الجمعة: 27/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

المصور الفلسطيني اياد حمد مع سيف الاسلام

نشر بتاريخ: 03/09/2011 ( آخر تحديث: 03/09/2011 الساعة: 10:51 )
بيت لحم - معا - اثبت الصحفي الفلسطيني انه الصحفي القادر على العمل باصعب واحلك الظروف حيث استطاع التميز بالتغطية الاعلامية ليس للحدث الفلسطيني بحسب بل للحدث العربي خصوصا في ظل الثورات العربية التي باتت تعرف باسم الربيع العربي حيث شكل الصحفيون الفلسطينيون الاداة الابرز في تغطية الاحداث التاريخية التي شهدتها المنطقة .

تمييز وخبرة صحفية فلسطينية قادته للوصول الى سيف الاسلام

المصور والصحفي اياد حمد الذي يعمل في وكالة الاسوشيدت برس الامريكية وهي احدى ابرز واكبر الوكالات الاعلامية المزودة للخبر على مستوى العالم استطاع التمييز والابداع بجرائته وقدرته على تمييز الاحداث ومتابعتها لتفوق على مئات الصحفيين العاملين في مختلف وسائل الاعلام العربية والدولية حيث شكلت صوره في مصر وليبيا اداة لنقل الحدث في اصعب واحلك الظروف بعد ان كان ناقل الصورة الاول في فلسطين ليتميز بعدها في نقل صورة الحدث العربي التي كان اخر فصولها الصور الحصرية لسيف الاسلام القذافي نجل الرئيس معمر القذافي بعد الاعلان عن اعتقاله فكانت صور سيف التي خرجت من طرابلس والتي يظهر فيها سيف الاسلام الحدث الابرز على مختلف وسائل الاعلام العربية والدولية التي سارعت في نقل الصور لكنها جميعا لم تشر الى ما وراء كواليس هذه الصور ومصورها الذي عانى ظروفا تهددت حياته وتهرب العشرات من الصحفيين الاجانب من القيام بواجبهم الصحفي فيما كان المصور الفلسطيني جاهزا للتضحية من اجل نقل الحقيقة والرسالة الاعلامية دونما تشكيك او نصرة لهذا الطرف على الاخر .

تفاصيل وكواليس تصويره لسيف الاسلام


يقول المصور اياد حمد ان الظروف التي عملوا فيها في الايام الاخيرة قبل سقوط طرابلس كانت اوضاعا ماساوية للغاية فكانت كميات المياه والمواد الغذائية شبه معدومة ولا كهرباء في الفندق مشيرا الى انهم لم يكونوا على تواصل مع العالم الخارجي ولم يكونوا يعرفون تطورات الاوضاع التي تسارعت بشكل كبير .
|143854|

واضاف حمد انه وخلال تواجده مع الصحفيين في الفندق في الايام الاخيرة قبل سقوط باب العزيزية جاءتهم مجموعة من المسلحين وطبلوا منهم الخروج من الفندق لتصوير شخصية مهمة الا ان معظم الصحفيين اتخذوا قرارا بعدم الخروج حيث طلب منهم بعد ذلك اعداد القاعة من اجل تصوير هذه الشخصية المهمة في نظام العقيد معمر القذافي حيث قاموا بنصب كاميراتهم في احدى القاعات المظلمة نتيجة انقطاع التيار الكهربائي وقاموا باضاءة الشموع على طاولة القاعة واضاءوا كشافات كاميراتهم منتظرين الشخصية التي لم تحضر .

واضاف حمد انه وبعد نحو نصف ساعة عاد المسلحين وتجولوا في القاعة واعلنوا انه من غير الامن وصول الشخصية المهمة وبالتالي الغاء المؤتمر الصحفي لهذه الشخصية حيث قام معظم الصحفيين بحل كاميراتهم ومحاولة العودة الى الغرف وهنا يبرز دور الصحفي الفلسطيني الذي تمرس على صناعة الخبر والمتابعة المهنية الدقيقة حيث اعلن حمد في تلك اللحظة للمسلحين عن جاهزيته للخروج الى الميدان مع المسلحين لتصوير هذه الشخصية المهمة وما تحمله من جديد على صعيد الاحداث الليبيبة .

