الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

انطلاق فعاليات مؤتمر "مواطن" الثورات العربية: تحديات فكرية وسياسية

نشر بتاريخ: 16/09/2011 ( آخر تحديث: 16/09/2011 الساعة: 17:52 )
رام الله- معا- انطلقت اليوم الجمعة في رام الله،فعاليات المؤتمر السنوي الـ (17) للمؤسسة الفلسطينية لدراسة الديمقراطية، ويعقد تحت عنوان "الثورات العربية: تحديات فكرية وسياسية".

وتحدث رئيس مجلس أمناء "مواطن" د. ممدوح العكر، في مستهل المؤتمر، عن خصوصية الموضوع الذي يتناوله المؤتمر، مشيرا إلى وجود تأثيرات عديدة للثورات العربية على الشأن الفلسطيني.

وذكر العكر أن الثورات تواجه تحديات عديدة، مضيفا "صحيح أن لكل ثورة وانتفاضة ظروفها وخصوصياتها وإبداعاتها، وأنه لا يمكن نسخ ولا استنساخ التجارب الثورية، لكن هناك العديد الكثير من القواسم المشتركة، والتقاطعات، وتبادل الخبرات.

وعبر عن أمله في أن تغني الأوراق المقدمة في المؤتمر المقرر أن يستمر يومين، الموضوع مدار البحث.

وطالب رئيس المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية هاني المصري، في مداخلة له بعنوان "تأثير الثورات العربية على الفكر الاستراتيجي الفلسطيني"، بتوحيد الشعب الفلسطيني وتنظيم مقاومته الشاملة من أجل تغيير موازين القوى، في ظل رؤية أهمية استعادة البعد العربي للقضية الفلسطينية.

واستطرد المصري: لا يمكن تحرير فلسطين ولا حتى إقامة دولة فلسطينية على أراضي 1967، دون حصول تغيير إستراتيجي في الوضع العربي يضع الثقل العربي في الصراع، بحيث تشعر إسرائيل بأنها ستخسر من استمرار احتلالها أكثر مما ستربح.

وأردف المصري: لا يمكن اعتبار الخيارات والبدائل الأخرى، مثل: تدويل القضية، والدولة الواحدة، وحل السلطة، مجرد وسائل تكتيكية أو تهديد لفظي، بل تكمن أهميتها في جديتها والاستعداد للأخذ بها، والسير بها إلى نهاية المطاف، ليشعر العدو والصديق أنها جدية ويمكن تطبيقها واللجوء إليها.

من جهته، ذكر مدير عام مؤسسة "مواطن" د. جورج جقمان، أن المشهد العربي بعيد الثورات التي جرت بات متحركا وغير ثابت، مشيرا إلى أنه سيبقى هكذا لأعوام طويلة في المستقبل.

وقال جقمان في مداخلة بعنوان "مخاطر الديمقراطية في بداية التحول السياسي": ستحصل انتكاسات، كما هو حاصل الآن في هذه المرحلة الانتقالية الأولى، وفي مرحلة ما سيترحم البعض على ما فقدوه من استقرار سابق، لكن العبرة الأساسية من الثورة المصرية لن تزول، أي أن الشعب يريد التغيير، ويمكنه أن يغير، وستبقى هذه شعلة متقدة تلهم الشباب، أي الأغلبية من الشعب في الدول العربية حتى لو حصلت انتكاسات.

وقال: في كل الدول العربية سيجري تغيير، وإن كان بدرجات متفاوتة وعلى مراحل، ومن خلال صراع مستمر، فهذا ما حصل مع شعوب أخرى ولن نخرج نحن أي العرب، عن هذه القاعدة.

وقدم المحاضر في دائرة علم الاجتماع وعلم الإنسان في جامعة "بير زيت" خالد عودة الله، مداخلة بعنوان "الثورات العربية والعلوم الاجتماعية"، مشيرا إلى أن الثورات العربية تحدث خرقا في أنظمة المعرفة السائدة، لكنها لا تقدم حقائق مكتملة، وإنما تفتح الطريق لانطلاقة عملية للوصول إلى حقائق جديدة سياسية –فلسفية –اجتماعية.

وأضاف عودة الله: إن حدثية الثورات العربية المعاصرة لا تقوم بهويتها، فليس المقصود دعوة إلى ممارسة سياسات الهوية معرفيا، إذ أن الحظة الراهنة تمثل لحظة ثمينة لتجاوز ثنائية الشرق-الغرب، وكل منظومة المعرفة الاستعمارية كلحظة بزوغ منظومة معرفية –سياسية كونية، تجعل من الممكن محلنة أوروبا من جديد.

وفي مداخلة له بعنوان "الحركات الاجتماعية العربية الجديدة: إعادة الاعتبار للفضاء الاجتماعي"، ذكر رئيس دائرة علم الاجتماع وعلوم الإنسان في جامعة "بير زيت" د. أباهر السقا، الثورات العربية طور التشكل ضمن صيرورة "ديناميكية" متغيرة، ما يمنح الكثير من الأدوات للتحليل.

وتحدث السقا عن خصائص الثورات والعناصر التي تستند إليها، لافتا إلى أن علماء الاجتماع العرب عجزوا عن استشراف الثورات "سوسيولوجيا، وتشخيص بعض الحركات الاجتماعية الاحتجاجية، وقال: إن أية ثورة تحتاج إلى ضد أي عدو اجتماعي، وهوية اجتماعية، ومشروع اجتماعي.

وبين أن الحركة الاجتماعية، تتولد باعتبارها نسقا اجتماعيا، ينتج عن انحراف مسار اجتماعي أو سياسي، أو اقتصادي، مضيفا "هذه الحركة الاجتماعية إما أن تنطوي إلى عالم المستتر، وإما أن تظهر إلى العلنية في الفضاء العام".

كما قدم المحاضر في دائرة علم الإنسان في جامعة "بيركلي" الأميركية تشارلز هيرشكند، مداخلة بعنوان "ما بعد العلماني والديني: تأصيل فكري لميدان التحرير".

يذكر أن المؤتمر سيختتم اليوم بعقد ثلاث جلسات، سيشارك في الأولى المحاضر في جامعة بير زيت مجيد شحادة، وأستاذ علم الاجتماع وعلم الإنسان في جامعة "بن جوريون" د. إسماعيل الناشف، بينما سيتحدث في الثانية المحاضر في برنامج ماجستير الديمقراطية وحقوق الإنسان في جامعة بير زيت موسى البديري، والخبير الاقتصادي رجا الخالدي، فيما ستشهد الجلسة الثالثة والأخيرة مداخلات لكل من المحاضر في دائرة العلوم السياسية في جامعة بيرزيت د. باسم الزبيدي، والمحاضر في دائرة علم الاجتماع وعلم الإنسان في جامعة بير زيت علاء العزة، والناشط الشبابي فادي قرعان.