الثلاثاء: 05/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

معركة الاعتراف بالدولة بدأت في نيويورك والمناطق المحتلة

نشر بتاريخ: 21/09/2011 ( آخر تحديث: 21/09/2011 الساعة: 15:37 )
بيت لحم- معا- بعد فشل كافة المحاولات لثني الرئيس محمود عباس "أبو مازن" عن التوجه لطلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة في الامم المتحدة، بدأت المعركة الحقيقية في أروقة الامم المتحدة لاحباط صدور قرار من مجلس الامن الدولي يعترف بالدولة الفلسطينية دون احراج الادارة الامريكية باستخدامها حق النقض الفيتو.

وبحسب تحليلات الصحافة العبرية وكذلك مصادر مطلعة نشرت اليوم الاربعاء، فان المعركة الحقيقية قد بدأت مع وصول رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو الى نيويورك للمشاركة في اجتماع الجمعية العمومية للامم المتحدة، مع وجود تقديرات واضحة لدى وزارة الخارجية الاسرائيلية سُلمت عبر تقرير رسمي الى المستوى السياسي الاسرائيلي، تعتبر الخطوة الفلسطينية عمل دبلوماسي مكثف من قبل الرئيس محمود عباس تهدف للضغط على الادارة الامريكية والاتحاد الاوروبي لبذل مزيد من الجهود لدفع العملية السلمية في المنطقة من خلال احراج الموقف الامريكي والاوروبي.

ومع بدء الضغوطات الدبلوماسية في نيويورك بدأت ايضا الضغوطات في المناطق المحتلة منذ يوم امس الثلاثاء، والتي من المتوقع ان تتوسع اليوم مع بدء اجتماع الجمعية العمومية وطوال الايام القادمة، حيث نشرت اسرائيل اعدادا كبيرة من الجنود وعناصر الشرطة في مناطق التماس مع الفلسطينيين، في ظل تخوفات كبيرة بأن يقدم المستوطنون على تفجير الاوضاع من خلال عمليات انتقامية ضد الفلسطينيين، مع ترجيح امني من كبار الضباط في الجيش الاسرائيلي بعدم تطور الامور نحو احداث عنيفة في مناطق الضفة الغربية.

وتتجه كافة الانظار منذ اليوم الى مدينة نيويورك حيث ستفتح الجمعية العمومية اجتماعاتها وسيكون الرئيس الامريكي باراك اوباما ثاني المتحدثين بعد الرئيس البرازيلي في الاجتماع عند الساعة 4,30، وسيقدم غدا الرئيس الايراني احمدي نجاد خطابه عند الساعة 7، ومن ثم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اوردغان عند الساعة 12 من منتصف الليل.

وسيكون اجتماع الجمعة 23 ايلول موعدا لخطاب الرئيس محمود عباس عند الساعة 6,30، ثم يقدم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو خطابا عند الساعة 7.30.

اما المعركة الحقيقية فستكون في مجلس الامن، وذلك بعد الجهود التي لازالت تبذل من كافة الجهات، فالجانب الفلسطيني يسعى للحصول على الاصوات الكفيلة بصدور قرار الاعتراف، في حين تسعى الادارة الامريكية لعدم استخدام الفيتو واقناع بعض الدول بعدم التصويت لصالح القرار او الامتناع، وكذلك تقوم اسرائيل بمساعي دبلوماسية واسعة تصب في نفس التوجه الامريكي، فكيف هي خارطة مجلس الامن؟ واين وصلت الجهود وكيف يمكن ان تكون النتائج؟.

الدول التي اعلنت صراحة دعمها للموقف الفلسطيني وانها سوف تصوت لصالح القرار وصلت الى 6 دول "الصين، روسيا، لبنان، الهند، جنوب افريقيا، البرازيل" في توقع ان تحسم البرتغال موقفها لصالح الموقف الفلسطيني ليرتفع العدد الى 7 دول.

الدول التي اعلنت صراحة انها تعارض الموقف الفلسطيني وسوف تصوت ضده 3 دول "الولايات المتحدة، كولومبيا، المانيا"، في حين من المنتظر ان تصوت بريطانيا وفرنسا ضد القرار ليصبح عدد الدول المعارضة 5.

الضغوط الاسرائيلية استطاعت اقناع نيجيريا بالامتناع عن التصويت في جلسة مجلس الامن، وذلك من خلال وعد قدمه الرئيس النيجيري لوزير الجيش الاسرائيلي ايهود باراك.

يبقى من ضمن اعضاء مجلس الامن الحالي دولتين "الغابون، البوسنة والهرسك" وهاتين الدولتين لم تحسما بعد موقفهما، ويجري العمل من كافة الاطراف للتأثير على موقف هاتين الدولتين، لان الجانب الفلسطيني بحاجة ماسة لتصويت "الغابون والبوسنة والهرسك" في حال صوتت البرتغال مع الموقف الفلسطيني للحصول على عدد الاصوات المطلوبة "9" لصدور القرار من مجلس الامن بالاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة.

وفي حال استطاعت الجهود الفلسطينية النجاح باقناع 9 دول التصويت لصالح القرار فأن الادارة الامريكية سوف تنفذ تهديدها باستخدام الفيتو لاسقاط هذا القرار، وفي حال فشلت الجهود الفلسطينية ولم تستطيع اقناع لا الغابون ولا البوسنة والهرسك، فان الادارة الامريكية سوف تخرج من هذه المعركة بأقل الخسائر ولن تظهر امام العالم العربي والدولي انها ضد الموقف الفلسطيني.