الأربعاء: 25/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

مقدسيون بين القبور..

نشر بتاريخ: 17/09/2011 ( آخر تحديث: 18/09/2011 الساعة: 08:26 )
القدس- معا- ما أن تفتح باب بيتك حتى تترأى لك مقبرة مترامية الأطراف, تراها عند النظر من نافذتك, وعند خروجك إلى أي مكان يجب أن تسيير بمحاذاتها في طريق ضيق يأخذك إلى الشارع الرئيسي، ربما يزعجك المنظر أو لا يكون محبذا لك, إلا أن أهالي حي عويس في رأس العمود شرقي القدس اعتادوا ذلك.

أكبر مقبرة يهودية تقع على جبل الزيتون في القدس الشرقية, مدفون فيها العديد من اليهود البارزين منهم رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحيم بيغن، مؤسس منظمة "ارغون" الصهيونية التي نفذت مذبحة دير ياسين عام 1948.

وعن المقبرة، يقول رئيس دائرة الآثار الدكتور يوسف النتشة: إنها وقف إسلامي تم تأجيرها من قبل قاضي القدس بعهد الأتراك كمقبرة لليهود مدة 99 عاما وانتهى العقد قبل حوالي10 سنوات, مع الوقت كبرت وتوسعت وهذا يدل على سماحة المسلمين وتعاملهم مع أهل الذمة من باب الإحسان وفي فلسطين العديد من القبور من ديانات مختلفة وهذا ليس بالأمر الغريب.

|146096|معتز احد الساكنين يقول كنت ادرس للتوجيهي على السطوح وقد اتهموني باني مراقب خلية وتم احتجازي في فترة حرجة من الامتحانات عدا عن ذلك كان بعض المستوطنين يرشقوني بالحجارة, كاميرات المراقبة في كل مكان لكنهم يرون ما يريدون.

أما الحاجة أم خالد أخبرتنا أنها كانت ترعى أبقارها وتقول "هذا اسمه كرم اسطنبولي على أيام تركيا وزمان كان في قبرين وكم بيت وكنت اربي بقر, صارو اليهود يجو ويحطو موتاهم وكنا نتقاتل معهم و يقولوا لنا إحنا اشترينا و بدنا ندفن فيها واليوم المقبرة مليانة".

|146097|وخلال زيارة الحي تجد أنه مكتظ بالبيوت التي تكاد تصلها المقابر من جهات مختلفة وتحدث السكان عن المضايقات التي يتعرضون لها وخاصة في أعيادهم (اليهود) ومناسباتهم الرسمية من إغلاقهم للطرق ومنعهم المواطنين من الخروج وصعودهم على الأسطح للاستفزاز ورمي مخلفاتهم والاعتقالات المتكررة لأبنائهم واتهامهم بتكسير القبور وإلقاء الحجارة.

وتحدث الشاب يوسف عن المضايقات المتكررة من الحراس والشتائم ودهس الناس بالسيارات, وقال "ذات مرة اعتدوا على ابن عمي وعندما ساعدناه أتت الشرطة وقامت بتوقيفنا وتفتيشنا مع أنهم يستطيعون التحقق عن طريق الكاميرات, لكن أنت فلسطيني إذا مذنب", قصص كثيرة وكل عنده حكاية يرويها فهم يعيشون بجانب الأموات الذين لهم حق في الدفن والتوسع.

مسجد محمد الفاتح, الذي بني عام 1964 المشهور(بمسجد رأس العمود) والمقام بجانب المقبرة تعرض قبل شهرين ونصف لهدم المرافق المضافة عليه, وقال صبري أبو دياب إمام المسجد "إنهم يقومون باستصدار تراخيص رسمية من بلدية القدس للموافقة عليها والبناء, رغم اعتراضهم على ذلك".

يهود فوق الأرض المقدسة وتحتها...

|146098|ميني شانيه رجل أعمال يهودي قال في حديث لـ "معا" إن جده مدفون هناك لكنه لا يستطيع تحديد مكانه, بسبب الطريق الذي أقامه الأردنيون في المنطقة آنذاك, وهي أقدم مقبرة لليهود بالقدس مقسمة إلى مساحات عدة, بعضها حسب معتقدات دينية خاصة لديهم, والأخر للقديمين جدا, وتبلغ تكلفة القبر 20.000 دولار- حسب ما قال- تدفع لإدارة المقابر ولكن في الوقت الحالي لا يوجد متسع وهناك صراع بين اليهود أنفسهم فالبعض يشتري القبور مقدما لحجز مكان "لأنها بقعة مقدسة بسبب قربها من حائط البراق".

وأكمل قائلا إن معظم العمال في المقبرة من المسلمين وحسب المعتقدات والديانات من المفروض احترام الأموات, وعند سؤالنا عن العرب الذين يعيشون بين القبور قال لنا: "برأيي الشخصي لا يجب أن يعيش احد عند القبور وهذه المنطقة لا بد من التفاوض عليها وإيجاد حل مناسب للسكان والمقبرة".|146100||146101||146102|