الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

رسائل فلسطينية بعد مشاهدات على هامش الندوة الاعلامية والبطولة المدرسية بالجزائر

نشر بتاريخ: 29/10/2006 ( آخر تحديث: 29/10/2006 الساعة: 17:05 )
بيت لحم - معا - بقلم ناصر العباسي -كثيرة هي الشعوب التي تتعاطف وتقف معنا لكن قلة من هم يعشقون ابناء شعبنا الفلسطيني هذا الشعب والذي عانى وما زال يعاني من ويلات الاحتلال وتحمل اكثر ما تتحمله طاقات البشر، وحقيقة ما استوقفني هو مشاعر الشعب الجزائري الشقيق والذي يعتبر من قلة الشعوب التي تقدر الانسان الفلسطيني وتغتربه وتعشقه لدرجة الجنون بنضاله وعطاءه وانتماءه الوطني الاصيل وعندما نستذكر ممارسات الاحتلال والنضال فلابد لنا ان نتذكر شعب الجزائر والذي قدم المليون ونصف شهيد في مقاومته للانتداب الفرنسي ولمدة دامت اكثر من عشرة عقود ليتذوق بعدها طعم السيادة والاستقلال على اراضيه الخصبه شاسعة المساحات.
وقد يستغرب القارىء علاقة هذه المقدمة بأحوال رياضتنا الفلسطينية لكنني كالعادة عندما امسكت بقلمي للكتابة عن احدى المواضيع الرياضية المحلية تحت منبر حديث الدوري الاسبوعي لم اجد ما يستحق الكتابة عنه بسبب الظروف التي نعيشها والتي لا تسر عدود ولا صديق!! ولغياب الانشطة الرياضية الرسمية وتشابه الايام والاشهر والسنوات التي مرت دون تغيير او تعديل!! لذلك قررت ان اسلط الضوء هذه المرة على الوجه الايجابي بعيد عن الانتقاد وتوجيه الاستغاثات بعد المشاهدات والتي تكونت لدي وتعايشت معها رغم محدودية الايام وذلك على هامش الندوة الاعلامية والبطولة العربية المدرسية والتي اقيمت مؤخراً في الجزائر وتشرفت بأن مشاركتي الاعلامية الى جانب الدول العربية الشقيقة في هذا التجمع العربي والاخوي له دلالاته المتميزة ولاسجل في كل ما تراه العين وتسمعه الاذن وتفتقده ساحتنا الرياضية واليكم بعض هذه المشاهدات والتي تهدف الى توجيه ما وراء السطور ونوجه من خلالها رسائل مختلفة لنتابع:
بنغادي بطل الملاكمة الجزائري
اولى المشاهدات كانت من نصيب احد الاشخاص والذي قابلته عن طريق الصدفة في مطار اسطنبول التركي قبل ان اشد الرحال الى الجزائر ولاحظت عليه انه يتحدث لغة ولهجة الدول المغربية وبعد ان اقتربت منه كنت محظوظاً انني اجلس بجانب الرياضي الجزائري بنغادي عبد المجيد والذي يشغل منصب المدير الفني للمنتخبات الاردنية في لعبة العنف »الملاكمة« وخلال التحدث معه ادركت انه صاحب شخصية متزنة وملتزمة الى ابعد الحدود وعندما تبادلت الحديث معه وبعد معرفته بفلسطينيتي تفاجئت انه يعلم الكثير وبدأ كلامه بالاشادة بالرياضيين الفلسطينيين فاعتقدت ان هذا الكلام من باب التضامن ورفع الروح المعنوية لكنني سرعان ما استبعدت هذا الاعتقاد بعد ان حدثني عن بعض اللاعبين والمدربين الفلسطينيين كان من بينهم لاعب ومدرب منتخبنا الفلسطيني ضراغمة وحقيقة يمتلك بنغادي من المعلومات عن الملاكمة الفلسطينية اكثر ما بجعبتي من معلومات لكن هذه المعلومات تراكمت لديه من خلال المشاركات الفلسطينية المتواضعة والتي اقيمت في الادرن وخاصة في نادي البقعة والذي احتضن العديد من البطولات المحلية والعربية ولان سجل بنغادي حافل بالانجازات الجزائرية في هذه اللعبة بعد نظرة سريعة على سيرته وصوره الشخصية في اللعب والتدريب وزاد تقديري له عندما كان متحمساً لتقديم خدماته لمساعدة الملاكمين الفلسطينيين والمدربين عند زيارتهم للاردن في لمسة وفاء تكونت لدي عن شهامة الشعب الجزائري فهذه هي الرسالة الاولى والتي لابدمن توجيهها الى اتحاد الملاكمة الفلسطيني والذي لا نسمع عنه كثيراً للاستفادة من خبرات وقدرات هذا المدرب من تبادل الخبرات وعقد الدورات للمدربين وغيرها ولانه حقق مع المنتخبات الاردنية المختلفة انجازات لم يحققها مدرب من قبل.
