زيارة القبور في العيد- عادة مغروسة في نفوس الغزيين
نشر بتاريخ: 30/08/2011 ( آخر تحديث: 31/08/2011 الساعة: 12:34 )
غزة- معا- ما أن يحل صباح أول يوم في العيد، وبعد انتهاء الناس من أداء صلاة العيد تتسارع مجموعات منهم وخصوصا النساء إلى الذهاب لزيارة المقابر.
عادة اعتاد عليها الناس في الدول العربية، ولكنها تبدو في غزة بصورة أكبر من غيرها، فأهالي الموتى والشهداء يفضلون بدأ عيدهم بزيارة قبور أبنائهم الذين رحلوا إلى جوار ربهم، قبل أن يواصلوا يومهم بزيارة أقربائهم.
مواصلة زيارة القبور وخصوصا في يوم العيد غدت مغروسة في نفوس هؤلاء الناس من رجال ونساء وأطفال، فالمقابر مكتظة بالزوار، فنجد كل واحد منهم جالس بجوار قبر ابنه أو أبيه أو أمه ليهنئوهم بالعيد بطريقتهم الخاصة.
الحاجة "أم زياد" لعامها السابع على التوالي تبدأ عيدها بزيارة قبر زوجها، وأخيها، حاملة معها أنواع مختلفة من الحلوى والتمر وكعك العيد لتوزعه على الأطفال والمحتاجين.
تقول وبينما هي جالسة عند قبر زوجها تدعو له بالرحمة والمغفرة "صباح كل يوم عيد ازور قبر زوجي، واقرأ الفاتحة على روحه، واسقي قبره، واوزع الكعك والحلوى على الأطفال والناس ".
وبجوار الحاجة أم زياد نجد أبو محمد وبيده قربة ماء يسقي بها قبر ابنه الشهيد محمد الذي استشهد في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، وبصوت حزين قال "كنت أتمنى أن يكون محمد بيننا في العيد ولكن قدر الله وما شاء فعل، وأحمد الله على كل شيء".
أبو محمد أوضح أنه منذ استشهاد محمد وهو معتاد على زيارته صباح يوم العيد، معتبرا أن ذلك نوعا من الوفاء لروح ابنه الشهيد الذي رحل وحيدا عن هذه الحياة.
وفي حديثنا مع الشيخ حسن اللحام "مفتى غزة" قال "زيارة القبور يوم العيد بدعة، ولا يجوز ذلك، والأصل أن زيارة الأحياء أولى من الأموات في العيد".
وبين الشيخ بعض الأمور السيئة التي يتبعها المجتمع الغزي، وهو من توفي وجاء العيد الأول على وفاته يقوم أهله بعمل بيت عزاء من جديد له في ذلك العيد، مبينا أن مثل هذه العادات ليست من الإسلام.
وأوضح أن الرسول أمر بزيارة القبور لأنها تذكر الإنسان بالآخرة، ولكن ليس بتحديد يوم معين للزيارة، مضيفا: "لا مانع من زيارة النساء للقبور بشرط أن لا تطيل الزيارة، ولا تنيح ولا تبكي، داعيا إلى احترام آداب زيارة القبور والدعاء للموتى.