الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف
خبر عاجل
غارات إسرائيلية تستهدف الضاحية الجنوبية

محطة تجميع النفايات في غزة.. مكاره صحية بلا حلول جذرية

نشر بتاريخ: 15/09/2011 ( آخر تحديث: 15/09/2011 الساعة: 15:14 )
غزة- معا- بصوت لا يخلو من الاستنكار والمعاناة التي لا تنتهي تواصل المواطنة" نسرين صبره " التي تقطن بالقرب من مكب النفايات الموجود عند ملعب اليرموك في شارع الوحدة شكواها من الرائحة الكريهة المنبعثة في كل مكان مضيفة " قام العديد من الجيران بإصدار شكاوي للمسئولين في بلدية غزة لحل هذه المشكلة ولكن لم يتلقوا أية استجابة".

وأضافت نسرين التي تمتلك ايضا روضة اطفال في نفس المكان أن البلدية قامت منذ حوالي سنة بحفرة حفرة عميقة داخل المكب لتتسع لأكبر كمية ممكنة من النفايات، كما اكتفت فقط بوضع سياج حول محطة التجميع دون إيجاد حل جذري لهذه المشكلة.

وتابعت أن البلدية أعطت المواطنين الكثير من الوعود لحل هذه المشكلة و لكن دون جدوى و التي كان آخرها بأنه سيتم نقل هذا المكب إلى مكان آخر في شهر ديسمبر القادم.

كما أعربت نسرين عن دهشتها لوجوده في مثل هكذا منطقة راقية حيث تتواجد بالقرب منه المحاكم بالإضافة إلى وجود العديد من المواقع الهامة كمركز القطان و روضات الأطفال " فلا يجب وضعه بالقرب من المواقع الحيوية و الهامة بالإضافة إلى تواجد العديد من منازل المواطنين بالقرب منه".

أم منذر حرز مواطنة تصف لنا أيضا صورا من هذه الكارثة فالهواء النظيف قليلا ما يستنشقونه ليحل مكانه فجأة رائحة كريهة تحبس أنفاسهم تقول: "يصبح لدي ضيق في التنفس من هذه الرائحة ، فأينما ذهبنا نشم هذه الرائحة سواء على السطح أو في حديقة المنزل".

وتابعت أم منذر حديثها بأن رجال النظافة عند قيامهم بنقل القمامة التي يجمعونها من الحارات الأخرى إلى المكب يتساقط العديد منها بالقرب من المنازل ، و ذلك لصغر الحاوية التي يتم وضع النفايات فيها ".

وتضيف :"هذا عن عدا الحشرات و الفئران التي تنتشر بشكل كبير في المناطق الملاصقة للمكبات ، و التي تزيد من معاناة السكان هناك "

وتقول أم علاء أبو حصيرة أنه و بالرغم من أن منزلها بعيدا نوعا ما عن مكب النفايات إلا أنهم يتضايقون من الرائحة الناتجة منه ، مؤكدة أن هذا الأمر مزعج للغاية بالنسبة لجميع المواطنين التي تتواجد منازلهم بالقرب منها ، حتى أنها تقوم بارتياد السيارة غير محبذة المشي على الأقدام في تلك المنطقة .

وتنتج مدينة غزة حوالي 600 طن من النفايات الصلبة و150 طن من مخلفات البناء والهدم وكنس الشوارع و جميعها يتم ترحيلها إلى محطة التجميع بالقرب من ملعب اليرموك في مدينة غزة و من ثم يتم ترحيلها لمكب النفايات الرئيسي بمنطقة جحر الديك جنوب شرق مدينة غزه بواسطة المركبات المخصصة لذلك .

من جهته قال المهندس عبد الرحيم أبو القمبز مدير عام الصحة و البيئة في بلدية غزه بأن حل هذه المشكلة مرهون بفك الحصار عن القطاع و توفير شاحنات نقل جديدة ، فمعظمها شارف عمرها الزمني على الانتهاء بسبب عدم تمكن البلدية من شراء شاحنات جديدة بسبب الحصار بالإضافة إلى عامل آخر داخلي و هي الضائقة المالية التي تعانى منها .

وأكد أبو القمبز بأن البلدية تسعى جاهدة لترحيل النفايات أول بأول إلى المكبات الرئيسية كمحاولة للتخفيف من أثار هذه المشكلة الضارة، حيث قامت البلدية مؤخرا باستئجار شاحنات للنقل من القطاع الخاص ، كما شغلت أكثر من 180 عربة كارو لذلك، "وفيما يتعلق بمحطة التجميع الموجودة عند ملعب اليرموك فإننا في البلدية نقوم بترحيل النفايات أول بأول إلى مكب النفايات الرئيسي في جحر الديك " .

وتعتبر مشكلة النفايات الصلبة من ناحية إدارتها والتعامل معها أحد أهم المشاكل البيئية والصحية الموجودة على مستوى مدينة غزة وذلك لعدة أسباب منها الزيادة الكبيرة والمتواصلة في عدد السكان ، زيادة نسبة توالد النفايات من أماكن توالدها المختلفة ( السكان ـ الزراعة ـ الأسواق ـ الأنشطة التجارية المختلفة) ومحدودية المصادر الطبيعية " الأرض اللازمة " من أجل التخلص من هذه النفايات و ذلك لصغر مساحة قطاع غزه و الكثافة السكانية العالية .

ويؤكد أبو القمبز مدير عام الصحة و البيئة في بلدية غزه " أننا نقوم بمعاقبة أي عامل في البلدية في حالة قيامه بحرق هذه النفايات ، حيث يتم ترحيله إلى الشؤون القانونية ، و في حالة قيام المواطنين بذلك فإنه يتم تقديمه إلى محكمة البلدية و تتخذ إجراءات قانونية رادعة بحق كل من يخالف ذلك " .

ويتم تجميع النفايات في قطاع غزه بواسطة طريقتين ، الطريقة الأولى و هي نظام التجميع من بيت لبيت حيث يقوم عمال البلدية بجمع القمامة من البيوت بواسطة عربات الكارو ، و الثانية تتم عن طريق المواطن نفسه بإلقاء القمامة في الحاويات . و حسب الإحصائيات التي أجريت دلت النتائج بأن تحليل النفايات قبل 2006 كانت على النحو التالي:-
نسبة المادة العضوية منها حوالي 5 %
نسبة الحديد 2 %
البلاستيك 11 %
الزجاج 1.5 %
الورق و الكرتون 11 %
والباقي عبارة عن مواد خاملة كالخشب و الرمل الخ ......

أما نتائج الدراسات الحالية تثبت زيادة واضحة في معدلات الورق و الكرتون و البلاستيك نتيجة لإغلاق المعابر ووصول غالبية البضائع عن طريق الأنفاق بسبب زيادة حجم التغليف و هذه الزيادة كما يلي: -
الورق و الكرتون 15 %.
البلاستيك 13 %.

ويبقي السؤال هل هناك حلول قريبة لهذه المعاناة اليومية ، و هل سيظل حلها مرهون بفك الحصار ، و هل سنعلق مشاكلنا على شماعة الاحتلال دائما ، أليس بأيدينا نحن التخفيف من وطأة هذه المشكلة بدلا من رمي القمامة على الأرض ووضعها في أكياس القمامة ومن ثم إلقائها في الحاوية المخصصة لذلك.
|145801|
|145800|