وزراء بمرتبة الشرف
الدعم الحكومي للندوة الاعلامية والبطولة العربية السادسة عشر كان يفوق كل التوقعات فيوميات الندوة والبطولة المدرسية كانت بمرافقة شبه يومية للعديد من الوزراء كان اهمهم وزير الشباب والرياضة الجزائري يحيي قيدوم ووزير الاعلام الهاشمي جياد والوزير الرياضي المفوض من الجامعة العربية نجم الاهلي والمنتخب المصري هاني مصطفى اضافة الى وزيرة الثقافة المثقفة خليده تومي وحقيقة كانوا وزراء بمرتبة الشرف ولم يشعر الزملاء المشاركون بأنهم يتعاملون مع وزراء عرب!! متجاهلين بذلك تعقيدات الروتين القاتل للوصول او الحديث مع وزير ما فكان الانطباع السائد ان الجزائر عكست صورتها من خلال وزرائها المختلفين وكشفت عن مدى الرغبة في التطور والرقي بدولتهم من خلال الاهتمام المميز لانجاح برامجهم الرياضية لجمع الشباب العربي وحقيقة اندهشت عندما حدثني احد الزملاء الجزائريين عن وزير الشباب والرياضة حيث قال انه يحمل درجة البروفيسور في طب العظام ويعمل بشكل مجاني في احدى مشافي العاصمة الجزائرية كطبيب مختص لمساعدة ابناء شعبه المحتاجين ناهيك انه يعمل من موقع الحدث ويعطي كافة الصلاحيات وتوزيع المهام ويضع الرجل المناسب في المكان المناسب ويعمل على توفير الميزانيات للرياضة الجزائرية قدر الامكان اما وزير الاعلام كانت له مواقف مشرفة بعد ان وجه دعوة رسمية وشخصية لكافة الزملاء لتكريم اعلامي من كل دولة عربية في لغته تستحق التقدير وزاد اعجابي به عندما اقام حفل عشاء رسمي للزملاء في نادي الجيش الوطني الشعبي حيث تخلى عن الجلوس في منصة الشرف وبدأ بالمرور على كافة الحضور للحديث معهم بتواضع وشفافية فلاقى استحسان الحضور اما وزيرة الثقافة اصرت ان تكون الدعوة للزملاء الاعلاميين في مقر وزارتها موضحة بلسانها الطليق اهمية الاعلام العربي الرياضي والقائم على شعار وتوحيد الامة العربية رياضيا بعد ان تفرقنا سياسياً وحقيقة لم اتوقع ان الجزائر تمتلك وزراء بمرتبة لاشرف همهم الوحيد هو محو الماضي والنظر الى المستقبل من منافذ عديدة بعيداً عن الغرور وحب الظهور والعمل بعشوائية لذلك نوجه رسالتنا الثانية بعد هذه المشاهدة الى رئيس الحكومة الفلسطيني بتعيين وزير الشباب والرياضة يعمل على اعادة هيكلتها قدر الامكان ومحاولة الاصلاح والبناء من جديد ومحاولة انقاذ ما يمكن انقاذه عبر الاستفادة من تجارب الاشقاء في الدول العربية.
نجم رياضي في الجامعة العربية
فرحت عندما شاهدت احد لاعبي الزمن الجميل فهو نجم النادي الاهلي والمنتخب المصري سابقاً هاني مصطفى وعندما سألت احد الزملاء المصريين عند وجوده اجابني انه الوزير الرياضي المفوض من الجامعة العربية كون الندوة والبطولة العربية تحت رعايتها وفي احدى المحاضرات التي تخللت الندوة وقدمتها شخصياً بعنوان الرياضة والاعلام تحت الاحتلال وتعليقاً على بعض المحاور التي اثرتها وجه النجم والوزير المفوض دعوة للاعلاميين العرب للوقوف الى جانب الرياضة الفلسطينية ومن خلال الاعلام الرياضي نستطيع ان نوصل معاناة هذا الشعب لكافة انحاء العالم وخلال اجابته على سؤال وجه له شخصياً من احد الزملاء حول دور الجامعة العربية من الرياضة الفلسطينية اجاب بكل صراحة دون تزييف او تهويل وبكلمات واقعية اننا نساعد هذه الدولة الصامدة قدر الامكان وقدمنا مؤخراً في اجتماع وزراء الرياضة العرب مبلغ 250 الف دولار اكثر من مليون شيكل لوزارة الشباب والرياضة الفلسطينية وهنا نوجه رسالتنا الثالثة متسائلين على ماذا تم صرف هذا المبلغ والذي وضع تحت تصرف وزارتنا الرياضية وهل حضورنا في اجتماعات وزراء الشباب والرياضة يحقق لنا المكاسب الحقيقية؟ ام تكتفي بالمشاركة فقط!!
