الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

العيدية لمين! .. من جيب المفلسين إلى حقائب المدارس

نشر بتاريخ: 03/09/2011 ( آخر تحديث: 03/09/2011 الساعة: 18:16 )
غزة- تقرير معا- قرر الطفلان علي ومحمد، أن يجمعا العيدية التي حصلا عليها خلال عيد الفطر، وذلك لشراء ما ينقصهما من مستلزمات مدرسية للعام الدراسي الجديد الذي يبدأ غدأ.

ومع بداية العام الدراسي الجديد، تبدأ معاناة الآلاف من الأسر في سبل تأمين مصاريف العام الدراسي من زي مدرسي وقرطاسية ومصاريف يومية لا تُعد ولا تحصى مع معاناة هذه الأسر من أزمات مالية خانقة تكبدتها بسبب عدم انتظام دفع الرواتب.

وبينما حصل محمد وعلي على العيدية حرم منها أطفال آخرون بسبب الأزمات المالية المتتالية التي جعلت المواطنين في قطاع غزة يتجاهلون عمدا أو قهرا عادات توارثوها منذ القدم، حيث اعتاد السكان على تقديم مبالغ مالية رمزية للصغار والكبار من النساء، ما اضطر بعضهم إلى العزوف عن تقديمها والبعض الآخر اضطر لتقديمها حتى لو أصبحت جيوبه خاوية.

وتقول أم علي والدة الطفلين أنها حرصت على استغلال العيدية بما ينفع أطفالها فهي لم تبخل عليهم بقليل من الفسحة والترفيه في مقابل شراء بعض المستلزمات المدرسية كالحقائب والقرطاسية.

من جانبه أوضح المواطن أبو بلال أن أطفاله الستة لا يحصلون على العيدية ككل الأعياد السابقة وذلك بسبب عدم صرف الرواتب نهائيا للموظفين من قبل الحكومة المقالة وصرف نصفها للموظفين التابعين "لحكومة رام الله".

وتتراوح العيدية في قطاع غزة ما بين 10 إلى 20 شيقلا للصغار بينما تزيد الى 50 او 100 شيقل للكبار.

وقامت البنتان الكبيرتان لابو بلال باستغلال العيدية لشراء بعض من حاجيات المدرسة "كالطوق المدرسي ولفافات الشعر" ، أما أطفاله الأصغر فقد قاموا بصرفها على الألعاب بشراء المسدسات و لعب العرائس .

بعض الموظفين الحكوميين عزفوا عن التزاور أيام العيد وذلك خجلا من عدم قدرتهم على تقديم العيدية لأقاربهم فأبو محمد انتهى نصف راتبه قبل أن يبدأ العيد فكان خياره الأنسب هو التزام البيت.

من جانبه أوضح الشيخ عماد حمتو ان العيدية هي من الأعراف التي تعارف عليها الناس، والتي وافق عليها الشرع واخذ بها، مشددا أنها لا تتعارض معه.

وأوضح الشيخ حمتو أن الأعراف الطيبة التي تتمثل في العيدية تصبح من الشريعة ما دامت تواسي الفقير وتدخل الفرحة على الأرحام، مشددا أنها لا تكون إلزامية في الأزمات المالية.

وأكد الشيخ حمتو ان صلة الاقارب والارحام لا تتعذر ان تعذرت الصلة المالية فالأصل أن تبقى صلة الأرحام قائمة لان الأصل من العيد هو إدخال الفرحة والسرور من خلال صلة الرحم والتزاور.