الأربعاء: 09/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

المطران عطاالله: نحن مع الدولة المدنية التي تحترم فيها كرامة الأنسان

نشر بتاريخ: 10/09/2011 ( آخر تحديث: 10/09/2011 الساعة: 23:24 )
القدس- معا- بمبادرة وأعداد ودعوة من شبيبة أبناء العذراء مريم في مدينة القدس ألقى المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس مساء اليوم السبت محاضرة بعنوان : "وثيقة وقفة حق" والتحديات التي تواجه مسيحيي المشرق العربي.

ألقيت المحاضرة في قاعة مدرسة الفرير في القدس حيث أبتدأت بالصلاة وبكلمة ترحيبية من قبل الشبيبة.

وتحدث المطران في محاضرته بأسهاب عن وثيقة وقفة حق التي ساهم في صياغتها أكليركيين وعلمانيين من كافة الكنائس في بلادنا وقال: بأن هذه الوثيقة أنما تحمل عدة رسائل وبأتجاهات عدة ، ومن أهم هذه الرسائل:

1- أن المسيحية في بلاد المشرق العربي وخاصة في فلسطين هي ليست بضاعة مستوردة من هنا وهناك ، فالمسيح ولد في بيت لحم وعاش في الناصرة وقدم ما قدمه للأنسانية في القدس أذ أن بلادنا المقدسة وخاصة القدس هي المركز المسيحي الأول والأهم في العالم ، مع أحترامنا الشديد للقسطنطينية وروما ، تبقى القدس العاصمة الروحية الاولى للمسيحية وقبلة المسيحيين ولا يوجد في العالم المسيحي ما هو أهم وأقدس من هذه البقعة المقدسة التي تسمى فلسطين.

2- أن المسيحيين في المشرق العربي عامة وفي فلسطين خاصة ليسوا عناصر غريبة في هذا المشرق وليسوا من مخلفات الحملات الصليبية أو غيرها من الحملات. وأنما هم أصيلون في هذه الديار ينتمون الى الحضارة العربية ولغتهم هي اللغة العربية وقوميتهم هي القومية العربية. أنهم عنصر أساسي من مكونات الأمة العربية وهم منذ قرون يعيشون مع أخوانهم المسلمين في تجانس وأخوة وتفاهم ولحمة وطنية.

3- أن اللغة التي كتبت فيها هذه الوثيقة هي اللغة العربية وترجمت بعدها الى أكثر من 20 لغة لكي نؤكد للعالم باسره بأننا مسيحيون عرب ، لغتنا هي اللغة العربية وثقافتنا هي الثقافة العربية.

4- أن مشاركة أكليركيين وعلمانين من كافة الكنائس في صياغة هذه الوثيقة أنما ساهم هذا بالتقارب والتفاهم بين هذه الكنائس فهذا التعاون لم يكن ممكنا قبل سنوات أما اليوم فهو ممكن وقد تحقق. صحيح أننا منقسمون ولكن هذا لا يعني أننا يجب إلا نتعاون مع بعضنا البعض أنطلاقا من وصية السيد المسيح أحبوا بعضكم بعضا.

وشدد المطران على أنتماء المسيحيين لهذا المشرق ، والمسيحيون المشرقيون يحبون الخير لأمتهم العربية ويريدون أن تكون الدول العربية دولا مدنية ديمقراطية تحترم فيها كرامة الأنسان وتحترم فيها الديانات دون أي تطرف أو تقوقع.

وقال" نحن مع الدولة المدنية التي تحترم مواطنيها والتي تحترم الخصوصية الدينية والثقافية لسكانها".

وأضاف أن هذه الوثيقة هي رسالة محبة وتسامح وأخوة وهي باب للتلاقي والحوار ونبذ التطرف والطائفية بكافة أشكالها وألوانها.

نحن من خلالها نخاطب العالم لكي يتضامن مع قضية شعبنا وندعو كافة الأمم والشعوب لنصرة القضية الفلسطينية والوقوف الى جانب الحق العربي الفلسطيني.

نحن كنيسة عربية تعيش آلام هذه المنطقة وجراحها ، فآلام وجراح الشعب الفلسطيني هي آلامنا وجراحنا. ونحن نتطلع الى حرية هذا الشعب وأنعتاقه من الأحتلال وأقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

في نهاية المحاضرة دار نقاش حول المواضيع المطروحة حيث قدمت عدة مداخلات وطرحت عدة أسئلة أجاب عليها المطران.