الخميس: 10/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

عبد الرحيم: على العالم أن يكون حكما نزيها وعادلا لإنهاء الاحتلال

نشر بتاريخ: 21/09/2011 ( آخر تحديث: 21/09/2011 الساعة: 16:53 )
رام الله - معا - دعا أمين عام الرئاسة، الطيب عبد الرحيم العالم أن يكون حكما نزيها وعادلا لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، الذي يشكل آخر احتلال في هذا العصر، لتكون الدولة 194 في الأمم المتحدة، وقال إن الرئيس محمود عباس، وبعد أن يلقي خطابه في الأمم المتحدة يوم الجمعة، سيذهب إلى مجلس الأمن ويقدم طلب العضوية الكاملة إليه.

وقال عبد الرحيم خلال كلمة له في المهرجان الذي أقيم في ميدان الشهيد ياسر عرفات وسط رام الله، بحضور قرابة 100 ألف مواطن، استجابة لدعوة محافظة رام الله والبيرة، وبحضور عدد كبير من مؤسسات المدينتين، تعبيرا عن دعم التوجه إلى الأمم المتحدة: بعد أن يلقي الرئيس خطابه في الأمم المتحدة يوم الجمعة، سيتوجه إلى مجلس الأمن، وليتحمل بعد ذلك كل واحد مسؤولياته، ولن ننجر إلى مربع العنف الذي يحاول الإسرائيليون جرنا إليه حتى يرددوا أسطوانتهم المشروخة، بأننا ضد السلام، وتخلينا عن التزاماتنا.

وقال عبد الرحيم: لم تقدم القيادة على هذه الخطوة كقفزة في الهواء، أو محاولة إلهاء، أو للقفز من فوق منظمة التحرير كما البعض أن يشكك، لكنها أقدمت عليها بعد دراسة عميقة وتأن، فهذه هي سنة قيادتنا، المتمثلة في دراسة الأمور من كل جوانبها، وتقييم الوضع من كافة الأوجه حتى لا نقفز قفزة في الهواء، ونحمل شعبنا تضحيات لا لزوم لها.

وتابع عبد الرحيم: كانت دراسة موضوعية، بأنه لا بد أن نلجأ إلى المجتمع الدولي لنحتكم إليه بعد أن فشلت كافة المحاولات، وكل التكتيكات المرنة من أجل الوصول إلى تحقيق دولتنا وعاصمتها القدس، وتحقيق ثوابتنا التي أقرتها المنظمة.

وقال: الغريب بعد اتضاح هذه الحقائق أن هناك دولا تتجاوب مع اليمين الإسرائيلي، وتلبي له ما يريد، وإن هذه الدول جربتنا لسنوات طويلة، خاصة أميركا، وقد أثبتنا بأننا عند التزاماتنا، لكن موقفهم بدأ ينثني، ويتراجع، وقالوا في كافة الجلسات المغلقة قبل اللقاءات الأخيرة بأن الحق إلى جانبنا، وأنه لا يوجد شريك إسرائيلي يريد السلام، لقد جربونا وكنا مرنين في التكتيك، لكن متمسكون بالثوابت، ولن نحيد عنها.

وأضاف: لا أخفي أن المعركة بدأت تسخن خلال الأيام القليلة الماضية، وستسخن أكثر خلال الأيام القليلة المقبلة، وبالتالي يحاولوا ألا يتوفر لنا تسعة أعضاء لنتقدم بطلبنا إلى مجلس الأمن، ويحاولوا بالإغراءات أن تتقدم "الرباعية" بيان أو قاعدة للتفاوض، وأن لا نتقدم بطلب العضوية، ما يعني أن كافة أشكال الضغوط والإغراءات تمارس.

وأكد عبد الرحيم: يهددوننا بقطع المساعدات وكأننا أجراء أو عبيد، نريد أن نأكل فقط، لكنهم لا يعرفون معنى الحرية التي يريدها شعبنا بأن يكون حرا، مستقلا فوق تراب وطنه، فالشعب الفلسطيني لا ينظر إلى ذلك، وإن كان واجبا على المجتمع الدولي أن يمدنا بالدعم والمساندة لأننا شعب تحت الاحتلال.

وأردف: إذا أصروا على تهربهم، ليأت الاحتلال ويتحمل المسؤولية، وليكن وجها لوجه أمام هذا الشعب الذي لن ينثني ولن يركع لغير الله، ولذا نطالب هؤلاء بالعودة عن سياستهم.

وطالب بوضع حد لسياسة الوجهين في التعاطي مع القضية الفلسطينية، لافتا إلى أن الربيع العربي كله سيكون إلى جانب الشعب الفلسطيني.
وبين أن الشعوب العربية لن تتخلى عن قضية فلسطين، باعتبارها على سلم أولويات الشعوب العربية.

