فقراء غزة بالعيد: لا تعلمني الصيد بل اهدني كعكاً وفسيخاً
نشر بتاريخ: 30/08/2011 ( آخر تحديث: 31/08/2011 الساعة: 17:32 )
غزة-معا- لا وقت بقي لتعليم الفقراء في غزة كيف يعتاشون مع القليل من الدخل، ولا وقت أيضاً لتعليمهم الصيد من البحر وتمليح السمك ليصبح فسيخاً وهو الطعام المعتمد كغذاء في اليوم الأول لعيد الفطر من كل عام.
ليس من المنصف التحدث مع الفقير في غزة على أنه لم يعرف كيف يستثمر طاقاته بل من العدل القول أن القطاع بعد ستة اعوام من الحصار الاقتصادي بات فسحة للصدقات التي تجوز على متوسطي الدخل فما بالنا بالفقراء معدومي الدخل.
لم تكن صدفة حين أهدت مواطنة لأخرى سمكتين مملحتين للإفطار بهما في صبيحة العيد فما كان من الأم الفقيرة المعيلة لثمانية أبناء إلا أن تبكي شاكرة – هذا ما حدث بغزة، فكيف سيقضي هؤلاء بقية أيام العيد ومن أين سيأكلون وما الذي سيملأ معدات صغارهم.
عادات مواطني قطاع غزة في عيد الفطر المبارك تشمل تحضير الكعك والإفطار على السمك المملح الذي يقدر سعر الكيلو بما لا يقل عن عشرين وثلاثين شيقلا ً أما الكعك فيصل سعر الكيلو الواحد والجاهز بمحال الكعك خمسون شيقلاً أما بإعداده بالمنازل فإن سعر الكيلو يفوق سبعين شيقلاً.
أم شادي محسن المعيلة الوحيدة لأسرتها و لزوج مريض لا يعمل، تعمل في جمع الملابس القديمة وتقوم بتنظيفها وكيها ومن ثم بيعها تقول في هذه الخصوص:"لا نعمل الكعك في العيد لأنه مكلف جدا بالنسبة لحالتنا المادية، يقوم بعض الجيران بإرسال كمية قليلة منه إلينا، و كذلك الحال بالنسبة للفسيخ ".
وتضيف:" لا أملك مالا كافيا لشرائه، فما أجنيه من مال يتم صرفه على متطلبات ابنائى الضرورية كالقرطاسية و الزي المدرسي، حتى أنني برمضان قليلا ما أطهو فمعظم ما نأكله يأتي لنا من اهل الخير الذين يتصدقون بإطعامنا".
و تضيف أم شادي" بأنهم لا يفكرون بالكعك أو بشراء ملابس العيد" حيث تكتفي بشراء قطعة واحدة من الملابس لأطفالها بثمن زهيد جداً والقطع المتبقية تكون قديمة ومستعملة فتقوم بتنظيفها وكيها، وذلك حتى لا يشعر أطفالها بأي نقص".
كما تتمنى أم شادي بأن تساعدها بعض المؤسسات والأيادي البيضاء بتوفير مكانا يقيها من أشعة الشمس وبرودة الجو، حيث تفترش الأرض لبيع ما توفر بين يديها من ملابس، لتوفر حياة كريمة نوعا ما لأطفالها وزوجها المريض العاطل عن العمل.
أما المواطن محمد القصاص 37 عاما صاحب بسطة للإكسسوارات من سكان خان يونس لديه ثلاثة أولاد و ثلاث بنات فيقول:" لدي التزامات أهم من كعك العيد، كشراء الملابس لأطفالي التي تكلف ألف شيكل".
وحين يطلب أبناؤه الكعك يقول:" أشتري لهم 2 كيلو كي لا ينظروا للجيران" مضيفا أن أسعار مكونات الكعك مرتفعة نوعا ما ، و أن كل شيء في غزه مرتفع الثمن " .
أما محمد حساسنة 56 عاما يعمل موظفا في بلدية غزه، يعيل أسرة مكونة من 7 أبناء ( 6 بنات و ولدا واحدا ) , فيما يخص كعك العيد يقول " بأن ابنته المتزوجة هي التي تقوم بصنعه ، و تقوم بإعطائه كمية منه و ذلك لان حالته المادية لا تسمح بشرائه أو القيام بعمله في البيت، ولكنه يقوم بشراء السمك المملح " الفسيخ ".
ولا تجد في غزة إحصائية واضحة لعدد الفقراء حتى أن موظفي السلطة الذين تقل رواتبهم عن ألفي شيقل لا يستطيعون تلبية متطلبات أبنائهم في ظل ارتفاع ملحوظ بالأسعار للسلع الغذائية والمستلزمات الأخرى.