عزمي الشيوخي ينقذ عائلة مستوطنين من حادث سير شرق بيت لحم

الخليل - معا - اصيبت عائلة إسرائيلية مكونة من أب وأم وأربعة أطفال بينهم رضيع في حادث سير مروع تعرضت له سيارة إسرائيلية تابعة للمستوطنين على طريق تقوع القدس شرق بيت لحم في الضفة الغربية، عندما انحرفت السيارة عن مسارها ووقعت في حفرة على حافة الطريق بعمق حوالي متر ثم ارتطمت في حافة الجبل الموازي للشارع في أعقاب قيادة السيارة بسرعة عالية.

وأفاد أمين عام اللجان الشعبية الفلسطينية المهندس عزمي الشيوخي أنه نجى ومن معه في سيارته من الموت المؤكد عندما كات عائدا من رام الله بسيارته حوالي الساعة الرابعة بعد عصر يوم أمس الخميس، وكانت سيارة إسرائيلية من نوع سوبارو مقبلة عليهم بسرعة جنونية من الاتجاه المقابل، ولاحظ الشيوخي السيارة وهي تتحرك وتنزلق يمينا ويسارا وبشكل غير مسيطر عليه من قبل من كان يقود السيارة.

|142267|

واضاف الشيوخي في روايته انه وقبل اقترابهم بسيارتهم من السيارة بمسافة أكثر من 100 متر انحرفت السيارة بشكل كامل عن الطريق باتجاه يسار سائقها وارتطمت بأسفل الجبل بمحاذاة الطريق بقوة كبيرة ووقعت السيارة بحفرة عمقها حوالي متر ووصل ومن معه الى السيارة، وفور وصوله بدأ بفتح أبواب السيارة بمساعدة من كان معه من كوادر اللجان الشعبية، وكان يقول بصوت عال بسرعة اتصلوا مع الإسعاف اتصلوا مع الدفاع المدني اتصلوا مع الشرطة وشاهد بالسيارة في نفس اللحظة بالكرسي الخلفي ثلاث أطفال يبكون ومصابين برضوض وكدمات مختلفة وأعمارهم تتراوح بين عامين الى 6 أعوام واحد الأطفال ينزف الدم من وجهه والرضيع مصاب بجروح وكدمات ورضوض في راسه وفاقد الوعي وموجود في حمالة أطفال صغيرة (كوته) وتم الاطمئنان على حياته، وقاموا بإخراجه من السيارة وتركيب الأكسجين له خارج السيارة والتأكد من ان قلبه ينبض بالحياة.
|142266|

وأوضح الشيوخي انه باللحظات الأولى التي وصل بها للسيارة وعرف ان من بداخلها عائلة إسرائيلية قام باللغة الانجليزية بمحاولة طمأنتهم المصابين وطلب من احد الموجودين ممن يعرف التحدث بالعبرية ان يتحدث معهم بالعبرية ليطمنهم.

وأضاف الشيوخي انه ومن معه من كوادر اللجان الذين تواجدوا بالصدفة في الموقع، قاموا باخراج جميع الأطفال المصابين من السيارة لضمان سلامتهم ولكن الام كانت خلف المقود وبحالة صعبة لا يمكن إخراجها وخصوصا ان المقود كان قريبا جدا من بطنها ووضعها الصحي لا يسمح لها بالتحرك لإصاباتها البليغة اما بالنسبة لزوجها فكان بحالة هستيرية لا يعرف ماذا يفعل وتمكن من الخروج خارج السيارة.

وقال الشيوخي انه خلال قيامه ومن معه بإسعاف المصابين كانت كل مركبة تمر من الطريق تتوقف وينزل من بداخلها بسبب وجوده بالمكان ووجود الحادث حتى اصبح في المكان عدد كبير من الفلسطينيين وكان بينهم من فقد ابنه او والده او اخيه شهيدا على يد جنود الاحتلال والمستوطنين وبرغم من ذالك طلب الشيوخي من الجميع المساعدة بالابتعاد عن المصابين حتى يتمكنوا من التنفس جيدا وطلب منهم مساعدة من يستطيع ان يقدم أي مساعدة لانقاذ المصابين.

وقال الشيوخي :" لقد حرصت ومن معي على سلامة وامن وحماية المصابين جميعهم عملت على انقاذهم والحفاظ على حياتهم وتمكنت من اقناع كل من تواجد في المكان ان عقيدتنا وديننا يحثنا على المساعدة الانسانية ويحثنا على عدم الاعتداء على الاطفال والرضع والنساء وقلت للجميع نحن الفلسطينيين ملائكة رحمة ولسنا قتلة ولا سفاحين وان شعبنا ليس ارهابي وقلت ان رئيسنا الفلسطيني ابو مازن لا يقبل قتل الاطفال ولا يقبل قتل النساء ولا الاعتداء عليهم ولا يقبل استخدام العنف ضد أي كان كما ان كافة تنظيماتنا الفلسطينية لا تستهوي قتل الإسرائيليين بل تبحث عن حرية شعبنا ووطننا المحتل".

وقال الشيوخي بعد حوالي ثلث ساعة وصلت سيارة اسعاف تابعة لنجمة داوود الحمراء وحضرت اعداد كبيرة من الجيبات العسكرية وسيارات الشرطة والمستوطنين القاطنين بالمستوطنات القريبة، وقام الشيوخي بتسليم المصابين لطاقم سيارة نجمة داوود الحمراء وطلب من جميع الفلسطينيين المغادرة معه من المكان.

وفي تعقيبه على الحادث، قال الشيوخي :" نحن نزرع الورود للبشرية ونلقي على بني البشر السلام ولكن الاحتلال والمستوطنين يزرعون الرعب والالغام في طريقنا ويزرعون المستوطنات والمعسكرات وجدران الكراهية والعار فوق ارضنا ويلقون على شعبنا القذائف والرصاص المصبوب وينقلون شعبنا من نكبة الى نكبة ومن مجزرة الى مجزرة ومن محرقة الى محرقة ومن معاناة الى معاناة مؤكدا بان شعبنا شعب عظيم ويريد الحرية والاستقلال وينشد له قيام دولة فلسطينية مستقلة كباقي شعوب الارض واضاف بان شعبنا سيبقى صامدا فوق ارضه وارض اجداده وابائه برغم ما يتعرض له من اعتداءات يومية متصاعدة من الاحتلال ومستوطنيه على شجره وحجره وبشره وممتلكاته ومقدساته وحقوقه الثابته والمشروعة".