واوضح حمد انه قال للمسلحين انه جاهز للخروج وانه على استعداد لتصوير هذه الشخصية وتوزيعه على وسائل الاعلام في الفندق فطلب منه المسلحين الانتظار في الغرفة ومحاولة جلب صحفيين معه في حال تمت الموافقة على خروجه لاجراء المقابلة .

بعد ذلك بساعة ونصف تقريبا يضيف حمد جاء المسلحين الى غرفتي وطبلوا منا الخروج والاستعداد لاجراء هذه المقابلة مع هذه الشخصية دون الاعلان عن هويتها حيث حمل كاميراته ودرعه الواقي الا انه قالوا له انه من غير الضروري حمل الدرع الواقي لانه سيتم نقله بسيارة مصفحة وهنا ادرك ان الشخصية الجاري الحديث عنها شخصية مهمة جدا واعتقد انه سيصور خميس احد انجال القذافي الاب حيث لم يخرج للتغطية سواه ومراسل وكالة الصحافة الفرنسية عماد لملوم تونسي الاصل ومصمور قناة الجماهيرية الليبية .

رحلة فيها مخاطر وتهديد تحت وابل الرصاص

بعد الاتفاق على الخروج بالرحلة قام المسلحين بايقاف السيارة المصفحة على مدخل الفندق حيث شهدت عملية خروجهم عملية لاطلاق النار الكثيف باتجاه الباب والسيارة المصفحة والتي انطلقت مسرعة تحت وابل من الرصاص وجابت بعض شوارع طرابلس واحياءها بشكل جنوني وصولا الى مناطق كانت ما تزال تحت سيطرة قوات القذافي حتى وصلنا الى باب العزيزية و مررنا بعدة بوابات وصولا الى بيث الصمود حيث كان عشرات المواطنيين الليبيين المؤيدين لنظام القذافي يتجمعون هناك .

بعد ذلك انتظرنا نحو نصف ساعة حيث كانت الساعة الواحدة والنصف فجرا واذا بسيارة بيضاء اللون تدخل وسط الجماهير فاذا بسيف الاسلام يقفز منها وكانت المفاجاة لنا حيث كانت وسائل الاعلام تتناقل اعتقاله واخيه محمد حيث قام الناس بالهتاف فيما رفع القذافي الابن اشارة النصر و غادر بعدها من المنطقة بعد ان قمنا بتصويره وطلب منا مرافقته بسيارة قادتنا الى مكان ابعد عن الجماهير وقمنا بالتقاط المزيد من الصور الصحفية وحتى الشخصية معه ومن ثم قمنا باجراء المقابلة الشهيرة التي بثتها مختلف محطات التلفزة العالمية والعربية .

وبعدها سالهم عن وضع الفندق مشيرا الى انه سيقوم بزيارته حيث زاره بالفعل بعد ان عدنا بنفس السيارة التي اخذتنا للفندق حيث قمت بنقل الصور للبث حيث بثت في الحال فيما كان سيف الاسلام على باب الفندق مجددا وطلب من الصحفيين مرافقته بجولة جديدة بعد بث المواد الاولى التي اذهلت العالم وكشفت زيف ادعاءات اعتقال سيف الاسلام .

بعد تصويره الاول حمد يطلب من سيف الاسلام مرافقته بالسيارة

يقول اياد انه بعد وصول سيف الاسلام للفندق وانتظاره للصحفيين من اجل الخروج بجولة جديدة طلبت من سيف الاسلام مرافقته في سيارته الخاصة باعتبار وجود علاقة حتى لو كان عمرها ساعة تقريبا حيث طلبت منه هذا الطلب لانني لا اريد ان يضيع سبقي الصحفي الاول بعد تشجع الصحفيين ومشاهدتهم لمادتي الاولى وقدومهم بالجولة الثانية فما كان من سيف الاسلام الى الطلب من مرافقيه الانتقال الى السيارة المرافقة الاخرى حيث صعدت وكاميرتي بسيارة سيف الاسلام المدججة بالاسلحة و بدات بتصويره خلال تفقده للحواجز العسكرية والمؤيدين للنظام في عدد من احياء طرابلس ومن ثم اجراء مقابلة جديدة باللغة العربية والانكليزية.

