سلفيت في العيد- تستبدل شراء الأحذية الجديدة بإصلاح القديمة
نشر بتاريخ: 28/08/2011 ( آخر تحديث: 28/08/2011 الساعة: 20:27 )
سلفيت- معا- عهود الخفش- مع إقتراب عيد الفطر وإقترانه بالموسم الدراسي الجديد، تعاني أسواق سلفيت والمحال التجارية، أوضاعا اقتصادية متردية، بالرغم من اكتظاظ الأسواق بالسلع المختلفة، والمحلات التجارية التي أصبحت تتزين وتختلط بملابس العيد، والثياب الخاصة بالتلاميذ، وسط حيرة أولياء الأمور الغارقون في التفكير بحل معادلة أساسها جيوب شبه فارغة، ومتطلبات كثيرة لا مفر للهروب منها، وبين هذا وذاك يشتعل لهيب الصراع التفكيري والنفسي لكثير من الأسر الفلسطينية ذات الدخل المحدود... كيف؟ ومتى سنوفر متطلبات أطفالنا للعيد وللمدارس!؟.
متطلبات كثيرة وخجل من عدم تلبيتها
إلتقينا بـ"أمل" من سلفيت وهي تقف أمام أحد المحال التجارية لبيع الملابس، ونظراتها تتوزع هنا وهناك، توجهنا اليها وبكلمات حزينه تحدثت الينا قائلة: "لم يبق للعيد وللمدرسة سوى أيام، ولغاية الآن لم أستطيع توفير مستلزمات أبنائي الخمسة، زوجي متوفي لذلك نعاني من أزمة مالية ولا نكاد نتدبر أمرنا وانا اقوم بإعالتهم، وتواصل حديثها "أملك 500 شيقل وكل يوم أخرج للتسوق لأستطيع توفير ما يحتاجه ابنائي علني أجد محلا تتناسب أسعاره مع ما أملكه من المال"، وتضيف قائلة: "ما يزيد الطين بله ان العيد يأتي مع افتتاح المدارس لذلك قررت شراء ما يتناسب للمدراس وللعيد، لكي لا أحرم أولادي من الفرحتين".
الموظف "أبو سليم" من بديا تحدث الينا وشفتاه المتشققتان الذي اتخذ وقتا قبل الرد علينا "أخجل من نظرات أطفالي الستة، يومان ويأتي العيد وانا لم اوفر لهم شيئا، لأن الراتب لم يعد لي، فقط بقي منه 400 شيقلا لانه يذهب الى البنك بسبب القرض، وأاا بحيرة من امري، فالايام الماضية كنا نهتم فقط بالاساسيات لاننا نعلم ان الراتب ليس لنا، متسائلا: "كيف سأتدبر توفير إحتياجات الاطفال وأنا لا أملك سوى القليل منها والتي لا تفي بالمطلوب".
"ابو فادي" يسطحب زوجته وأولاده الثلاث الذي يتنقل من محل الى آخر، يقول بعبارات ينتابها الحزن: من الصباح الباكر ونحن نبحث عن ملابس وأحذية وحقائب مدرسية جديدة تتناسب مع ما تحتويه جيبي من المال، فقررنا شراء الملابس التي تتناسب للعيد وللمدارس، ومع هذا كل شي ثمنه غالي حتى في المؤسسات وإن كان فيها شيء رخيص الثمن فإنه يكون ليس المطلوب، وبالنسبة لحلويات العيد فإننا سنقتصر على شراء نوع واحدأ مع ان العيد له طقوسه الخاصة به، من شراء انواعا مختلفة من السكاكر والحلويات ولكن لا يوجد ما يكفي من المال، وينهي حديثه بدعوته بتغيير الأوضاع الإقتصادية للأفضل".
إقبال ضعيف
توجهنا لأحد محلات الملابس التجارية في سلفيت لإستفسارنا عن الأسعار وعن اقبال المواطنين للشراء، "أبو محمد" صاحب المحل يقول "كما ترون البضاعة كثيرة.. لكن مين يشتري؟, فالإقبال ضعيف جدا مقارنه مع السنوات الماضية, مع أن المحل متوفر فيه الملابس ذات الأسعار المرتفعة والقليلة، وبالتالي ترضى الجميع وتتناسب مع الظروف المادية للمشتري، ويضيف قائلا: "الكثير من الأولياء يشترون قطعة واحدة لأطفالهم، مثلا يقومون بشراء بنطال بدون بلوزة أو العكس".
"حسام" صاحب محل لبيع السكاكر والحلويات يقول: "إن الأوضاع الاقتصادية متردية وأصبح المواطن يتقشف في شراء السكاكر والحلويات فيقتصر على شراء نوع واحد من الحلويات بالرغم أن الوضع لم يكن كذلك في الاعياد والمناسبات السابقة"، ويكمل أن حركة التسوق والإقبال على الشراء ضعيفة جدا وقليلة، ويعود ذلك الى المتطلبات الكثيرة وتزامن مناسبة العيد مع إفتتاح المدارس".
أكثر إقبالا
وبعد الخروج من المحل ساقتني قدماي بدون شعور الى تجمع عدد كبير من المواطنين عند محل قديم متسائلة ومرددة بين شفتاي، لماذا هذا التجمع الكبير !؟ وعند الوصول كانت الإجابة، انه محل لخياطة الأحذية القديمة، أجابتني أم جعفر "لا أملك المال لأشتري أحذية جديدة لأبنائي الخمسة فجئت لخياطة أحذيتهم وتجهيزها للعيد وللمدرسة.
ليواصل الحديث رجل في الستين من عمره بكلمات حزينه وبدموع تغزو وجهه العابس: " لا املك الا 3 شواقل لأدفع لصاحب المخيطة، سأسجله دينا في الدفتر، ويكمل الوضع الاقتصادي صعب وكل شيء غالي، ولم أعلم ما سافعل، كيف سادبر حالي واحوالي واشتري فرحة العيد لابنائي، ولكن يبقى وجه الله الأفضل"، بهذه الكلمات أنهى حديثه.
اوضاع اقتصادية صعبة وجيوب فارغة عكرت على المواطنين فرحتهم بقدوم العيد خصوصا تزامنه هذا العام بعودة الاطفال الى المدارس مما سبب ارهاقا كبيرا في تدبر المصاريف، فعيد بأي حال عدت يا عيد.