الجمعة: 04/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

"جوال" ورعاية المحترفين ..!!

نشر بتاريخ: 24/09/2011 ( آخر تحديث: 24/09/2011 الساعة: 02:14 )
بقلم : ناصر العباسي

تفاجأت بالرسالة التي أستقبلتها على بريدي الإلكتروني أمس الأول وتحديداً من محمد مصطفى مدير العلاقات الإعلامية في شركة الإتصالات الفلسطينية "جوال" بأن الأخيرة تقدمت بطلب رسمي الى اتحاد الكرة الفلسطيني تهدف من خلاله الى إلغاء اتفاقية رعايتها لدوري المحترفين للموسم الرياضي 2011 – 2012م .

رغبة شركة "جوال" من هذا الموضوع جاءت وعلى حد تعبير البيان بسبب “الانتقادات والحملات الاعلامية التي تناولت رعاية جوال لدوري المحترفين للموسم الحالي بصورة سلبية ، إضافة الى كيل الإتهامات للشركة والزج بها في اطار خلافات كانت جوال دائماً بعيدة عنها" .

حقيقة لم أرى سبباً مقنعاً من التحامل على شركة "جوال" أو الهجوم غير المبرر التي تعرضت له لرعايتها لدوري المحترفين بهذا الشكل ، وهي التي فردت ذراعيها خلال السنوات الماضية للرياضة الفلسطينية وقدمت الدعم المطلوب كشركة وطنية تستحق الإشادة حيث بادرت لرعاية العديد من البطولات والاتحادات والفرق المحلية وبمختلف الألعاب خاصة الجماعية منها سواء بالمحافظات الشمالية أو الجنوبية .

ورغم أننا دائما ما نشتكي من التقصير الكبير لممثلي القطاع الخاص في فلسطين ، ودورهم الذي يقع على عاتقهم في دعم الرياضة المحلية ، لكن وبدون مجاملة فإن "جوال" حظيت باحترام وثقة الأسرة الرياضية من خلال الدعم التي تقدمه خاصة للعبة الأكثر شعبية بالوطن (كرة القدم) .

إن عملية النقد الرياضي أمر مطلوب لكن يجب أن يكون النقد بناءً وهدفه المصلحة العامة ، ولا يخدم المصالح الشخصية والفئوية أو حتى الجغرافية ، وما دعا جوال لاتخاذ هذا القرار على حد تعبيرها كما جاء على لسان معن ملحم نائب المدير العام : أن هناك "مجموعة من المقالات التي هاجمت الشركة بشكل مسيء بعد الاعلان عن رعايتنا للدوري وزجت باسم جوال وبشكل غير مبرر في متاهات وخلافات ليست طرفاً بها" وكذلك إتهام شركة جوال بانها " تكرس التفرقة بين الأخوة وتعزز الانقسام " .

من وجهة نظر شخصية لا أرى أن من يدعوا هذا الحديث قد أصابوا في ذلك ، لأنه لا يعقل أن نتهم شركة وطنية بتلك المصطلحات رغم أن الجميع يعلم أنها قدمت باستمرار الكثير للكرة الفلسطينية ولا مجال للمزايدة "لحاجة في نفس يعقوب" ، وإن طرق معالجة تلك المواضيع لا تأتي بتلك الأساليب الملتوية .

وإن كان هنالك خلل في موضوع ما خاصة بتقديم وتقسيم الرعاية ما بين اندية المحافظات الشمالية والجنوبية فإن ذلك من مسؤولية اتحاد الكرة الفلسطيني ، ولا علاقة لجوال بذلك لأن الإتفاقية التي أبرمت ووصلت قيمتها الى مليون دولار ستكون تحت تصرف اتحاد الكرة ، وهي الجهة التي يحق لها توزيع المبلغ كما تراه مناسباً خاصة ان الرعاية اختصت بدوري المحترفين في المحافظات الشمالية وكذلك دوري المحافظات الجنوبية للموسم الجديد ، وما أتمناه أن تصل شركة جوال واتحاد الكرة الى صيغة جديدة ومناسبة لاستمرار رعاية الدوري في محافظاتنا الشمالية والجنوبية وبصورة منطقية .

أتمنى أن لا يفهم كلامي بأنني أحمل المسؤولية لطرف على الآخر ، أو لي مصلحة شخصية مع جوال او إتحاد الكرة ، بل يجب أن يكون هناك حق لأندية المحافظات الجنوبية بدعم شركة جوال بالشكل المناسب ، وأنا من أوئل المطالبين من أجل دعم الرياضة في محافظاتنا الجنوبية للوصول الى مرحلة نستطيع من خلالها تطبيق تجربة الإحتراف على غرار أندية المحافظات الشمالية ، لكن يترك هذا الموضوع الى اتحاد الكرة والشركة الراعية من أجل الوصول الى أفضل صيغة تضمن الحق للجميع بدلاً من الردح الإعلامي هنا أو هناك ، أو من أجل خدمة مصالح ذاتية هدفها النظر الى القيمة المادية دون غيرها ، ويجب أن يكون توزيع الأموال بشكل منطقي ولا نعزز مصطلح التفرقة وانقسام المحافظات فكلنا وطن واحد .

خلاصة القول أرى أن شركة جوال يجب أن تعود من جديد لدراسة قرار إلغاء رعاية الدوري بالتوافق مع اتحاد الكرة على أمور لا أريد الخوض بها ، واللوء الرجوب رئيس اتحاد الكرة بقيادته الحكيمة قادر على تجاوز تلك الأزمة لكي تعود المياه الى مجاريها ، وإعطاء كل ذي حق حقه كوننا نحارب التفرقة ونعيش في وطن واحد ، ولأن المرحلة القادمة هامة ولا تحتمل للنظر خلفنا ، ومشوارنا صعب وطويل في ظل تكاتف الجميع لإنجاح تجربة الإحتراف الفلسطيني على أرض الواقع وفق شروط احترافية تتناسب مع متطلبات الاتحاد الآسيوي والفيفا ، وقطف ثماره خلال السنوات القادمة بعد أن تعود الفائدة على منتخباتنا الوطنية ومطالبتها بتحقيق الأفضل خلال المشاركات العربية والقارية ، وفقكم الله وللحديث بقية ... .