واشار حمد الى انه شعر بوجود ارتباك لدى سيف الاسلام حيث حاول الضحك مستهزءا بما تتناقله وسائل الاعلام العربية التي وصفها بالعميلة مشيرا الى انه يشعر بالحزن لما الت اليه اوضاع ليبيا ومواطنيها الذين اصبحوا اضحكوة لدى وسائل الاعلام الكاذبة مثل خبر اعتقاله مؤكدا انه سيتصدى للقوات المناوئة له وان والده سيبقى بليبيا ولن يخرج منها وانه يتمتع بصحة جيدة .
|143855|

وحول التواصل الانساني مع سيف الاسلام قال حمد انه شعر بارتياح لتعامله مع صحفي فسطين مشيرا الى انه كان معني بموعد بث المواد التي تم تصويرها وفي أي محطات تلفزة ستظهر مشيرا الى انه قام بتقديم هدية تذكرية لي وهي عبارة عن الحطة "الكوفية" التي كان يضعها على اكتافه طالبا مني ايصالها لفلسطين .

جولة وداعية في سيارته باحياء طرابلس

بعد اجراء المقابلات اللازمة معه والسماح لي بتصويره في السيارة وفي الميدان ومع المؤيدين له من مواطنيين وجنود على حواجز يقول المصور حمد ان سيف الاسلام قال له انه سيوصلهم الى باب العزيزية حيث ستقوم السيارات المرافقة بايصالهم الى فندق الريكسوس حيث يقيمون متمنيا في ختام حديثه انتهاء الازمة وشاكرا لاياد والصحفيين سعيهم لنقل الحقيقة .

مشاعر بالافتخار بالانجاز الصحفي المتميز

وحول مشاعره وانجازه يقول حمد ان المغامرة التي قام بها كانت تضحية ومخاطرة مؤكدا انه لم يكن يعلم الشخصية المقصودة لكن اداركه لدوره كصحفي واهمية المخاطرة لجلب ما هو متميز وجديد وايمانه بان الصورة خير من الف قلم وكلمة حيث كانت لحظات مشاهدته لسيف الاسلام عند وصول السيارة لحظات تاريخية مهمة جدا حيث كانت مفاجئة في ظل ما ينشر عن اعتقاله فادركت اهمية الصور التي سالتقطها وقمت بضبط اعصابي حتى تخرج الصور بافضل ما يكون .

ويضيف حمد انه شعر بتمييز الصحفي الفلسطيني عن غيره من الصحفيين الذين رفضوا التحرك والخروج مشيرا الى ان التجربة التي عايشها الصحفيون الفلسطينيون جعلتهم مقدامين حيث لمست الاهتمام والاحترام من مختلف الصحفيين القادمين من مختلف انحاء العالم عند عودتي للفندق حيث رحبوا بي وقبلوني وعبروا عن احترامهم لي مما يجعلني اشعر بالفخر كوني صحفيا فلسطينيا استطعت اثبات قدرة الصحفي الفلسطيني ومهنيته العالية وجرائته المتميزة والنادرة .

كما انني شعرت بدور الصحفي المهم عندما استطعت نقل حقيقة الاخبار بشكل مهني متميز حيث كانت وسائل الاعلام جميعها في ارجاء العالم تتحدث عن اعتقال سيف الاسلام وانا كنت اقوم بنقل الحقيقة والتي نقلتها عدسة كاميراتي والتي اظهرت انه غير معتقل وحينها ادركت عظم الدور الاعلامي في نقل الحقيقية .

شعور بالفخر من اداء سفارة فلسطين في ليبيا

يقول الصحفي حمد انه شعر بفخر كبير امام كل زملائه الصحفيين من الاداء المتميز الذي قامت به السفارة الفلسطينية في طرابلس وعلى راسها السفير عاطف عودة الذي بادر هو وطاقم السفارة ممثلا باشرف ابو النجا وسامي ابو دقة بالاتصال بنا حيث عملوا على مساعدة الصحفيين و كانت المبادرة من قبل السفارة بزيارة الفندق الذي يقيم فيه الصحفيين للاطمئنان على واقع وظروف الصحفيين فيه بشكل عام والصحفيين الفلسطينيين بشكل خاص حتى قبل تدهور الاوضاع وقاموا باعطاءنا ارقام هواتفهم وهواتف السفارة في حال وقوع أي أي طارئ .

