الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

بعد شهرين من الاضراب - لم تسقط الحكومة... بل سقط اولادنا في المدارس

نشر بتاريخ: 30/10/2006 ( آخر تحديث: 30/10/2006 الساعة: 19:11 )
كتب رئيس التحرير ناصر اللحام- صادفني موظف في بنك القاهرة عمان , وطلب مني ان اعيد الكتابة حول موضوع اضراب المدارس, والدعوة الى عودة الطلبة الى مقاعدهم, ومن بين التفاصيل الكثيرة التي سردها, لفت انتباهي قوله" ان اكثر ما يحزنني طفلي في الصف الثاني الابتدائي ، فقد اتضح لي انه نسي الاحرف العربية التي سبق وتعلمها في الاول الابتدائي " .

وكان البروفيسور سلمان سلمان استاذ الفيزياء النووية من قلقيلية اشار فترة عيد الفطر الى ان خسارة طلاب فلسطين بلغت حتى الان نصف الفصل الاول الدراسي اي ما يعادل 300 مليون ساعة طالب دراسية.

ولان الاضراب التعليمي مستمر, فأننا كصحافيين سنستمر في الكتابة عنه دون كلل, ونعاود الاشارة للنقاط التالية:

اولا: ان الخاسر الاول والاخير من الاضراب هو المجتمع الفلسطيني والاسرة والفرد والانتفاضة.

ثانيا: لا احد يستفيد نقابياً او سياسياً من استمرار هذا الاضراب كل هذه الفترة ، بل ان جميع الذين يشاركون في هذا الاضراب اصبحوا الان هم واطفالهم الضحية الاولى لاستمراره.

ثالثا: واضح تماما ان احزابنا وتنظيماتنا الفلسطينية ليست مثل الاحزاب الاوروبية, فهي تملك قلبا قويا " ولو اضرب كل الشعب عن الطعام حتى الموت لما أبدى اي تنظيم فلسطيني استعداده لتغيير حرف من برنامجه السياسي او الايديولوجي فهم ثابتون كالصخر ، ووالله لو أضرب المعلمون جميعا طوال العمر لما استدعى ذلك ان يغير اي فصيل فلسطيني رأيه, بل ان هذا سيزيده عنداً وغلواء.

رابعا : اهمية الوقت بالنسبة للطلبة ، ولطلبة التوجيهي بالذات ، حيث وفي حال استمر الاضراب فأنهم سيضطرون للتعويض طوال العطلة الصيفية وهذا لن يساعد في شيء باعتبار ان الجامعات العربية والعالمية لن تنتظر طلبة فلسطين وحتى الجامعات الفلسطينية . وسيخسر الجميع سنة دراسية دون ادنى شك.

خامسا: تأييد معظم اولياء الامور والصحافيين والمسؤولين لحل ازمة الاضراب وبسرعة, ومثال على ذلك دعوة اللواء صلاح التعمري محافظ بيت لحم في الشهر الاول من الاضراب الى وقف هذا الاضراب عن الدراسة ، ودعوة رئيس تحرير الحياة الجديدة لخدمة الجمهور في الوزارات , ودعوة قادة كثر من فتح وحماس الى وقف هذا الاجراء.

سادسا: دعوة الجبهة الشعبية والمبادرة الوطنية وفصائل اخرى علانية, جميع الاطراف النقابية والسياسية لوقف الاضراب .

سابعا: عودة مدارس في طولكرم, وطلبة التوجيهي في اريحا للدوام ما يعني ان هناك حاجة ماسة لحلول فورية ، بدلا من كسر الاضراب وخسارة الموظفين والمعلمين لحقوقهم التي طالبوا بها ويستحقونها.

ثامنا: عدم وجود محكمة عمل تفصل بين المتنازعين نقابيا, وهو ما يعني ضرورة افراز المجتمع الفلسطيني جهات حيادية مثل اتحادات المرأة- الكتاب- الطلبة- الصحافيين للتوسط بين الطرفين.

اما الاضرار السياسية فلا نريد ان نتحدث عنها ، ولا نريد ان نقول ان الاتحادات النقابية التي تتحمل مسؤولية خمول وترهل عمره 40 عاما - ستتحمل ايضا مسؤولية ثلم سلاح الاضراب مستقبلا بسبب المبالغة في استخدامه ، ويجوز القول ايضا : اذا كان الاضراب سياسيا, فيا ويلنا نحن الشعب, لان ابناءنا سقطوا والحكومة لم تسقط بعد.