الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

ودعتهما قبل عشرة أيام فقط: وسام الحرازين طفلة شهيد وشقيقة شهيدة تتمنى ان ترى والدها ولو للحظة يوم العيد

نشر بتاريخ: 22/10/2006 ( آخر تحديث: 22/10/2006 الساعة: 14:28 )
غزة- معا- طفلة طويلة القامة رغم صغر السنوات، قمحية البشرة ملونة العينيين كما معظم أطفال غزة، تختلف عن البعض باشتياق كبير تحمله لوالدها الذي استشهد قبل عشرة أيام فقط من اليوم وتحن لرؤية أختها الصغيرة كما تشتاق بقوة لضمة العيد وعيدية بسيطة.

من لها؟ وسام أسامة الحرازين طفلة لم تكد تبلغ 6 سنوات فقط، ودعت ببكاء حار ودموع جفت منها مآقيها والدها أسامة الحرازين ( 30 عاماً) وأختها الصغرى إيمان ثلاث سنوات راحا في قصف إسرائيلي باغتهما قبل أن يصدمهما فقتلهما على الفور وترك خلفهما الزوجة غدير فايز الحرازين ( 24 عاماً) في لحظة مخاض لطفلها الأول والطفلة وسام التي ترق لذكرى الأب وحنان الأب ويد الأب الكبيرة تحضن خصلات شعرها.

أمس فقط انطلقت الطفلة لمدرستها تراها تبكي بخوف مما هو قادم، شعرت بحنان بعض المحيطين فلم يكفها, وتمنت أن ترى والدها أسامة ولو للحظة واحدة يوم العيد, لتقبّل يديه وتاخذ ضمة ذراعين قوية تحميها من قصف إسرائيلي قادم، ولكن لا مجال ومن المحال ان تنعم بها بعد ان رأت بأم عينييها والدها المكفن وشقيقتها الصغرى بجانبه وأمها تبكي من المخاض ومصدومة من فاجعتها بزوجها وابنتها الصغرى.

لحظة أن ودعته تم نقلها لمستشفى الشفاء لتضعه من جديد فوضعت طفلها الأول وأسمته أسامة أسامة الحرازين ليبعث أسامة من جديد حياً يرزق كما يقول ابن عمه وزوج شقيقته وعم زوجته هاني الحرازين.

ويضيف لـ "معا":" رأت زوجها فبكت بحرقة وصدمت كما باقي أهل البيت والعائلة وودعته ومن ثم نقلت إلى مستشفى الشفاء".

أما الطفلة وسام فصدمت بقوة ولم تصدق أن والدها الذي صاحب طفلته قبل قليل إلى البقالة القريبة عاد أشلاء ممزقة اختلطت دماءه وأشلاءه بدماء طفلته وأشلاءها وعاد بهما المشيعون إلى المنزل محمولين على الأكف ومن ثم واروهما مثواهما الأخير.

الشهيد وطفلته قتلهما الاحتلال الإسرائيلي في قصف لمنزل عائلة احد نشطاء كتائب عز الدين القسام بحي الشجاعية في مدينة غزة في الثاني عشر من الشهر الجاري.

وغداً عندما ينتهي المؤذن من تكبيرات وصلاة العيد سيفتح ذوو الحرازين بيت عزاء يستقبلون فيه المهنئين بالعيد والمعزين بالشهيد الذي لحق بشهيدين سابقين قدمتهما العائلة أحدثهما الشهيد وليد الحرازين " ابن خالة الشهيد أسامة في الاجتياح الإسرائيلي الأخير لحي الشجاعية, سبقه الشهيد جابر الحرازين ابن عم الشهيد أسامة الحرازين، وستقدم العائلة في ديوانها غداً القهوة السادة وبعض التمر بدلاً من الكعك والعصائر والشاي المميز في أول يوم إفطار أعقب صيام شهر.

كما آلاف العائلات الفلسطينية التي ودعت شهيداً سواء في انتفاضة الأقصى الحالية والتي تمر في عامها السابع أو في الانتفاضة الكبرى تفتح غداً بالعيد أبوابها لاستقبال المهنئين رغم مرور السنوات على استشهاد أبنائهم.