الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

حملة افتح الباب تختتم برنامجها بين عائلات الأسرى في قلقيلية

نشر بتاريخ: 29/08/2011 ( آخر تحديث: 29/08/2011 الساعة: 15:00 )
قلقيلية- معا- اختتمت حملة افتح الباب لإطلاق سراح الأسرى المرضى والتي أطلقتها وزارة شؤون الأسرى والمحررين منذ بداية شهر رمضان المبارك بزيارات الى عائلات الأسرى المرضى القابعين في سجون الاحتلال.

الجولة الأخيرة من الزيارات الرمضانية انتهت في محافظة قلقيلية، حيث قام وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع يرافقه وفد من الوزارة وبمشاركة كل من النائبين وليد عساف واحمد هزاع والأسرى المحررين وعلى رأسهم سعيد العتبة وفيصل شريم من نادي الأسير بزيارة الى عائلتي الأسيرين جهاد عبد اللطيف سعيد أبوهنية 30 عاما في بلدة عزون قضاء قلقيلية المعتقل منذ 4/4/2007 ومحكوم 16 عاما والذي يعاني من فقدان الذاكرة بسبب تعرضه للضرب على رأسه، وعائلة الأسير أكرم منصور الوحش الذي يقضي 33 عاما في سجون الاحتلال، ويعاني من أورام في رأسه.

عام كامل في غيبوبة:

الأسير جهاد أبو هنية، رقيب في جهاز الأمن الوطني، تعرض لضرب وحشي على يد السجانين عام 2008 في سجن مجدو، وذلك خلال المواجهات التي جرت بين الأسرى وإدارة السجن على ضوء محاولة الإدارة فرض ارتداء الزي البرتقالي على الأسرى الذين رفضوا ذلك باعتباره تشبيها لهم بمعتقلين غوانتنامو، وإلصاق تهمة الإرهاب بهم.

شرطة السجن المدججة بالهروات اعتدت على الأسير جهاد، وقاموا بضربه بشكل مبرح على رأسه مما أدى الى فقدانه الوعي ودخوله في غيبوبة لمدة عام كامل، ولم يستفق منها إلا في عام 2009 بعد نقله الى عدة مستشفيات داخل اسرائيل.

لست والدي:

الاعتداء الوحشي على الأسير جهاد أدى فقدانه الذاكرة، حيث لم يعد يتذكر أحد، ولا يعرف أمه وأبيه، وعندما زاره والده بالسجن قال له لست والدي، ورفض الزيارة، وحدث ذلك مع والدته المريضة التي زارته فلم يتعرف عليها، وعادت تبكي بحرقة وهي تناشد كافة الجهات الإنسانية والدولية التدخل لإنقاذ ابنها.

والده قال أن ابنه جهاد لا زال يعاني من فقدان الذاكرة، ويجد صعوبة في الحديث معه خلال الزيارة، وأن العلاجات التي تقدم له تقتصر فقط على المسكنات.
|142554|
عندما تكون العائلة جميعها في السجن:

عائلة الأسير جهاد أبو هنية دفعت ثمنا غاليا وقاسيا على يد قوات الاحتلال، بيتهم الفقير والصغير تعرض للمداهمات العديدة، ولإطلاق النار، حيث كان جهاد مطاردا ومطلوبا لقوات الاحتلال، ولم يبق أحد في البيت إلا واعتقل ابتداء من الوالد حتى الأبناء.

آثار المداهمات والرصاص والاقتحام لا زالت ظاهرة على جدران ومدخل البيت، والذكريات التي بدأوا يتحدثون عنها صعبة ومؤلمة للغاية.

اعتقل والد جهاد عبد اللطيف أبو هنية لمدة سبع سنوات عام 1975، واعتقل ابنه عبد الله مدة 3 سنوات عام 2007، وابنه مراد لمدة 3 سنوات عام 2007، وسعيد الذي قضى 10 سنوات في سجون الاحتلال وإياد الذي قضى مدة عام.

ولازال يقبع في السجن حتى الآن كل من أحمد 18 عاما المعتقل منذ عام 2010، وعبد الحميد 17 عاما المعتقل منذ عام 2010.

هذه الأسرة التي تشتت شملها بين سجن وآخر، في رحلة قاسية دفعت الأم المريضة والأب ضربية قاسية وهم يبحثون عن أولادهم في هذا السجن وذاك، فلم تلتم العائلة جميعها مرة واحدة تحت سقف البيت، فالحياة في هذه الأسرة ليست أكثر من انتظار، وقلق و خوف ورجاء في أن تنتهي هذه المعاناة ويعود الأولاد الى بيتهم وبلدهم.

وعلى مائدة الإفطار كان هناك نقص وفراغ ، لا يعوضه أحد، سوى عودة الأبناء الغائبين، هذا ما قاله قراقع خلال حديثه مع أفراد الأسرة، متمنيا أن ينتهي هذا الكابوس الأسود ويرحل الاحتلال عن حياة شعبنا الفلسطيني.

الابن المعاق نور الدين:

الجريمة لم تتوقف عند اعتقال الأب والأبناء والحكم عليهم بأحكام جائرة، والجريمة لم تتوقف في الاعتداء على جهاد وفقدانه ذاكرته، وإنما طالت الابن الأصغر في العائلة نور الدين الذي سقط على الأرض خلال مداهمة قوات الاحتلال للبيت، ليصاب بشلل نصفي منذ ذلك الوقت ولا يتحرك إلا على كرسي متحرك.

المشهد يفوق الوصف، والمأساة داخل البيت تتضح في كل زاوية منه، عائلة منكوبة من الوريد الى الوريد، بيت فقير لا يصلح للسكن، والأبناء الذين تحرروا يحتاجون الى من يؤمن مستقبلهم، فسعيد بعد عشر سنوات من اعتقاله وهو خاطب يريد أن يتزوج، يحضر للعرس ويتحدث عن ذلك بخوف وألم، أخوته لا زالوا بالسجن، والإمكانيات المادية صعبة للغاية، مستقبل غامض و داكن، ولكنه يتراجع شيئا فشيئا عندما تستمع الى روح الإرادة والصلابة والتحدي عند الوالد والوالدة و الأبناء.

وفي بيت الأسير أكرم منصور:

حملة افتح الباب، انتقلت الى زيارة ثالث أقدم الأسرى في سجون الاحتلال أكرم منصور، والذي يعاني من عدة أمراض أبرزها وجود أورام في رأسه أدت الى فقدانه الوعي أكثر من مرة.

إدارة سجون الاحتلال رفضت كافة الالتماسات التي قدمتها وزارة الأسرى لإطلاق سراحه بعد تردي وضعه الصحي، ولم تجد نداءات مؤسسات حقوق الإنسان ، ولا احتجاجات وإضرابات الحركة الأسيرة التضامنية شيئا.

أكرم الذي قارب على إنهاء محكوميته البالغة 35 عاما، تمارس بحقه سياسة متعمدة من الإهمال الطبي وكغيره من المئات من الأسرى المرضى يتعرض لسوء المعاملة وقلة العلاج والمماطلة الدائمة في تقديم الفحوصات له.

لقد ابتدأت حملة افتح الباب بمناسبة ذكرى اعتقال الأسير أكرم منصور في 2/8/1979، وانتهت في بيته وبين أفراد عائلته وهي تقول:
افتح الباب .... حتى يرى الأسرى المرضى
الضوء والهواء والماء والدواء
افتح الباب ... كي ينطلق صوت الوجع الإنساني
وتحقق عدالة السماء
افتح الباب ... عن حياة يستحقها أسرانا صاعدين الى الحرية والأمل والرجاء.