الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

تجربة نادي الإعلاميات .. هل من سبيل إلى تبني جاد بفكر مسؤول ؟؟

نشر بتاريخ: 14/09/2011 ( آخر تحديث: 14/09/2011 الساعة: 20:16 )
استوقفتني، كما غيري، التجربة الرائدة التي يُطلق عليها اسم "نادي الإعلاميات الفلسطينيات"، وأخص هنا بالذكر النسخة الغزية من هذه التجربة، فغزة التي تعيش همومها ما تزال تشع بين الفينة والأخرى بومضات تقول أن هنا شعب يستحق الحياة والأهم أنه يريدها ويرغب بها ويتطلع إلى تحسينها، على عكس ما يحاول البعض إضفاؤه على غزة بأنها وكالة أبدية للدم وأنها حصلت على توكيل حصري من دول المنطقة باستلام زمام القلق والخوف والترهيب صباح مساء، تخرج إلينا تجربة نادي الإعلاميات الفلسطينيات لتقول أن المرأة الفلسطينية من جديد قادرة على المضي قدماً وتمتلك أدوات الفعل وأدوات الانجاز وأدوات التغيير.

اللافت في تجربة نادي الإعلاميات الفلسطينيات أنها استطاعت وفي فترة قياسية ربما أن تستقطب أعداداً ليس فقط من الإعلاميات الشابات والخريجات الجدد إلى معترك العمل الصحفي، وإنما ناشطين من مختلف قطاعات المجتمع المدني ونخب إعلامية ذكورية متميزة، انتصرت لقضية المرأة وذهبت بعيداً في محاولات إنصافها، والغريب أن مؤسسات عدة في القطاع الحبيب من الفئة التي يربو عمرها اليوم على الخمسة عشر عاماً بالكاد تضمن امتلاء مقاعد الصف الأول في فعالياتها المختلفة، حتى لو امتلأ "البوفيه" بكل ما لذ وطاب على نفقة المانحين بالطبع، لأن الناس لم تعد تكترث كثيراً للأسماء اللامعة في زمن سقوط الأقنعة وانهيار التوابيت ذات القداسة التي تحمل أصحابها إلى مراتب مقرري قضاء الناس وقدرهم، في حين أنك بالكاد تجد مكاناً تشغله في فعالية تخص نادي الإعلاميات الفلسطينيات، قد يعزو البعض هذه الفعالية غير المسبوقة إلى شخصية بحجم الزميلة الفذة منى خضر التي تدير النادي، بوهجها وحضورها اللافت والكاريزما الخاصة التي تتمتع بها في صفوف الإعلاميين في قطاع غزة، لكن الحقيقة أن شيئاً آخر وربما أشياء أخرى هي التي تدفع القوم إلى التنادي إذا ما جمعتهم دعوة تحمل توقيع نادي الإعلاميات الفلسطينيات، ليس مناصرة ومؤازرة للجنس اللطيف بقدر أنها تفاعل صادق مع احتياجات نصف المجتمع ومنجب ومربي النصف الآخر منه.

تجربة نادي الإعلاميات الفلسطينيات تحتاج إلى من يساندها، فبعد مسلسل نجاحات في أكثر من صعيد، بدءاً بالتدريب الهادف والجاد والنوعي، مروراً بورشات العمل الغنية بالنقاش والثرية بالأفكار المميزة، وليس انتهاء بالمحاضرات الدورية التي تستهدف قضايا ذات صدى مجتمعي مهم وبحضور ذوي اختصاص ممن يمتلكون بصراً في سبر أغوار القضايا وبصيرة، نجد أن المانح الأجنبي كالعادة التقط الحدث وتفاعل معه من لحظته وتوه وتبناه وشرع في البدء بتنفيذ برامجه ومشروعاته بالتعاون معه، والسؤال هنا: متى ستجد مؤسسات رائدة وأفكار مبدعة من يتبناها محلياً قبل أن تصل إليها أموال المانحين ومشاريعهم؟ ومتى ستلتفت نقابة الصحفيين لهكذا أجسام ترفد جسم النقابة وتعد العدة لتهيئة أجيال من أعضاء النقابة الذي سيلتحقون بها عما قريب، وتنعش المناخ الإعلامي في وطن هو أحوج ما يكون إلى من يقاتلون في سبيل حرية الكلمة ويناضلون من أجل إيصال كلمة الحق التي لا يخشون فيها لومة لائم؟

إعلامي وباحث في الشؤون السياسية