فلسطين الحاضرة الغائبة
وعلى هامش الندوة الاعلامية انطلقت الدورة المدرسية العربية السادسة عشر وشهد حفل الافتتاح والذي احتضنته القاعة البيضاوية احدى القلاع الرياضية الشامخة في العاصمة الجزائرية وغريبة التصميم في الوطن العربي بمشاركة اكثر من الف رياضي من طلبة المدارس يمثلون ست عشرة دولة عربية وعندما جلست لاتابع مع زملائي حفل الافتتاح ودخول الوفود المشاركة كنت اعلم ان علم بلادي لن يرفع في هذا التجمع العربي بعد ان حصلت على معلومات من وزارة التربية والتعليم الفلسطينية قبل مغادرتي ارض اننا اعتذرنا عن المشاركة ولاسباب مادية لكنني تفاجئت عندما اعلن عريف الحفل الداخلي بان وفد دولة فلسطين اول الوفود الذي سيدخل القاعة واندهشت واصابتي شعور حزين اقترن بالدموع عندما تقدم العلم الفلسطيني الاعلام المشاركة وبعد ان وافقت اللجنةالمنظمة علىاقتصار المشاركة على الجالية الفلسطينية المقيمة بالجزائر في هذه البطولة وشعرت بالفخر عندما تزينت قاعة الاحتفال بالشعارات والمتضامنة مع الشعب الفلسطيني ولم تغب كلمة فلسطين عن فقرات الاحتفال المختلفة لذلك نوجه رسالتنا الرابعة الى وزارة التربية والتعليم الفلسطينية ونحملها المسؤولية الكاملة عن عدم المشاركة في هذه البطولة لان مشاركتنا كانت مجانيه وطلابنا بحاجة لها ولان الدولة التي تهتم برياضييها المدرسيين قادرة على اكتشاف المواهب التي نفتقدها كما فعلت الجزائر عندما اعترفت ان نجومها الاولمبيون نور المدين مرسلي وحسيبه بولمرقه وحماد عبد الرحمن وبابه وحولي وسعيد جبير ابطال انجبتهم الرياضة المدرسية الجزائرية.
عبد القادر ومطالب حيوية
رئيس الاتحاد العربي للصحافة الرياضية الزميل محمد جميل عبد القادر والذي حضر جميع فقرات الندوة الاعلامية وقدم من خلالها محاضرات اتسمت بالخبرة الاعلامية وحب التجديد للنظر الى المستقبل طالب الاتحادات العربية بالعديد من المطالب الحيوية والتي يجب تثبيتها في كل دولة لرفع مستوى مهارة الاعلاميين الرياضيين وتقديم المحاضرات المتسلسلة ودورات التدريب بشكل متقن وتحديد عضوية الاعلامي في كل دولة في اطار النظام الجديد لاتحاد الصحافة الرياضية العربية والذي سيتم من خلاله وضع شروط لعضوية الاعلاميين في الهيئات العامة وضرورة تثبيت التخصص الرياضي لكل اعلامي ولمختلف الالعاب ودعى الى تدريس الاعلام الرياضي في الجامعات والمعاهد العربية وتفعيل الاتصالات بين الاعلاميين العرب باستخدام وسائل الاتصال الجديدة وتحديداً مواقع الانترنت واختتم كلامه بضرورة تثبيت يوم سنوي كعيد للاعلاميين العرب ليتم تكريمهم في بلدانهم ويوجه لهم رسالة شكر وامتنان على جهودهم الوافرة لذلك رسالتنا الخامسة موجهة الى رابطة الصحفيين الفلسطينيين للعمل ضمن آلية واضحة والاهتمام بما تناوله الزميل عبد القادر والاستفادة من الكفاءات الاعلامية المحلية لنشارك في عمل اعلامي اكثر اشراقاً وتطوراً.