ويكيليكس: مبارك حذر الأسد "بقاء مشعل في دمشق ستدفع ثمنه باهظا "
نشر بتاريخ: 18/09/2011 ( آخر تحديث: 19/09/2011 الساعة: 08:52 )
بيت لحم -معا- كشفت برقية سرية بعث بها السفير الأمريكي الأسبق لدى مصر فرانسيس ريتشاردوني إلى بلاده، وسربها موقع "ويكيليكس" الإلكتروني، أن الرئيس السابق حسني مبارك قال للرئيس بشار الأسد أنه سيدفع ثمناً باهظاً في حال استمراره باستضافة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في سوريا، فيما وصف الرئيس السابق قيادة حماس بأنها غير جديرة بالثقة.
واعتبر خلال لقائه بالمدعي العام الأمريكي، ألبرتو جونزاليس عام 2006، أن الفلسطينيين "يهتمون فقط بالحصول على مال العرب"، كما رأى أن العرب مخطئون لتقديمهم المال لهم.
وذكرت البرقية أيضاً أن مبارك وصف العراقيين بأنهم حادون، معتبراً أنهم بحاجة إلى قائد قوي وسلطة مركزية تحكمهم، لا إلى نظام ديمقراطي لامركزي على الطريقة الأمريكية.
وتناولت البرقية تفاصيل اللقاء بين مبارك وجونزاليس فى 1 حزيران 2006، حيث وصف مبارك قيادة حركة حماس بأنها غير جديرة بالثقة، معتبراً أنه إذا ازداد التصعيد فإن الأمور ستصل إلى نقطة اللارجوع، وأشار مبارك إلى جهوده الشخصية للعمل مع الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، للتوصل إلى حل عملي يؤدي إلى إطلاق سراح العريف الإسرائيلي جلعاد شاليط، وإقناع الفلسطينيين بأن إسرائيل لن تقبل شروطاً في هذا الملف، فيما ذكرت البرقية الأمريكية أن مبارك سخر من إصرار حماس على الحصول على ضمانات دولية.
وقال مبارك، "وفقاً لما جاء بالوثيقة، إنه قال للرئيس السوري بشار الأسد صراحة إنه سيدفع ثمناً باهظاً في حال استمراره بالسماح لرئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل بالبقاء في سوريا.
وذكرت البرقية أن الرئيس السابق قال ساخراً "إن الطائرات الإسرائيلية كانت تحدث طنيناً في سماء دمشق، في الوقت الذي كان يتحدث فيه إلى الأسد هاتفياً، وأضاف متهكماً: "بالتأكيد ظن الأسد أنني قد دبرت هذا الأمر مع الإسرائيليين، وهذا أصابه بالفزع. وأوضح ريتشاردوني أن مبارك تطرق أيضاً إلى حديث دار منذ أيام قليلة مضت بين مبعوث من الرئيس الأسد ورئيس جهاز المخابرات العامة المصرية السابق عمر سليمان في مطار ألماظة العسكري بالقاهرة، حيث حذر سليمان المبعوث السوري بعبارات واضحة من خطر وجود مشعل فى سوريا على نظام الأسد نفسه.
ونقلت البرقية عن مبارك قوله إن تركيا وقطر تحاولان الإنضمام إلى الجهود المبذولة لحل أزمة غزة، معتبراً أنه لا توجد دولة يمكنها أن تسهم كثيراً فى ذلك، لكنه أوضح أنه لا اعتراض لديه على كل ما يمكنهما القيام به، ورأى مبارك أن كلتا الدولتين تريدان المشاركة باعتبار الأمر يمس هيبتهما وسمعتهما القومية، أكثر من حرصهما على التأثير على الفلسطينيين.
وذكرت البرقية الأمريكية أن مبارك انتقد الفلسطينيين تاريخياً، معتبراً أنهم يهتمون فقط بالحصول على مال العرب، كما انتقد العرب لتقديمهم المال لهم، واستشهد بروايات وصفتها البرقية بالمألوفة، مثل قيام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين برشوة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات خلال حرب الخليج، ومحاولات رشوة المسؤولين المصريين والصحفيين بسيارات فاخرة، ورشوته هو شخصياً مبارك بـ25 مليون دولار نقداً، بحسب قوله.
وطلب مبارك من جونزاليس، بحسب البرقية، أن تعمل الولايات المتحدة على تهدئة إسرائيل، معرباً عن قلقه من أن يزداد الوضع فى قطاع غزة تدهوراً، مما يثير احتمالية اجتياح عناصر من سكان غزة معبر رفح، قائلاً إن مصر ليست مستعدة لمثل هذا الإحتمال، وأوضح مبارك أن الوضع الإنساني في غزة حرج، لأن الفلسطينيين لم يعد لديهم من الغذاء والماء والدواء إلا ما يكفي لـ5 أيام فقط.
واستبعد مبارك التوصل لأي حل قريب لأعمال العنف الجارية فى العراق والتحديات السياسية التي تواجهه، ووصف الرئيس السابق الشعب العراقي بأنه حاد، وأنه بحاجة إلى قائد قوى وسلطة مركزية صلبة، بدلاً من سلطة لامركزية على غرار النظام الديمقراطي للولايات المتحدة، وأعرب الرئيس السابق عن قلقه من تنامي نفوذ الشيعة، خصوصاً فى العراق والبحرين والمملكة العربية السعودية والكويت، قائلاً إن المنطقة برمتها مهددة بسبب تصاعد قوة الشيعة، وحذر الرئيس السابق جونزاليس من مغبة الوثوق بالشيعة، قائلاً، بحسب الوثيقة: إن الإسلاميين سيطعنونك فى الظهر.