الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

قتل بدم بارد عندما أراد إنقاذ شقيقيه: تفاصيل استشهاد احمد أبو الحسن في بلدة اليامون غرب جنين

نشر بتاريخ: 29/10/2006 ( آخر تحديث: 29/10/2006 الساعة: 21:06 )
جنين -معا- بعين محمرة من البكاء، ودموع تذرف لا تعرف التوقف، وأيدي متوترة مشبوكة، وغضب وقهر مكثا في قلب راسم أبو حسن ابن عم الشهيد احمد أبو حسن (28 عاما) والذي سقط شهيدا فجر يوم الجمعة الماضي عندما خرج من منزله لإنقاذ شقيقيه محمد ورائف اللذين أصيبا برصاص القناصة الإسرائيلية المتمركزين على جبل مقابل بيتهم في بلدة اليامون الواقعة غرب مدينة جنين.

سرد راسم قصة استشهاد ابن عمه وشقيق زوجته في حديث مع مراسل وكالة "معا" في جنين: " انه في فجر الجمعة وبعد أن خلد أهل بلدة اليامون إلى النوم استيقظوا مرة أخرى بعد ساعات على رصاص القوات الإسرائيلية التي اقتحمت البلدة وداهمت المنازل وتمركز قناصتها على جبل في البلدة".

وقال راسم "استيقظ محمد على صوت الرصاص عند الساعة الثانية فجراً، وحباً للاستطلاع صعد إلى سطح المنزل ليعرف ماذا يحصل، وأين يتواجد جنود الاحتلال وشقيقه رائف وأثناء وجودهم على سطح المنزل يبحثون عن جنود الاحتلال شاهد رائف ضوء ليزر على صدر محمد وما أن ينبس بكلمة ليخبر شقيقه محمد عن وجود قناصة بالقرب منهم إلا وسقط محمد مدرج الدماء برصاصة أصابت صدره مغماً عليه فرمى رائف بنفسه على الأرض ليسحب محمد إلى المنزل وإنزاله إلى الطابق الأسفل يريد الاستنجاد بالعالم لإرسال سيارة الإسعاف فخرج إلى "البلكونة" ويصرخ إلا ورصاصة تصيب يده اليمنى والتي تمسك بحفة البلكونة فسقط على الأرض لا يعرف ماذا يفعل".

وأضاف راسم "علا صوت صراخ النساء والأطفال مستنجدين بأخيهم وابنهم الثالث "الشهيد احمد" والذي يقطن بالقرب منهم ويفصل عن بيتهم جدار واحد استيقظ محمد بفعل الصراخ والرصاص وذهب إلى منزل شقيقيه ليعرف ماذا يحدث فخرج مسرعاً إلى خارج المنزل عبر الباب الرئيسي ليذهب إلى منزلي ليأخذ السيارة وينقل شقيقيه إلى المستشفى إلا وبرصاص القناصة الإسرائيليين تصيب صدره الحنون ليسقط على الأرض مدرجا بدمائه ولم يستطع أن يدق باب بيتي ليخبرني عن إصابة محمد ورائف".

وتابع راسم حديثه والدموع تنهمر من عينيه "قمت انا بالقفز على منزل عمي عبر الجدار الذي يفصلنا لأحمل محمد ورائف وبسيارتي انقلهم إلى مستشفى جنين الحكومي حتى أنني في ذلك الوقت لا اعرف عن إصابة احمد أو استشهاده وبعد وصولنا للمستشفى لحق بنا الشباب بجثمان احمد وقد لفظ أنفاسه الأخيرة منذ آخر رصاصة أصابت جسمه ".

وذكر راسم "أن رصاص القناصة خرق جسم الشهيد احمد حيث أصيب بعدة عيارات نارية في القلب والصدر والبطن والأرجل واليدين والكتف لم يبق من جسم احمد إلا ورصاص الاحتلال قد اصابه.

وأفاد راسم انه عندما حمل رائد ومحمد إلى المستشفى اتصل على سيارة الإسعاف الفلسطينية ليخبرهم انه ينقل مصابين، فاخبروه أن سيارة الإسعاف محجوزة على مدخل بلدة اليامون ولم تسمح قوات الاحتلال بمرورها إلى البلدة فقام راسم حسب ما قاله باختراق الحاجز العسكري الإسرائيلي وقوامه 8 آليات عسكرية وقام بنقل رائد ومحمد إلى سيارة الإسعاف ومنها إلى مستشفى جنين الحكومي.

ونفى راسم بشكل قاطع ان يكون الشهيد احمد منتمياً لاي تنظيمات فلسطينية سواء كانت عسكرية أو سياسية، مضيفاً :"ان ما صدر من تنظيم معين انه ينتمي له إنما هو عار عن الصحة".

يذكر تنظيم فلسطيني عسكري في بيان له قال:" أن الشهيد احمد أبو الحسن احد أفراده وانه استشهد في اشتباك مسلح وهذا ما نفاه ابن عم الشهيد راسم أبو حسن".

وأفاد راسم أن أسرة الشهيد احمد أبو الحسن سترفع قضية وتقدم شكوى ضد الجيش الإسرائيلي إلى المحكمة العليا الإسرائيلية الى مؤسسات حقوق الإنسان .

وطالب راسم المؤسسات الحقوقية وعلى رأسها مؤسسة "الحق" في رام الله ومؤسسة بتسيلم الإسرائيلية التدخل السريع والعاجل لمساعدة أسرة الشهيد في رفع القضية إلى المحكمة العليا الإسرائيلية .

وأشار راسم أن ابن عمه المصاب محمد أبو الحسن ما زال يرقد في العناية المكثفة في مستشفى جنين الحكومي وحالته تجاوزت مرحلة الخطر حيث أن رصاصة دخلت من وسط الصدر وخرقت الكلية اليسرى وخرجت من الخاصرة من الجهة اليسرى .

ومن الجدير بالذكر أن الشهيد احمد أبو الحسن يعمل فني نظارات طبية ومتزوج منذ 35 يوما أي قبل شهر رمضان بأسبوع بينما المصاب محمد أبو الحسن متزوج ولديه ستة أطفال أكبرهم 14 عاما وأصغرهم سنة ونصف السنة.