الإنسانية النابعة من محليتها وإطارها المكاني إلى العالم».

اهم الجوائز العربية والعالمية: الجائزة الأولى في المهرجان الأول 1980 والثاني 1982 للكاريكاتير في دمشق، الجائزة الثالثة في مهرجان كابرافو الدولي في بلغاريا عام 1985، الجائزة الأولى في مهرجان صوفيا الدولي في بلغاريا 1987، الميدالية الذهبية لأفضل رسام كاريكاتير عربي من مؤسسة الشرق الأوسط للطباعة عام 1990 والميدالية الذهبية لأفضل رسام كاريكاتير عربي من مؤسسة الشرق اأوسط عام 1991، وفي عام 1994 انتخب كأحد أفضل الرسامين الكاريكاتيريين في العالم في مهرجان مورج/ سويسرا ونال جائزة كلاوس الهولندية عام 2003 والتي تأتي وفق التصنيف العالمي بعد جائزة نوبل.