العيد في غزة غير- تسوق حتى آخر الليل والكيس فاضٍ
نشر بتاريخ: 29/08/2011 ( آخر تحديث: 29/08/2011 الساعة: 15:28 )
غزة- تقرير معا- "نحن لم نشعر برمضان وأيضاً لم نحضر شيئا للعيد الذي سيمر علينا حزينا لأن حكومتنا لم تصرف رواتب وكل ما صرفته لنا ذهب للديون المتراكمة علينا".
هكذا قال الموظف أبو العز أحد موظفي الحكومة المقالة، في حين يضيف عليه أبو جمال موظف سلطة: "وإحنا مش حاسين لا برمضان ولا بعيد ولا بالمدارس وخايفين من برد الشتا وما إلنا إلا الله".
"بأي حال جئت يا عيد" هذا حال لسان المواطن الغزي منهم من لا يشعر بفرحة العيد بسبب فقدانه أحد أحبائه في التصعيد الإسرائيلي الأخير، ومنهم لم يستلم راتبه بسبب عدم صرف السلطة الرواتب قبل العيد لشهر آب / أغسطس، ومنهم عاطل عن العمل بسبب الحصار المفروض منذ 5 سنوات وينتظر صدقات أهل الخير.
رغم كل ما ذكر إلا أن الحركة الشرائية تباينت في صفوف المواطنين وأصحاب المحلات والبسطات في مدينة غزة منهم من يرى أن الحركة جيدة، وآخرين يرونها بالسيئة جدا بسبب مجيئه بموسمين، وكذلك هناك من يتخوف من الشراء بسبب أزمة الرواتب.
في منطقة الرمال التي تكتظ لالمحلات التجارية المتنوعة والبسطات التي نصبت مع اقتراب العيد، أعرب المواطنون عن تخوفهم من عدم صرف الرواتب للأشهر القادمة بسبب الأزمة المالية التي تعاني منها السلطة الفلسطينية ما اضطر لعدم شراء كل ما يلزمهم ويكتفون بشراء ملابس المدارس لأبنائهم.
تقول "أم حسن" إنها لا تشعر بفرحة العيد هذا العام بسبب فقدانها احد أبنائها جراء التصعيد الإسرائيلي الأخير على القطاع وكذلك الأوضاع الاقتصادية الصعبة خيمت على فرحة العيد، مشيره أن أجواء العيد هذا العام أكثر صعوبة من العام الماضي، متمنية أن يأتي العيد القادم بأفضل حال على المواطنين.
ويضيف رامز الحسن أحد الموظفين أن البضائع في الأسواق على حالها وحركة المواطنين الشرائية ضعيفة، مبينا انه يفضل الشراء للمدارس فقط لعدم ضمانه موعد صرف الراتب القادم.|142507|وتشير أم عادل ربة منزل إلى أن العيد جاء بالتزامن مع موسم المدارس مما يحتم علينا توزيع المصاريف على حسب الميزانية والأولوية، وتوفير في المصاريف بما يناسب الغلاء، موضحة أنها قامت بشراء اغلب المستلزمات المدرسية متناسبة مع مشتريات العيد حرصًا منها على المساهمة في تنظيم الميزانية قدر المستطاع، مؤكدة أن أبناءها يبدون تذمرهم في كل يوم من قلة مشتريات العيد".
أما أبو رامي احد التجار في سوق الشيخ رضوان يقول إن الحركة الشرائية هذا العيد ضعيفة جدا مقارنة بالأعوام الماضية لعدم التزام حكومتي رام الله وغزة دفع رواتب موظفيها كاملة مما اثر بالسلب على الحركة الشرائية، علما أن الموظفين هم شريان الحياة في القطاع.
أبو حسن العماوي صاحب بسطة إكسسوارات في منطقة الرمال يقول إن الحركة الشرائية جيدة إلا أن المواطنين متخوفين من الوضع القادم ولا تقوم بشراء كل ما يلزمها بل تقوم بشراء اللوازم الضرورية لملابس المدارس.
ويشير أبو حسن الذي حاصل على شهادة البكالوريوس بالتجارة ويجلس على إحدى البسطات إلى وجود مواطنين يذهبون إلى رفح وخان يونس بسبب قربها من الأنفاق ويشعرون أن أسعارها منخفضة، موضحا أن المواطنين يفضلون البسطات من المحال التجارية بالشراء بسبب خفض البضائع.
ويقول أبو مالك صاحب بسطة مساحيق تجميل على جانب الطريق في منطقة الرمال :"إن حركة المواطنين كثيفة لكن ما في بيع الناس تمشي وبتتفرج وبتمشي".
أبو مالك الذي جاء من خان يونس لينصب بسطة بالرمال بغزة لعل الحال يكون أفضل يقول:" من الساعة 9 الصبح حتى ساعات الفجر الأولى أبيع ب 150 شيقل فقط"، مشيرا أن العام الماضي كان أفضل من العام الحالي.
وفي ظل ثلاثة مواسم- رمضان وعيد الفطر والمدارس فإن الموظفين لا يشعرون بفرحة العيد أبداً وأيضا لم يشعروا بفرحة قدوم شهر رمضان ويملأهم الحزن جراء تجاهل حكومتي غزة والضفة لمتطلبات حياتهم الأساسية وتأخرها بصرف الرواتب أو عدم صرفها بالمطلق عن شهر آب الذي واكب شهر رمضان.