عمل تطوعي واستصلاح زراعي في واد احمد بقرية الولجة ببيت لحم
نشر بتاريخ: 26/08/2011 ( آخر تحديث: 26/08/2011 الساعة: 18:06 )
بيت لحم - معا - إيمانا بأهمية العمل جنبا إلى جنب مع المزارعين، وإيمانا بأهمية استصلاح كل شبر من الأراضي الزراعية في مختلف مناطق الوطن، خاصة في تلك القريبة من الجدار الفاصل، والقريبة من أماكن تجمعات المستوطنات، نُظمَ امس فعالية زراعية وإعلامية في منطقة واد احمد بقرية الولجة قضاء بيت لحم.
ففي ساعات الصباح الباكر تم العمل على استصلاح وتأهيل مساحة من الأرض في منطقة وادي احمد بالولجة وذلك في ارض المزارع عبد الفتاح عبد ربه، وشارك في نشاط الاستصلاح العديد من المتضامنين الدوليين والمحليين، بهدف مساعدة المزارع عبد ربه على الاستمرار والصمود على أرضه، حيث يتعرض لجملة من المضايقات والتعديات من قبل الاحتلال والمستوطنين لإجباره على ترك أرضه وإخلائها.
من جانبه قال عوض ابوصوي مسؤول الإعلام الجماهيري في وزارة الزراعة لجنوب فلسطين، أن مثل هذه النشاطات ضرورية ومهمة، وتنفيذها واجب وطني وديني وأخلاقي، وكل فلسطيني مطالب بشكل أو بآخر للمساهمة في هذه النشاطات والفعاليات الزراعية في مختلف محافظات الوطن، لما لها من أهمية كبرى في المساهمة في التقليل من المساحات الزراعية الغير مأهولة أو مستصلحة، ولما لها من أهمية أيضا في جعل المزارعون يشعرون أنهم لسوا وحدهم في معركتهم مع الاحتلال والمستوطنين ومغتصبي الأراضي، خاصة وان هناك هجمة شرسة ومسعورة يقوم بها قراصنة الأراضي، تحت أعين وأنظار قوات الاحتلال، وما يسمى بالإدارة المدنية.
|142269|
وأضاف أبو صوي أن الزيادة في مساحات الأراضي الزراعية المستصلحة، يساهم بطريقة أو بأخرى في تحسين مستوى دخل المزارع الفلسطيني، والتنوع في الإنتاج النباتي يساهم أيضا في موضوع الأمن الغذائي للأسر الفلسطينية، ويحولها من مستهلكة لمنتجات الغير، إلى منتجة ومصدرة لمنتجاتها، ومستفيدة من عوائد إنتاجية أراضيها الزراعية.
وتماشيا مع ما تم الحديث عنه، تأتي أهمية تنظيم النشاطات وفعاليات الاستصلاح الزراعي اليدوي، وفي حالة المزارع عبد ربه، فقد تم زراعة معظم أرضه بمختلف أنواع الخضار والفواكه، وهذه النشاطات لتمكينه من استكمال استصلاح كل شبر من أرضه.
وفي ذات السياق، ذكر أبو صوي أنه لمن الضروري والمهم فضح وتعرية ممارسات الاحتلال ضد المزارعين، وإطلاع شعوب المجتمعات الدولية على تلك الممارسات العنصرية والاعتداءات الهمجية والتي تنفذ تارة من قبل المستوطنين، وتارة من قبل قوات الاحتلال، وأخرى من قبلهم مجتمعين.
لذلك كان من الضروري عمل تقرير تلفزيون من اجل بثه دوليا لإطلاع شعوب العالم عن الحياة الصعبة والشاقة التي تفرضها دولة الاحتلال على المزارع عبد ربه من خلال إجباره على العيش في كهف لا تزيد مساحته على 10م2. وان كهف عبد ربة لا يتسع لأقل الحاجيات الضرورية للحياة، مما يضره لترك والعيش بدونهم وحيدا في كهفه، بعيدا عن أسرته وأبنائه لعدم وجود متسع لهم في الكهف.
ناسيك عن صعوبة الحياة التي فرضها الاحتلال على عبد ربه بسبب منعه من بناء أي مساحة تذكر لايواء أسرته كي تكون معه في أرضه، تساعده وتحمل عنه بعض هموم ومشاق الوحدة والتي تعود عليها عبد ربه بحول الله وقدرته. وان ما تقوم به دولة الاحتلال ضد عبد ربه لهو تمييز عنصري وتطهير عرقي واضح، فالمستوردين من المستوطنين في مستوطنة "هار جيلو" المقابلة لكهف عبد ربه يعشون في بيوت ضخمة، ومتوفر فيها كل الإمكانيات والبنية التحتية ذات جاهزية عالية، حتى هناك بيوت لحيواناتهم الأليفة.
من جهته عبد ربه قال والابتسامة تملأ وجهه: الحياة وبلا أدنى شك صعبة، ووسائل الراحة غير موجودة، والمضايقات مستمرة، والأمر ليس بالسهل، ولكن مع وجود أصحاب الضمائر الحية والأشراف والغيورين على الأرض الفلسطينية، أن بألف خير، وسأبقى على ارضي متحديا كل التحيات والمصاعب، ولو أحاطوني بالجدر والمستوطنات، وقيدوا حيرتي، ومنعوني من الحركة، فلن يستطيعوا عمل ذالك لطيور الحمام بلا حدود والتي اعمل على تربيتها في ارضي، فحمام بلا حدود يخترق الحواجز، ويطير فوق الجدار العنصري، ويحلق فوق المستوطنات، ويدخل القدس بدون تصريح ويعود لموطن رأسه كهف عبد ربه.