الخميس: 03/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الزميل بدر مكي ...... مع الاحترام

نشر بتاريخ: 21/09/2011 ( آخر تحديث: 21/09/2011 الساعة: 18:00 )
بقلم سبأ جرار
فلسطين 194

أجمل ما في هذا الشعب أن الأحداث المرتقبة والمتوقعة والتي تكون حمالة للنتائج الغامضة تجمعه ، وأسوء ما في هذا التجمع التلقائي والذي يأتي لرغبتنا في الرهبة والانتظار انه سريع التبخر ،كعطريلهب الخواطر والمشاعر في لحظات , لكنه سريعا ما يعود إلى خواصه كرذاذ متطاير , وأجمل ما في هواء رام الله انه خادع، يلهب العقول قبل المشاعر، فنظن للحظة أن المعجزات ما زالت تحدث، وكأننا غفلنا أن المعجزات لم تتحقق إلا لمن صبر من الأنبياء، وبمدد من الله العلي القدير .

الغاية من هذه المقدمة المتحاذقة زميلي الإعلامي بدر مكي الذي أكن له الاحترام ، أن أقول بصوتك وصوتي إن أردت, إن الوحدة في النشاط الرياضي العفوي ( بنسبيته المتفاوتة ) سواء من طواقم الوزارة في المديريات أو الاتحادات المنطلقة في عملها نتيجة لتوجيهات الاولمبية، أو إدراكها المسبق بأهمية التناغم بين العمل الرياضي والوطني كما حدث مع اتحاد السيارات , فلم تكن هذه الوحدة إلا مصادفة، حين إلتَقَتْ بعد تحرير الأخبار ونشرها متجاورة أو متناثرة على الصحف والمواقع الالكترونية , والله اعلم "إن كان الهدف الإعلام بالحدث" أو" صنع الحدث للإعلام ", على العموم أنا أؤمن أن النوايا كلها صادقة، سواء جاءت بقناعاتنا المستندة على وعي تام لحقيقة ما يجري في نيويورك، أم أنها جاء استجابة لحتمية إتباع القيادة انطلاقا من ثقتنا بها , ولكن الذي اشكك به سعيت أنت لتعايشه أو تتمناه أو حسب فهمي أن تنادي به في مقالك بالأمس، حين استنشقت مع العطر مفهوما يوحي وكأن الحدث وحدنا ......

أنا أسفه لسلبيتي، فقد سئمت خداع الفكر بالاعتقاد أننا ارتددنا إلى أصلنا الكنعاني ، وإننا لا نعرفُ ( بالضمة ) شخوصنا إلا بفلسطيتنا , والدليل أننا اجتهدنا، بل أبدعنا في التسميات والألقاب لدرجة أن الجغرافية أصبحت اقل المخاطر التي تهدد وحدتنا , بل ربما كان هناك ايجابية للجغرافية أحياننا، حين أصبحنا نتساءل عن سلوك بعضنا واختلاف قيمنا ،ونرده لمكان توالده ،وبذلك أصبحنا ندرك الاختلافات الثقافية والتراثية في شعبنا ، هذا الذي جهد الباحث وليد ألخالدي لسنوات في تتبعه..

الحكمة من هذا الحديث ، ـــ الذي أرجو أن لا يساء فهمه ـــ ، أن احمل الجميع مسؤولية العمل لإعادة اللحمة الفكرية والانصهار تحت مفهوم الانتماء لهدف واحد، يدرك مخاطره عدونا الكامن هناك على شواطئ يافا , بحيث نتسارع بخطوات صادقة نحو العمل الموحد دون أن نبالي بسوء الفهم ، أو جدار الرفض أو التشكيك بنوايانا , ولو أن التغيير في الاتجاه غير شرعي ، لكان من الأجدر أن تدفن فلسطين كل مقاتليها مع جثمان الشهيد أبو عمار، وتستقبل العهد القائم بشخوص تتناسب مع التغيير المنطقي في البوصلة الوطنية ، استجابة للواقع والتغيرات العالمية والإقليمية، بل وحتى التغيرات الاجتماعية التي انعكست على مفاهيمنا المجتمعية .

الزميل بدر أجمل ما أُنجز، انه سار ضمن هدف واحد وحمل علم واحد ، وأعظم ما يستدل عليه من ذلك حقيقة أن القيادة عندما خرجت من دائرة الصراع الداخلي ، وتحملت مسؤوليتها، وترفعت عن المهاترات السياسية ، وجدت كل القطاعات دون توجيه مباشر تصب حيث جهد الجميع ليستثمر مجاله في سبيل الهدف الواحد وهو فلسطين 194 UN . وأنت والجميع يدرك انه أكثر من مقعد ازرق نسجته عقول فلسطينية وبهذا حكمة كبيرة وإشارة على كل عاقل أن يدركها بأن الهدف العام يوحدنا ويجعلنا نتقدم نحو حلمنا , حان الوقت لنتصالح مع أنفسنا ونصهر أجنداتنا في نقطة انطلاق واحدة نحو وضع الخطط لتطوير كل المجالات وما يجمعني بك وكل الزملاء العاملين في المجال الرياضي بث الروح الرياضية في نظرتنا للعمل واستقراء ما فاتنا للآن .......................وللحديث بقية .

سبأ جرار
فلسطين الدولة 194