الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

المؤسسة الشعبية فلسطين القدس والزراعة تنظمان زيارة لعرب الجهالين

نشر بتاريخ: 11/09/2011 ( آخر تحديث: 11/09/2011 الساعة: 15:21 )
بيت لحم -معا- نظمت المؤسسة الشعبية فلسطين القدس بالتعاون مع مسؤول الإعلام الجماهيري في وزارة الزراعة لجنوب الضفة الغربية جولة ميدانية لمنطقة عرب الجهالين شرقي القدس، بمبادرة المؤسسة الشعبية فلسطين القدس وبالتعاون مع قسم الإعلام الجماهيري في وزارة الزراعة، وذلك بمشاركة العديد من الناشطين الفلسطينيين من مختلف محافظات الوطن، إضافة للعديد من المتضامنين الدوليين والإسرائيليين.

وجاءت الزيارة بهدف إطلاع الشباب الفلسطيني على أهمية تلك المناطق الإستراتيجية، وللإطلاع على معانة البدو في تلك المناطق، وللترفيه عن أطفالهم في تلك المنطقة. حيث يعاني معظم الأطفال من أوضاع نفسية سيئة للغاية بسبب كثرة النشاطات العسكرية الاحتلالية في تلك المنطقة، وخاصة التي يتم تنفيذها ليلا.

يذكر أن هناك خمسة تجمعان سكانية لعرب الجهالين تمتد من العيزرية حتى البحر الميت، ويبلغ إجمالي عدد سكان عرب الجهالين في تلك التجمعات حوالي 2000 نسمة، موزعين في تلك المنطقة. وتربية الأغنام تعتبر العمل الأساسي والرئيسي لغالبية السكان في عرب الجهالين.

وفي بداية الزيارة رحب الشيخ عيد الجهالين بالحضور، وباهتمامهم في تلك المنطقة. واستعرض وضع سكان عرب الجهالين بالتفصيل. فقال: نحن كعرب الجهالين جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، ولكننا نختلف في عدد مرات تهجيرنا، فالفلسطينيون هجروا في العام 1948 والعام 1967 بينما نحن يتم تهجيرنا سنويا.

وبدأت رحلت العذاب والتهجير بالنسبة لعرب الجهالين في العام 1950، وذلك عندما رفض مسؤول عرب الجهالين آنذاك الضغوطات الإسرائيلية لإجبار أبناء بدو الجهالين للانخراط في الخدمة العسكرية لما يسمى بجيش الاحتلال. وذكر أنه في ذلك الوقت قتل الاحتلال ستة من أبناء عرب الجهالين، واحرقوا خمسة عشر خيمة لهم، إضافة إلى مصادرة المئات من الأغنام والإبل وتم تهجيرهم من النقب والسبع إلى منطقة الخليل.

وأضاف الجهالين بن العديد من المؤسسات الدولية العاملة في حقوق الإنسان وعدتهم بالعودة لقراهم التي هجروا منها، ولكن ذلك لم يحصل فاخذ عرب الجهالين بالانتشار من منطقة الخليل لغاية البحر الميت. وتركز وجودهم في منطق الخان الأحمر شرقي القدس.

وتحدث الجهالين عن معاناتهم منذ العام 1967 حين اعتبر الاحتلال الإسرائيلي مناطق الأغوار مناطق عسكرية مغلقة، واخذ الاحتلال يشدد الخناق على سكان عرب الجهالين، وذلك من خلال بناء المستوطنات الإسرائيلية وبالتالي طرد عرب الجهالين من موقع لآخر. إلى أن تم بناء ما يسمى بمستوطنة كفار ادوميم والتي يسكنها العديد من الشخصيات الإسرائيلية ذات النفوذ في حكومة الاحتلال. والذين بدورهم اخذوا على عاتقهم التفنن والاستمتاع في معاقبة سكان عرب الجهالين.

وركز الجهالين في حديثه عن معاناة أبناء عرب الجهالين من الناحية التعليمية، فقال: كنا نرسل أبنائنا وبناتنا للدراسة في مدارس أريحا، متحملين سوء المواصلات وحر الصيف وبرد الشتاء، وما كان يستغرقه أبناءنا من وقت طويل سواء في رحلة الذهاب للمدرسة صباحا، أو رحلة العودة من المدرسة مساءا.
وأضاف، لقد خسرنا خمسة من طلابنا كحالات وفاة بسبب حوادث الطرق، ويعاني أربعة آخرين من إعاقات دائمة أيضا بسبب حوادث الطرق، مما دفعنا لبناء مدرسة لأبنائنا بدعم من جمعية ايطالية، ورغم أن بناء مدرستنا عبارة عن إطارات سيارات وطين، والتي تفتقد لوجود الكهرباء، ما يشكل عائقا وتحديا كبيرا في مسيرة أبنائنا التعليمية. إضافة إلى أننا استحدثنا الصف السادس الابتدائي هذا العام والذي هو عبارة عن ألواح من الزينكو والخشب. إلا أن الاحتلال أصدر أوامر بهدم المدرسة. ولا زالت معرضة للهدم في أي لحظة.

وتحدث الجهالين عن سوء الوضع الصحي هناك، وما يعانوه السكان عند الذهاب لأحد المراكز الصحية سواء في أريحا أو العيزرية، حيث يستغرقهم ذلك معظم ساعات النهار، وفي معظم الأحيان لا يتلقون العلاج اللازم.

ناهيك عن سوء وضعهم الاقتصادي، ومعاناتهم المستمرة بسبب إجراءات الاحتلال في تلك المنطقة، وما يتعرضون له من اقتحامات ليلية، ونشاطات عسكرية تقوم بها قوات الاحتلال. ولوحظ تأثير ذلك على سلوكيات وتصرفات أطفال عرب الجهالين.

يذكر أنه وأثناء الزيارة قام متطوعو المؤسسة الشعبية فلسطين القدس بالعديد من النشاطات الترفيهية والفنية لأطفال عرب الجهالين، في خطوة لإخراجهم من الجو النفسي السئ الذي يعيشونه.

كما وتعد معظم النشطاء الفلسطينيون الذين شاركوا في النشاط لتنظيم العديد من الزيارات الميدانية لفلسطينيين من مخلف محافظات الوطن، لإطلاعهم على معاناة بدو الجهالين في تلك المناطق.

في حين اعتبر عوض أبو صوي مسؤول الإعلام الجماهيري في وزارة الزراعة لجنوب الضفة، أن تلك المنطقة تعتبر إستراتيجية على صعيد قيام الدولة الفلسطينية، وذلك لموقعها الاستراتيجي، حيث اعتبرها القلب النابض للدولة الفلسطينية، كونها تتوسط كل محافظات الوطن، وتربط جنوب الوطن بشماله. وشرقه بغربه.

وأكد أبو صوي على ضرورة الاهتمام بتلك المناطق وعلى مختلف المستويات الرسمية والشعبية، داعيا المسؤولين الفلسطينيين وعلى رأسهم وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة لبذل مزيد من الجهود في سبيل تعزيز صمود بدو الجهالين هناك.