الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

المنتخب الوطني هل كان بالامكان افضل مما كان

نشر بتاريخ: 30/10/2006 ( آخر تحديث: 30/10/2006 الساعة: 10:35 )
بقلم: محمد عبد النبي اللحام-
عنوان المقال سؤال خطر على بالي بعد متابعتي القريبة والحثيثة للمنتخب الوطني لكرة القدم اثناء تجمعه في عمان لملاقاة الصين في بداية تشرين اول كوني رافقت المنتخب كموفد اعلامي من رابطة الصحفيين الرياضيين.

وقد عايشت ثنايا التطورات منذ لحظة قيام المدرب الصباح بتدريب ستة لاعبين الى حزم الحقائب والعودة كل من حيث اتى.

ومما دفعني للتردد في الكتابة قد يكون خروجي عن النص الاعلامي الذي ساد في المقالات التي تناولت المباراة الاخيرة, ومع شديد احترامي لكافة الاقلام التي تناولت ذلك الا انني لمست حالة مغالاة في النقد والتي وصل بعضها حد التجريح دون الموضوعية الواجب توفرها.

والغريب ان النقد هذه المرة انصب على لاعبي الشتات ومدى الجدوى من وجودهم, حتى وصل الامر الى وصف بعضهم ببائعي البطيخ في بلادهم ولا نعرف هل يحق لنا قول ذلك دون ان نتأكد مع ان العمل ليس بعيب حتى لو كان في بيع البطيخ وكم لاعب محلي لا يجد حتى فرصة بيع البطيخ هذه الايام.

والمفارقة انه وفي وقت سابق كان المأخذ والكارثة والخسارة تتمثل في عدم وجود لاعبي الشتات ووصف ذلك بمؤامرة وايدي خفية وغيرها.

ان الهزيمة امام الصين وبهذه النتيجة كانت هزيمة واقعية جداً وتتناسب تماما مع جملة الظروف التي مر بها المنتخب.

فالمدرب الصباح يقود التدريب بستة لاعبين قبيل المباراة بثلاثة ايام, وهنا نسأل من يقبل بذلك؟ فالمدرس الابتدائي لو دخل للغرفة الصفية ووجد فيها هذا العدد فانه لا يقبل ان يعطي الحصة.

ولولا ان الصباح مدرب وطني بالاسم والفعل والانتماء لما قبل ذلك وغامر.. بل وقامر بالاستمرار حتى يصل العدد على التوالي الى 18 لاعبا ليلة المباراة وكان من الممكن ان لا يصل لهذا العدد.

جندية وشبير وبربخ وصلوا قبل المباراة بيوم واحد بعد رحلة معاناة, فيها ما يقال وما هو محظور من القول, ولاعبي سوريا ايام على الحدود دون النجاح في الولوج للاردن ولأسباب فوق طاقة الاتحاد.

وليس دفاعا عن الاتحاد ولا عن المدرب رغم ان ذلك لا يعيب. فلم يكن امام الصباح سوى المغامرة والرهان على جاهزية لاعبي الشتات لالتزامهم مع فرقهم في التدريبات ودوريات منتظمة في بلادهم ومن كان يعرف ان بعضهم يبيع بطيخ ولا يلعب كرة قدم فلماذا لم يقل ذلك.

وقد قال لي اللاعب فادي لافي وعلى مسمع من صائب جندية انني وكافة لاعبي المنتخب الحاليين لدينا الجاهزية ان نجلس على المدرجات ونشجع بكل حمية وانتماء اي 11 لاعبا غيرنا يمثلون المنتخب, واضاف اننا حصلنا على شرف كبير بتمثيل المنتخب واعطينا ونعطي بكل ما لدينا وسنكون سعداء لو تم استبدالنا بشباب يمثلون الوطن وقد وافقه جندية على حديثه.

وكلمة الحق هنا ليست انتقاصا من لاعبي الضفة الغربية وقطاع غزة بل يجب ان تكون جملة الظروف التي يمر بها المنتخب حافزاً للاعب المحلي لكي يعزز ويطور قدراته ويحتل مكانه طبيعية في المنتخب ولكن وبكل صراحة كيف يحصل ذلك في ظل الظروف الذاتية والموضوعية التي يعيشها في الضفة وغزة, ففي الضفة الدوري متوقف بقرار من الاتحاد وحتى لو انطلق وفي ظل الاغلاقات والحصار الاسرائيلي ماذا عسانا فاعلين.

ولا اعرف ما هي الحكمة بأن يقف الدوري بقرار من الاتحاد مع التسليم بأن الاحتلال امر خارج الارادة ولا يعقل ان يبقى مبررا وشماعه نعلق عليها كافة اخفاقاتنا.

هذا يتطلب ايجاد الية مناسبة لاستمرار الدوري الذي اصبح يستحق دخول موسوعة غينيس للارقام القياسية كأطول دوري في التاريخ العالمي حيث انطلق قبل حوالي العامين وقد يستمر لعامين قادمين!!!.

واذا لم ينطلق الدوري ضمن الية تضمن الديمومة والتواصل للاعب مع الكرة فأن على هذه الجيل الرياضي الكروي السلام.

فعلى الاتحاد واصحاب العلاقة والغيورين التحرك للتغير عبر شكل ديمقراطي بانتخابات مبكرة او عبر تشكيل لجان مساندة ذات علم ومعرفة واختصاص ومهنية وتكليف فريق بحث واستقطاب قادر على اكتشاف والستجلاب لاعبي الشتات المنتشرين في العالم وهم كثر.

وانا مدرك ان اي طموح يحتاج لامكانيات حتى يتحقق فهل لنا بتلك الامكانيات في ظل الظروف الحالية؟؟؟

وعودة لعنوان المقال فأنني اعتقد انه لم يكن بالامكان افضل مما كان امام الصين في عمان.