وبين أن على كافة الأطراف الدولية تحمل مسؤولياتها وإلا لن يكون هناك سلام، ولا أمن ولا استقرار في المنطقة، طالما لم تتحقق تطلعات الشعب الفلسطيني، واعتبر أن معارضة التوجه الفلسطيني ومحاولة تعطيله، تمثل سياسة تشجع العدوان والاستيطان.

وقال: نتنياهو يذهب إلى الأمم المتحدة، ويعتقد ان المجتمع الدولي سيقابله كما قابله الكونغرس الأميركي، (...) لكن المجتمع الدولي يختلف فهو ينظر بعين ثافبة، وعين الحق والعدل والعدالة.

وتابع: سيخلقون لنا الصعوبات الكثيرة، لكنهم لن يؤخروا حتمية التاريخ أو يلغونها، ربما تتاجل سنة أو سنتين لكنهم لن يلغوا حتمية التاريخ، (...) بأن الشعوب حتما ستتنتصر، وتكون صاحبة الإرادة فوق أرضها حرة مستقلة.

وأكد عبد الرحيم أن الرئيس عباس بذهابه إلى الأمم المتحدة أثبت أن الشعب الفلسطيني لا يتنازل عن ثوابته، وأنه آن الأوان لتغيير قواعد اللعبة السياسية، وأن الأجيال القادمة أكثر صلابة وتصميما على مواصلة النضال.

وقال: إننا نريد أفعالا لا أقوالا، بأنهم مع السلام العادل الذي يتيح لكل شعب في العالم، أن يعيش بحرية وسلام على قدم المساواة، ولن يقبل شعبنا بعد اليوم بكافة الذرائع المقيتة، ومحاولات التضليل والالتفاف، ولي عنق الحقائق.

وتابع: إن هذه الرسالة التي يوصلها شعبنا، يؤكد فيها أنه خلف قيادة المنظمة ممثلنا الشرعي والوحيد، وصاحبة الولاية على السلطة والدولة إلى أن تحل كافة قضايا الوضع النهائي، بما في ذلك قضية اللاجئين.

وأضاف: إن هذه الرسالة هي أن الشعب مع إقامة دولته المستقلة على كامل الأراضي المحتلة العام 1967، وعاصمتها القدس الشريف، وأن هذا الشعب لا يقبل إلا تحرير مقدساته في الأقصى، وكنيسة القيامة، وكل مقدساتنا، وهذه الرسالة نبعثها للعالم بأننا مع الشرعية الدولية ونحتكم إليها، ولا نسير خارج النص.

وأضاف عبد الرحيم: نلجأ إلى الشرعية الدولية لأننا على ثقة بأنها ستكون مع الحق، والعدل، وستلتزم بقراراتها السابقة، بل وستفرض على من يحاول الالتفاف حول قراراتها الخضوع لإرادة المجتمع الدولي.

وبين أن هناك إجماعا فلسطينيا ودوليا على ضرورة أن يكون للشعب الفلسطيني مكان لائق به تحت الشمس، مضيفا "إن هذا الشعب صاحب رسالة حضارية، أثبت من خلالها أنه لن ينكسر مهما كانت الضغوط والإغراءات، والحشود التي يحشدونها ضدنا حتى لا نقدم طلبنا إلى مجلس الأمن".

وأوضح أن موقف الشعب يجسد رفضه أن تكون هناك مفاوضات من أجل التفاوض لذاته، وتشبثه بالمقابل بضرورة أن تكون هناك مرجعية واضحة لها، وتحديد سقف زمني كي يمارس سيادته على الأرض.

وقال عبد الرحيم: إن كل الشعب يرفض أن يكون جزء من دولة الأبرتهايد التي تمارس عليه العنصرية، بل نقول بحل الدولتين، أما أن نكون تابعين أو عبيدا للاحتلال، فهذا مرفوض، ولم يكن أصلا لأننا كنا نقاوم بصلابة منذ أول غزوة صهيونية لبلادنا.

وتابع: نرفض أن نكون جزء من دولة الابرتهايد، وبالتالي لا يستطيعوا أن يمرروا أو يتسللوا من خلال الاستيطان، ليجعلوا شعبنا جزء من هذه الدولة العنصرية التي تمارس أبشع انواع العنصرية.

وقال عبد الرحيم: إن اليمين الإسرائيلي، وحكومة نتنياهو وليبرمان، يخططوا لعكس هذا كله، بوقف أموالنا لوهم لديهم بأن شعبنا سيخضع عندما يجوع، لكننا نقول لهم بأننا لن نجوع ولن نخضع، فهذا الشعار الذي نتمسك به دائما.

