السبت: 28/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الألعاب النارية: عبء اقتصادي ثقيل على الاسر.. وخطر داهم يتهدد حياة الاطفال

نشر بتاريخ: 21/10/2006 ( آخر تحديث: 21/10/2006 الساعة: 21:03 )
جنين- معا- رائد أبو بكر - أيام معدودة ويهل العيد وتبدأ الألعاب النارية في الاشتعال والانطلاق إلى كبد السماء بألوان قوس قزح وغيرها من المفرقعات متعددة الاصوات .

والألعاب النارية ترسل رسائل لكل من يهمه الامر أن الشخص الذي أطلق الألعاب النارية يعبر عن فرحة أو نجاح أو زواج أي أن الألعاب النارية تخبر الجميع وتعكس فرحة وبهجة وسرورا لمطلقه ومستخدمه.

ولكن هل سألت نفسك أن كنت مسرورا وفرحا في مناسبة ما هل تود الجميع أن يشاركك في الفرحة القريب والغريب.

يرى المواطنون أن محافظة جنين تعيش حالة من الفوضى بشكل عام وتحديدا وفى هذا الوقت من العام تنتشر ظاهرة المفرقعات والألعاب النارية خاصة في المناسبات والأفراح والتي أصبحت تشكل عبئا على أصحاب المناسبة قبل جيرانه.

الأضرار الناجمة عن الألعاب النارية :

فمن الناحية البيئية تعتبر الألعاب النارية من أسباب التلوث الكيميائي والفيزيائي وكلاهما أخطر من الآخر، فالرائحة المنبعثة من احتراق هذه الألعاب تؤدي إلى العديد من الأضرار الجسيمة، بالإضافة إلى الأضرار الكارثية التي قد تنتج عن انفجار الألعاب النارية إذا كانت مخزنة بطريقة خاطئة.

أما بالنسبة إلى الأضرار الجسمية فقد أكد كافة الأطباء أن الشرر أو الضوء والحرارة الناجمة عن استخدام المفرقعات، تؤدي إلى أضرار جسيمة بالجسم، خاصة منطقة العين الحساسة.

والرماد الناتج عن عملية الاحتراق يضر بالجلد والعين إذا ما تعرض له الطفل بشكل مباشر، إذ تصاب العين بحروق في الجفن والملتحمة، و قد يحصل تمزق في الجفن أوقد يؤدي اللعب بهذه الألعاب النارية إلى دخول أجسام غريبة في العين مما يتسبب في انفصال في الشبكية وربما يؤدي الأمر إلى فقدان كلي للعين.

اصابات الاطفال :

كما يسبب اللعب بها إلى إصابة الأطفال بالحروق وتعتبر الحروق من أكثر الحوادث التي يتعرض لها الأطفال و أكثرها إيلاما، و لا يقتصر ضررها على تهتك الجلد، بل تسبب أيضا في فقدان السوائل و عناصر مهمة من الجسم مما يؤدي إلى الصدمة و قد يترك آثارا و ندبا مشوهه قد تستمر مدى الحياة إذ لا تلتئم هذه الحروق إلا بعملية ترقيع للجلد و تترك أثرا أو ندبة مكان الحروق.

وباتت هذه المواد تشكل خطرا ليس على مستخدميها فقط بل كذلك على الآخرين المتواجدين في محيط استخدامها لما تسببه أحيانا من حروق وتشوهات مختلفة تؤدي إلى عاهات مستديمة أو مؤقتة.

كما تحدث أضرارا في الممتلكات جراء ما تسببه من حرائق، إضافة إلى التلوث الضوضائي الذي يؤثر على طبلة الأذن وبالتالي يسبب خللا وظيفيا في عمل المخ قد يستمر لمدة شهر أو شهرين.

كما تؤدي إلى ترهيب الأطفال النائمين الذين يستيقظون على أصوات هذه المفرقعات التي تسبب لهم الهلع والخوف والانزعاج وبالتالي تترك آثارا نفسية عليهم.

وحذرت عدة مؤسسات منها محافظة جنين والأجهزة الأمنية الفلسطينية الأهالي من مغبة إهمال ظاهرة عودة الألعاب النارية وعودتها لأيدي الأبناء رغم تحذيرات المسئولين ومنع بيعها وتحذيرات الأجهزة الأمنية أيضا منها؛ ولكن بغياب ترشيد الأسرة لما يشتريه الأبناء من ألعاب ومدى سلامتها، كما أن هناك من الآباء من يشتري لأبنائه تلك الألعاب وهو غافل عن خطورتها بل وقد يشعل فتيلها لأبنائه بنفسه...

وذكرت مصادر طبية في مستشفى الشهيد الدكتور خليل سليمان الحكومي في مدينة جنين إن العديد من الحوادث تقع طوال أيام الصيف لعيون الأبناء بعضها إصابات خطيرة بالعين يؤدي بعضها لفقدان البصر سواء بأجزاء العين الخارجية كالقرنية أو النفاذ للأجزاء الداخلية من العين محدثة نزيفا بالعين أو جروحا بالشبكية تتلوها تكون مياه بيضاء أو مياه زرقاء أو غيرها من المضاعفات.

وأفادت المصادر الطبية أن أكثر من خمسين طفلا وطفلة دخلوا المستشفى جراء الألعاب النارية في غضون ستة أشهر تقريبا.

الفصائل الفلسطينية اعتبرت أن هذه الألعاب تندرج ضمن حالة الفوضى التي تعم الأراضي الفلسطينية ودعت الفصائل لأجهزة الأمنية وعلى رأسهم جهاز الشرطة وقف استيراد وتوزيع الألعاب النارية والمفرقعات وذلك في أعقاب ارتفاع نسبة الأطفال المصابين جراء العبث بهذه المفرقعات.

ودعت الفصائل الجهات المهتمة اخذ دورها في وقف استيراد المفرقعات والألعاب النارية, مناشدة العائلات الفلسطينية التوقف عن استخدام هذه المفرقعات لما تسببه من أضرار وما تعنيه من هدر للمال

وناشدت القوى الوطنية والإسلامية كافة الآباء والأمهات الاهتمام بعدم لعب أبنائهم بمثل تلك الأنواع من اللعب الخطرة وتنبيههم لعدم الاقتراب منها وقت اشتعالها لعدم تطاير أجزائها للعين.

التوعية الاجتماعية:

لذا لابد من بث التوعية الاجتماعية في الأسرة بمخاطر الألعاب النارية على أبنائها، وتوضيح ذلك لهم، وتوجيه الأطفال بالابتعاد عن استخدامها وعدم تداولها كما انه يقع على الأسرة دور متابعة أبنائهم وردعهم عن استخدام هذه الألعاب ومحاسبتهم على كيفية إنفاق النقود التي تعطى لهم والمراقبة الدائمة على مشترياتهم.

ومن واجب الأسرة تبليغ الجهات المعنية عن الأشخاص الذين يقومون ببيع وترويج هذه المواد الضارة بالوطن والمواطن حيث تعتبر ظاهرة استخدام الألعاب النارية والمفرقعات من الظواهر السلبية المنتشرة في مجتمعنا، رغم التحذيرات الصحية والاجتماعية من خطورة هذه الألعاب فإن بيعها ما زال منتشرا بلا رقيب، حيث يقوم بائعوها بتوفيرها وترويجها لمن يرغب فيها، خاصة في هذه الأيام.