التضامن: تصعيد اسرائيلي خطير بحق المقدسات الاسلامية
نشر بتاريخ: 05/09/2011 ( آخر تحديث: 05/09/2011 الساعة: 14:19 )
رام الله- معا- أشار تقرير صادر عن مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان إلى تصاعد في وتيرة الانتهاكات الإسرائيلية بحق المقدسات واستمرار دولة الاحتلال في سياستها التعسفية بحق أماكن العبادة الإسلامية، الأمر الذي يعتبر انتهاكا صارخا للحقوق الإسلامية في فلسطين.
وأوضح التقرير أن الأراضي الفلسطينية شهدت منذ مطلع العام الحالي 2011 ولغاية الخامس من ايلول 2011 تصعيدا إسرائيليا ملموسا وخطيرا بحق المقدسات الإسلامية.
ابرز الانتهاكات ضد المساجد منذ مطلع العام الحالي
ومن ابرز الانتهاكات التي رصدتها المؤسسة اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ 19/3/2011 مسجد أبو بكر الصديق في حوسان قرب بيت لحم والتنكيل بالمصلين فيه، وفي 22/3/2011 أقدم الجيش الإسرائيلي على اقتحام مسجد عورتا القديم وقام بتفتيشه وعاث فيه فساداَ، وفي 18/4/2011 قررت القوات الإسرائيلية إغلاق الحرم الإبراهيمي الشريف لمدة يومين في وجه المصلين المسلمين بادعاء دخول الأعياد اليهودية.
وأضاف التقرير أن عشرات المستوطنين اليهود أقدموا على إحراق مصلى تابع لمدرسة بلدة حواره جنوب مدينة نابلس بتاريخ 3/5/2011، وفي مدينة القدس أقدمت قوات الاحتلال بتاريخ 5/5/2011 على مداهمة مسجد ابن قدامه المقدسي في حي وادي الجوز واعتقلت اثنين من المصلين ممن تواجدوا للصلاة وأعادوا كرتهم عليه بعد أسبوعين واعتقلوا مصلين آخرين من داخله وحطموا أبوابه وصادروا مكبرات الصوت الخاصة بالمسجد.
وتابع بتاريخ 7/6/2011 أقدمت مجموعات يهودية متطرفة على إحراق مسجد المغيير الكبير شمال شرق رام الله مما أدى إلى إلحاق أضرار بالغة وجسيمة بالمسجد،أما بتاريخ 14/6/2011 أصدرت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمراً عسكرياً بهدم مسجد المعصرة وذلك بذريعة البناء غير المرخص، وبعد اقل من شهر من هذا الاعتداء وفي تاريخ 21/6/2011 دعت جماعات يهودية متطرفة إلى هدم مسجد رأس العامود والذي يقع على رأس منطقة مطلة على القدس.
وفي مدينة القدس أيضا أغلقت شرطة الاحتلال مسجد ابن قدامه الكائن في شارع إخوان الصفا في حي واد الجوز شمال البلدة القديمة وذلك بتاريخ 7/7/2011، أما في مدينة الخليل فقد عمدت قوات الاحتلال الإسرائيلي على تركيب بوابة تفتيش على مدخل الحرم الإبراهيمي الجنوبي بتاريخ 9/8/2011، وخلال شهر رمضان المبارك.
وبتاريخ 21/8/2011 أقدمت قوات الاحتلال على إغلاق المسجد الأقصى المبارك على من فيه من المصليين المعتكفين بدعوى قيام احد الفلسطينيين بطعن ضابط إسرائيلي في المنطقة وبحجة البحث عنه، وفي أخر الاعتداءات غير المنتهية وبتاريخ اليوم 5/9/2011 أضرم مستوطنون إسرائيليون متطرفون النار بمسجد النورين في محافظة نابلس بعد أن حطموا محتوياته وكسروا نوافذه وأشعلوا إطارات داخله مما أدى إلى احتراقه وخطوا شعارات مناوئة للعرب على جدرانه.
الأماكن المقدسة في استهداف متواصل
وأوضح احمد طوباسي المحامي والباحث في مؤسسة التضامن الدولي أن الاعتداءات الإسرائيلية بحق المقدسات دائمة ومستمرة ومخطط لها بشكل فعلي ومسبق، فهي لا تقتصر على اقتحام وحرق للمساجد ومصادرة موجوداتها، وإنما تتوسع هذه الدائرة لتشمل الاعتداء على المقابر الإسلامية وتحطيم شواهدها كمقبرة مأمن الله في مدينة القدس ومقبرة القشلة التي تنوي السلطات الإسرائيلية إقامة فندق على أنقاضها و تدمير لشواهد القبور وإزالة قبر في مقام الصحابي عبيدة بن الجراح في عمواس المدمرة مؤخرا.
وأشار طوباسي إلى أن هذه الدائرة تشمل أيضا الحرم القدسي الشريف في عدوان منظم يستهدف وجوده كأهم المعالم الإسلامية، وأوضح طوباسي إلى أن هذه الاستهداف بحق المسجد الأقصى والمصلين الراغبين في إقامة شعائرهم الدينية فيه، تزداد وتيرة خلال شهر رمضان المبارك فمن جهة تستمر دولة الاحتلال في حفر الإنفاق تحته وتحولها إلى معالم أثرية وصولاً إلى منع متعمد لعمليات ترميمه وإصلاحه إلى غير ذلك من الاعتداءات المتكررة عليه من منع للمصلين ممن تقل أعمارهم عن سن معين من الوصول إليه وتضييق الخناق عليهم.
كما ويسمح الاحتلال للجماعات اليهودية المتطرفة والسياح الأجانب بالدخول إلى ساحات الأقصى والصلاة فيه مما يهدد قدسية المكان ويثير حساسية لدى المسلمين، كما يتعرض الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل إلى سلسلة مشابهة من الانتهاكات بحقه وبحق المصلين المسلمين فيه من إغلاق شبه يومي إلى منع رفع الأذان عشرات المرات شهريا والسماح للمستوطنين اليهود بارتياده والمكوث فيه من دون المسلمين.
وأكد طوباسي أن كل هذه الانتهاكات تعد مخالفات واضحة للعديد من المواثيق والقوانين الدولية واتفاقيات لاهاي وجنيف التي تطالب بضرورة حماية الحق بالعبادة وعدم انتهاك حرمة وقدسية الأماكن المقدسة لدى الشعوب المختلفة وتؤكد أيضا على ضرورة الحفاظ على الأوضاع الثقافية والتراثية في أي بلد.
ولفت طوباسي إلى إن التضامن الدولي لحقوق الإنسان تنظر بقلق بالغ إلى جرائم الاحتلال تجاه المقدسات في الأراضي الفلسطينية مما يعكس مدى استخفاف دولة الاحتلال بحرمة وقدسية الأماكن المقدسة.