المطاعم في العيد.. زبائن كثيرة وعمال محرومون من الإجازة
نشر بتاريخ: 30/08/2011 ( آخر تحديث: 31/08/2011 الساعة: 14:19 )
غزة- معا- قبل أيام من موعد العيد يحاول محمود يوسف ترتيب جدول يومه الأول في العيد ليضمن فيه أن يؤدي الشعائر الدينية وان يزور رحمه وأقاربه إضافة إلى توفير الوقت ليضمن فسحة لأبنائه الأربعة.. فمحمود يعمل طباخا في احد المطاعم المشهورة بغزة والإجازة الوحيدة له تكون أول أيام العيد لان العمل في المطعم يصبح في ذروته في الأيام الثلاثة التي تليه.
يقول محمود الذي يعمل طباخا في مطعم معتوق منذ 13 سنة لـ مراسلة "معا"، انه لا يكفيه يوم واحد لقضاء العيد مع عائلته وزيارة آخرين فبين الزوجة والأطفال والعموم وبني العم تضيع ساعات نهار اليوم الأول من العيد دون أن يشعر به بذلك ليبدأ في اليوم التالي يوم عمل جديد في المطعم.
وفي اليوم الأول للعيد تلجا بعض المطاعم إلى إغلاق أبوابها بينما تلجا أخرى إلى بدْء ساعات العمل بعد الساعة الثانية ظهرا عندما تنتهي من زيارات العيد وصلة الرحم.
ويسعى يوسف بعد انقضاء الأعياد إلى التنسيق مع زملائه في العمل من اجل قضاء إجازة يعوض فيها أسرته عما فقدوه في العيد من دور للأب ويبدؤون إجازة العيد الخاصة بهم وعلى طريقتهم.
الحاجة إلى العمل في المناسبات الدينية وغيرها يجعل الأسرة أكثر ترابطا عندما تتفهم طبيعة عمل احد أفرادها فعدد ساعات العمل في العيد تطول ويطول معها الشوق لقضاها مع العائلة.
عماد عبده صاحب مطعم أوضح أنه على الرغم من ساعات العمل الطويلة وعدم وجود عطلة أيام العيد إلا أن ذلك لا يؤثر على الترابط الأسرى قائلا:"لقد تعودت وتعودت معي أسرتي على ذلك منذ 23 عاما".
وكغيره من أصحاب المطاعم والعاملين فيها يضطر عبده إلى زيارة الأهل والأقارب بعد العيد بسبب ضغط العمل وانحسار الوقت خلال أيام العيد دون أن يبدى أحد من العاملين تذمرهم لعدم إعطائهم عطلة.
محمد الداية يعمل في مطعم أوضح أن ساعات العمل الطويلة والتي قد تصل أحيانا إلى 15 ساعة وعدم وجود عطلة أيام العيد لا يؤثر على تواصله مع أسرته إلا أنه أحيانا يحتاج وقتا أكثر للجلوس معهم في أوقات الليل والسهر لتبادل الأحاديث.
ولان ساعات عمله تبدأ بعد الظهيرة يسرع الداية في زيارات العيد منذ ساعات الصباح الأولى حتى يقضي جميعها خلال مدة أقصاها ثلاث إلى أربع ساعات قبل أن يذهب إلى عمله.
لا يختلف حال أحمد سمور كثيرا عن الباقيين فساعات العمل طويلة ولكنها تصب في مصلحة العائلة مبينا انه يجد تفهما كاملا من قبل زوجته و أطفاله لأنهم يعلمون أن ذلك يصب في مصلحة الجميع " .
ويحبذ العاملون في المطاعم عادة تعويض ما فاتهم من عمل في شهر رمضان المبارك حيث يكون الإقبال على المطاعم كبيرا في فترة الأعياد الذي قد يعود عليهم بمكافأة.
ولان العيد تكمن فرحته في تبادل الزيارات والإقبال على المطاعم فان جلها في غزة تكون مكتظة بدون حجوزات وقد يضطر المطعم إلى إلغاء بعضها فالناس هنا العيد لهم فرص للخروج من مصابهم.