الرئيس هو الذي يعيّن المفتي وهو الذي يعزله!!
نشر بتاريخ: 22/07/2005 ( آخر تحديث: 22/07/2005 الساعة: 11:21 )
معا- في نهاية العام 1994 اصدر الرئيس الراحل ياسر عرفات بصفته وصلاحياته المخوّلة مرسوما عيّن بموجبه فضيلة الشيخ عكرمة صبري مفتياّ للقدس وللديار المقدسة.
ورغم ان ذلك التعيين لم يكن موضع خلاف ظاهر, الا ان منصب وصلاحيات المفتي الاسلامي لم تكن معروفة بعد, عند الجمهور والسياسيين, فقد كان الرئيس الراحل يسّد جميع الفراغات بشكل يدفع الجميع على الاعتقاد بان هناك اجابة لكل سؤال وحل لكل مشكلة.
وكان عكرمة صبري صغيراً في العمر حين جرى تنصيبه لهذا الموقع, وفي تلك السنة كان من رجال الدين ( الشبان) وهو امر لم يلفت الانتباه, لان معظم القادة السياسيين او الدينيين المرشحين لهذا المنصب لم يكونوا على فرق كبير في السن معه, ففلسطين, مجتمع شباب اكثر منه شيوخ, ونادراً ما نجد ابناء جيل السبعينات او الثمانينات لهم دور في القيادة, وباستثناء حيدر عبد الشافي والرئيس محمود عباس, فغالبية القيادات هم من ابناء الستينات والخمسينات والاربعينات.
ويعتبر الشيخ الدكتور عكرمة صبري رئيساً لمجلس الفتوى المكون من 27 عالماً ورجل دين من مختلف مناطق فلسطين, وهم " يجتمعون كل ما اقتضت الحاجة".
وفي التقدير العام ان شخص السيد عكرمة صبري سيتحول الى محط خلاف مع اقتراب الانتخابات القادمة, وعلى ارضية الانتخابات البلدية التي اعطت حماس عدداً من البلديات حيث سيحاول الفتحاويون والسلطة استفتاء المفتي في قضايا علمانية فيما سيحاول الحمساويون امتحانه في مواضيع فقهية, وبين استفتاءات فتح وامتحانات " شيوخ" حماس لن يتمكن المفتي دائماً من ارضاء الطرفين.
أحد المسؤولين المطلعين في مجلس الفتوى قال لوكالة معاً ( الافتاء يستند الى قاعدة شرعية بغض النظر عمن سيستفيد منها, فالشرع لا يجامل ولا يحابي, والفتوى يجب ان لا تزعج احداً) ثم اضاف ( المفتي عكرمة صبري ليس ساذجاً ويعرف ان هناك من يحاول الاستفادة من الفتاوى).
س : والرئيس ليس ساذجاً ايضاً ليبقى على تعيين مفتي يعمل ضد سياسة الحكومة ويمنع المهرجانات الثقافية والفنية؟
ورداً على هذا السؤال اجاب المسؤول ( اعتقد ان المفتي سيأخذ احتياطه وسيكون اذكى من ان يجيب على اسئلة حماس التي سيشتم منها رائحة الامتحان وانه ربما سيعتذر عن الاجابة حينها).
ورداً على سؤال اذا ندم الشيخ عكرمة على تدخله في فتوى قلقيلية اجاب( لقد جرى توجيه سؤال مكتوب للمفتي ويجب قطعاً ان يحصل السائل على الاجابة ).
س : ولكن البعض يقول ان اصول الشيخ عكرمة صبري من قلقيلية وان اقرباءه هناك استغلوا المفتي للي ذراع القيادة الفلسطينية؟
( ابداً, ابداً, ليس المقصود احراج السلطة, ونحن نعتقد ان السؤال في موضوع قلقيلية كان محدوداً بشأن المهرجانات الفنية الراقصة التي يظهر فيها سيقان الراقصات, ولكننا مثلاً لم نحرّم الاختلاط في الجامعات, وفقط الفتوى منعت الاختلاط المريب ولم تمنع التعليم المختلط وما حرّمه الشيخ عكرمة يحّرمه الدين المسيحي والدين اليهودي ايضاّ, فلماذا الغضب؟)
السؤال الاخير للعالم المسلم الذي فضّل عدم ذكر اسمه كان يفتح باباً جديداً, لا سيما وانه يتعلق بدور المفتي في التوقيع على احكام الاعدام واعدام العملاء وقرارات اخرى خطيرة تتعلق بالنظام السياس مثل السياحة والعمل المختلط.
س: من يعيّن المفتي؟؟
يبتسم طويلاً ثم يقول ( رئيس الجمهورية هو الذي يملك حق تعيين المفتي, وابو مازن يمكنه تغيير الشيخ عكرمة صبري بقرار بسيط من يده او ان يقول مثلاً ان المفتي يجب ان يكون من فئة عمر محددة).
يشار الى ان الرئيس الراحل عرفات كان صادق على تشكيل مجلس القضاء الاعلى الذي يترأسه الشيخ قاضي القضاة تيسير التميمي وهو مجلس له حق الافتاء ايضا ، وهي خطوة لم يترك فيها عرفات عنق السلطة بيد الشيخ عكرمة صبري اذا اقتضت الحاجة.