وأردف عبد الرحيم: يهددونا بإلغاء الاتفاقيات الموقعة وكأنهم التزموا أو تمسكوا بها، إذ نسمع دائما أن المواعيد غير مقدسة، والاتفاقيات انتهت العام 1999، وتمادوا وشطوا من أجل أن تظل المفاوضات خضا في الماء بلا أية نتيجة.

وأكد عبد الرحيم إلى أن اليمين والحكومة الإسرائيلية تمارس ضغوطا على الدول الكبرى، خاصة أميركا مستغلين الحاجة إلى اللوبي الصهيوني من أجل الانتخابات القادمة، وقال: إنهم يهددون ويتوعدون، ويمارسون كافة الأساليب غير الشرعية، كي لا يعترف المجتمع الدولي بأحقية عضوية دولتنا في الأمم المتحدة، لكننا نقول أن قوى السلام في إسرائيل ترفض هذه السياسة رفضا قاطعا.

وأكد عبد الرحيم أن ما يقوم به المستوطنون بدعم من قوات الاحتلال، تأتي تنفيذا لخطة معينة، "لا بد أن ندافع عن قرانا ومدننا، لكن يجب ألا نحقق هدفهم بأن نلعب في ملعبهم، وكلنا ثقة بأننا شعبنا واع لذلك".

وقال: نوجه رسالة من ميدان الشهيد ياسر عرفات، إلى قيادتنا وكل العالم، بأننا على ثوابت الرئيس الراحل عرفات ماضون، ومتمسكون بها، وأننا نردد عبارته الشهيرة القائلة بأنه "ليس منا ولا فينا من يفرط بذرة من تراب أرضنا، وقدسنا الحبيبة.

وتابع: اليوم شعبنا في كافة محافظات الوطن، إضافة إلى محافظة رام الله والبيرة يوصل هذه الرسالة الواضحة، القاطعة الجازمة بأن ما قبل أيلول، ليس كما بعد أيلول، وإننا الآن في مرحلة مفصلية ستشكل تراكما نوعيا يضاف إلى تراكمات نضالات شعبنا، وإنجازاته.

وأشار عبد الرحيم إلى آن آلاف المفكرين، والأدباء والشعراء الإسرائيليين يساندون قيام دولة مستقلة على حدود الرابع من حزيران العام 1967، معتبرين أنه دون إنجاز ذلك، لن يكون هناك أمن، ولا استقرار، ولا رفاهية في المنطقة.

ودعا الدول العربية إلى مواصلة دعمها للشعب الفلسطيني، مثنيا في الآن نفسه على دعم السعودية والكويت للسلطة الوطنية والشعب الفلسطيني، وبين أن الشعب الفلسطيني كله ثقة في أمته، وشعوبه، والمخلصين من أبنائها، وقال: إن الوحدة وإنهاء الانقسام آت، آت آت، شاء من شاء وأبى من أبى، لكننا نستغرب هذا الموقف من البعض في غزة ممن يشككون بهذه الخطوة، ولا يؤيدونها، ولا يسمحون لشعبنا بالتضامن معها.

وخاطب قيادة حركة حماس قائلا: كفاكم تقديم أوراق اعتماد للاحتلال وأميركا، فقد قدمتم أوراق اعتماد كثيرة، لكن الشعب يفرق بين الغث والسمين، (...) وإن الشعب مع قيادته.

من ناحيتها، أكدت محافظة رام الله والبيرة ليلى غنام، أن الشعب الفلسطيني أمام مرحلة تاريخية، انتظرها سنوات طويلة عبر مسيرته المعبدة بتضحيات جسام منذ أكثر من 60 عاما، وأشادت بنضالات الشعب الفلسطيني من أجل نيل حقوقه وحريته، مبينة أنه يقف خلف قيادته وقرارها بالتوجه إلى الأمم المتحدة.

وأشارت إلى أنه آن الأوان لإنهاء الاحتلال، كي يقيم الشعب الفلسطيني دولته، مضيفة "إننا ننتظر ساعة إعلان دولتنا، فما هي إلا ساعات قليلة ويقدم الرئيس طلبنا من اجل الاعتراف بدولتنا المستقلة".

وأثنت على كافة الدول العربية والصديقة الداعمة للشعب الفلسطيني وحقوقه، داعية المجتمع الدولي إلى مساندة التوجه الفلسطيني.

وفي ختام الفعالية، قدمت فرقة "العاشقين" باقة من أغنياتها التي اشتهرت بها على مدار السنوات الماضية، ألهبت من خلالها مشاعر الجماهير التي تابعت العرض.