واشار حمد الى ان السفير ابلغه بوجود تعليمات من اعلى المستويات في القيادة السياسية الفلسطينية ممثلة بالرئيس محمود عباس والتي تابعها رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية اللواء ماجد فرج بضرورة الاهتمام بالصحفيين الفلسطينين العاملين في ليبيا بشكل خاص والصحفيين من مختلف الجنسيات والذين تواجدوا في الفندق حيث كان لزيارة طاقم السفارة واتصالات السفير اليومية اثر كبير على نفوس الصحفيين خصوصا عندما علموا ان السفير ابلغهم بجاهزية السفارة لاستقبالهم في مبنى السفارة الفلسطينية بليبيا وحتى في منزله الشخصي في حالة وجود خطر عل حياتهم بالفندق .

وزارت طواقم السفارة الفلسطينية الفندق والتقت بنا كصحفيين اكثر من مرة واكدوا لنا انهم يتابعون اوضاعنا وجاهزون لحمايتنا ونقلنا الى مقر امن عند الحاجة حيث ابلغوهم بان السفارة جهزت المقر بالمواد الغذائية والفرش اللازم واعلنوا حالة الطوارئ لاستضافة الصحفيين في مقر السفارة وبيت السفير مما جعلني اشعر بالفخر من هذا الاداء الدبلوماسي المتميز في وقت تخلت الكثير من السفارات الاجنبية والعربية عن مصوريها وصحفييها وقامت بمغادرة طرابلس دون ابلاغ الصحفيين بذلك .

واوضح حمد في هذا الاطار انه عند اشتداد الامور وبدء ازديادها سوءا لم ينقطع طاقم السفارة عن التواصل معنا حيث كان اللواء ماجد فرج و السفير عودة باتصال دائم معنا حيث اتصلوا بنا في بعض الايام للاطمئنان علينا اكثر من مرة في بعض الاحيان باليوم مؤكدين انهم يبحثون في افضل الوسائل لحمايتنا واخراجنا من الواقع الصعب مما اثر في عمل الصحفيين الذين قام بعضهم بالاشارة في تقاريره الى الاهتمام والمتابعة الدبلوماسية الفلسطينية بواقع الصحفيين.

ويوضح حمد ان السفارة الفلسطينية كانت السباقة بابلاغنا بانهم نسقوا مع الصليب الاحمر الدولي في اللحظات الاخيرة قبل خروجنا من الفندق الذي حاصرته كتائب القذافي وهو الامر الذي تم بالفعل حيث كان الصليب الاحمر ينقل الصحفيين من فندق الريكسوس بالفعل الى فندق كورنثيا في طرابلس وهي منطقة هادئة .

وبعد ذلك اضاف حمد ان السفير عودة ، واللواء فرج اتصلوا به بعد ذلك وابلغوه بجاهزية السفارة لتوفير حافلات لمن يرغب من الصحفيين بالمغادرة وتوفير تذاكر الطائرات واحتياجات الصحفيين قبل مغادرته لطرابلس حيث عبر الصحفييون عن امتنانهم لهذه المبادةر والتواصل من قبل سفارة فسطين .

وفي نهاية حديثه شكر حمد الرئيس محمود عباس واللواء ماجد فرج رئيس جهاز المخابرات العامة والسفير عاطف عودة في طرابلس وطاقم السفارة على تواصلهم واهتمامهم، مشيرا الى ان الصحفيين طلبوا منه نقل رسائل شكر للسفارة والرئاسة على ما بذلوه من جهد لحماية الصحافة وحرية الراي، مشيرا الى ان اداء السفارة اضاف جزءا ايجابيا من رحلته الصحفية في ليبيا التي زادته فخرا كونه انسانا فلسطينيا .

وعبر حمد عن امله ورغبته بنقل هذه الرسالة من الصحفيين للرئيس محمود عباس شخصيا متمنيا ان تتاح له الفرصة للقاء الرئيس وشكره بشكل شخصي على دعمه لعمل الصحفيين بحرية داخل وخارج فلسطين وهو الامر الذي لمسه من المتابعة والاهتمام الرسمي الفلسطيني .