الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الاسواق عشية العيد :شوارع مزدحمة ونسبة المشتريات متدنية!!

نشر بتاريخ: 21/10/2006 ( آخر تحديث: 21/10/2006 الساعة: 16:55 )
جنين - معا - تقرير إخباري - عندما تتجول في الاسواق من الصباح حتى قبيل أذان المغرب وخاصة بعد الإفطار إلى منتصف الليل تلحظ ازدحاما كبيرا واكتظاظا في الناس في والمولات وعلى المقاهي بينما تجد السيارات تقف في وسط الشوارع وأمام المحلات التجارية حتى في الأماكن المخالفة للقانون لكثرة تواجود الناس في الأسواق .

ورغم ذلك إلا أن نسبة المشتريات قليلة جدا مقارنة مع العام الماضي حيث خفضت النسبة إلى اقل من 50 % حسب ما قاله تجار مدينة جنين.

مهيار مرعي صاحب محل ملابس شبابي قال "تأثرت من الوضع الاقتصادي وخاصة في وقفة العيد حيث والمعروف آن الأسبوع ما قبل العيد هي عز الشغل وعز كسب المال في بع ملابس الشباب لكن الآن لم صل نسبة المشتريات منذ أسبوع إلى 50 % حيث يدخل علي يوميا 200 شيكل مقابل 700 - 1200 شيكل يوميا العام الماضي".

وذكر مرعي أن عيد الفطر هذا العام سيء للغاية من كافة النواحي حيث لم تصرف الرواتب للموظفين للشهر التاسع على التوالي وقلة البيع في الملحات التجارية قبل العيد بسبب قطع الرواتب والحصار المفروض على محافظة جنين والاغتيالات اليومية والاقتحامات والاعتقالات "والله يستر من الأيام القادمة ومن هاي السنة".

"الاقتصاد خربان والحصار مفروض والاعتقالات ماشية والرواتب ... فش والعالم كئيب والوجوه يأسانه والدنيا كلها مهزوزة" هذا ما قاله تاجر القماش عبد الرحيم زيود وهو جالس على مكتبه في المحل وقد وضع يديه على خده وقد سرح في ملكوت الله عندما أجاب على السؤال "إلى أين وصلت في تفكيرك؟".

وأضاف "معظم المحلات التجارية وما يقارب 80 % تعتمد على رواتب الموظفين أي ال 160 ألف موظف في السلطة الوطنية الفلسطينية يحركون السوق بأكمله فعندما قعدوا ولا يملكون أي شيء فماذا يفعل الباقون اكتب عليهم السلام".

اما بشار ملاح تاجر الزى الشرعي للنساء فجاء تعقيبه في الاتجاه المعاكسحيث قال "أن الوضع جيد نوعا ما ولكنه غير طبيعي أي أن المبيعات قبل العيد الصغير مقارنة مع العام الماضي قد هبط إلى النصف حيث أن كثيرا من المواطنين يدخلون المحل واحتمال أن يشتروا شيئا واحتمال لا ".

وذكر ملاح السبب في ذلك السبب الأول تأخر صرف الرواتب والثاني هو ارتفاع سعر البضائع وقد غلا ثمنها.

وأكد ملاح أن وضعه هذا العام جيد وبنفس الوقت ليس جيدا مقارنة مع العام الماضي.

يقول "أبو قاسم" صاحب محل لبيع الملابس "الحركة في هذا العيد ليست مثل كل عام، الوضع مختلف، في كل عام كانت تنفق بضاعتي يوميا قبل عشرة أيام من العيد، ولكن اليوم أنا لم أتبضع إلا مرة واحدة ولم تنفق البضاعة بعد".

بينما عبد القادر شلبي صاحب محل نوفوتيه كان جالسا على باب محله ينظر إلى الذاهب والقادم من المواطنين المتجولين بين المحلات التجارية وقد أعياه الغضب الظاهر في عينيه وعند سؤاله عن وضع المحلات التجارية استشاط غضبا وكأن بركانا قد انفجر "وما صدق على الله حد يسأله عن الوضع" قال "انتظر قليلا وتعال اجلس بجانبي وانظر الذي يقهرك أناس يمشون وبكثافة أمام المحلات التجارية والذي يزيدك قهرا أنهم يدخلون المحل ويجوبون المحل ويلمسون الملابس ويحدثون ضجيجا ومن ثم يخرجون ولا يشترون شيئا بعد أن تأملت بزبون يدخل محلي ليشتري ببضع شواكل".

وأضاف "شوف السوق بحالك وخلينا في همنا الله يخليك شوف الناس في الشوارع يمشون وليس في أيديهم أكياس والناس كمان في همها مش فاضيه والأسعار مرتفعه بسبب هبوط الدولار تارة وارتفاعه تارة ".

وعند سؤاله هل لك مناشدة وتناشد من؟ قال باستهزاء "أناشد من؟ ومن سأناشده من البشر وقد جفت حلوقنا من المناشدة والاستنجاد فقط انظر إلى السماء وأناشد رب العباد بتيسير الحال وإنقاذ الناس من المجاعة".

لكن ما هو حال الموظفين وكيف سيستقبلون العيد قال هاني وهو فرد من الشرطة "لا أدري كيف أستقبل العيد، أنا خجلان من أولادي الأربعة ومن زوجتي، فقد تعودوا أن أمد يدي في جيبي كل عيد وأعيدهم، وفي هذا العيد أنا بحاجة لمن يعيدني، لا املك ثمن كيلو حلوى، ولا أدري كيف سأصل رحمي".

أما الموظف "أبو إياد" الذي يعمل في قطاع التعليم فقال "ليس لنا اليوم إلا الله، وهذا ليس عيد، لا يمكن أن نسمى الوضع الذي نمر فيه بالعيد، فأنا ليس لدي ما أقدمه لأبنائي الذين يسألونني كل يوم متى سنذهب إلى المحلات لنشتري ملابس العيد؟".