دير غسانة موضع جدل ودراسة بين طلاب من جامعة كولومبيا ومركز رواق

رام الله - معا - قام مركز رواق للمعمار الشعبي بعرض ابرز ما توصل إليه طلاب من الدراسات العليا في جامعة كولومبيا ضمن مشروع مشترك حول إحياء التراث المعماري في بلدة دير غسانة، وذلكخلال ورشة نظمها المركز في ختام مشروع دراسة لإحياء التراث المعماري في دير غسانة والتي تمت بالتعاون ما بين دائرة العمارة والتخطيط والحفاظ لدى جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك، ومركز أبحاث جامعة كولومبيا في الشرق الأوسط ومركزه العاصمة الأردنية عمان، وبلدية بني زيد الغربية.

وقال المهندس فرحات يوسف من مركز رواق ان الهدف من هذا المشروع هو اعادة الحياة للبلدة القديمة لدير غسانة وبيت ريما وبني زيد بجناحيها، وذلك من خلال ايجاد طرق عملية بقاعدة علمية لاحيائها من خلال الافكار والمشاريع المطروحة.

وبين مدير مركز رواق المهندس خلدون بشارة ان "رواق" يقوم منذ اكثر من عام على تنظيم مشاريع مشتركة مع جامعات عالمية للعمل على تبادل الخبرات في هذا المجال مشيرا الى ان التجربة الحالية مع جامعة كولومبيا وهي احدى الجامعات المشهورة عالمية وكانت التجربة السابقة مع جامعة ايرزونا.

واكد بشارة الى ان هذه المشاريع تعمل على تكوين مصادر للمعلومات وتفتح افاقا جديدة للعمل والتشبيك.

وقدم كريج من جامعة كولومبيا شرحا وافيا عن تفاصيل الدراسة التي قام بها الطلاب وعن دراستهم للتاريخ القديم لدير غسانة ولموقعها الجغرافي والتاريخي، وتوصلت الدراسة الى خمس نقاط هامة للعمل على احياء المنطقة وهي: اعادة احياء وتاهيل الساحة القديمة ومحيطها في دير غسانة بعدة طرق مقترحة وترميم البيوت القديمة لتصبح محل جذب للزوار للاقامة فيها وانشاء مدرسة لتعليم الطهي واقامة المحال والاسواق وتفعيل مساحات للمهرجانات والفعاليات.

هذه النتائج وغيرها من الافكار كانت من ابرز ما جاء في اعمال تسعة طلاب من الدراسات العليا في جامعة كولومبيا، بعضهم معماريين والبعض الأخر مختصين في مجال الحفاظ على التراث، واثنان من أساتذتهم، بالإضافة إلى مجموعة من مهندسي مركز رواق.

ومن المقرر ان يستمر العمل على إحياء وتطوير البلدة القديمة في دير غسانة مع مجموعات أخرى من طلاب جامعة كولومبيا على مدار العام الدراسي القادم 2011-2012.

يذكر ان مشروع البلدة القديمة في دير غسانة يأتي ضمن خطة رواق المستقبلية لإعادة الحياة إلى 50 بلدة قديمة في فلسطين، بالاعتماد على سجل رواق للمباني التاريخية في فلسطين، والذي يحتوي على معلومات لأكثر من 50,300 مبنى تاريخي موزعة على 422 موقعاً، ظهرت جلياً ضرورة تحديد الأولويات في إعادة إحياء المناطق التاريخية في فلسطين، آخذين بالاعتبار شح المصادر المالية والبشرية والخسارة المستمرة للتراث المعماري في فلسطين، وبناء عليه فقد قام رواق بتحديد قائمة أولويات وطنية لإعادة إحياء المناطق التاريخية في ريف فلسطين لخمسين منطقة تاريخية، بالاعتماد على مجموعة من المعايير، منها وجود جذر تقليدي للمنطقة التاريخية، وعدد المباني في الموقع، والتمثيل لفئات التراث المعماري وعناصره كافة، والتوزيع الجغرافي.

وبهذه الخطة يعمل رواق على حماية واحياء كمية كبيرة من المباني التاريخية الموجودة داخل المدن الرئيسة من خلال إعادة تأهيلها في ريف فلسطين.