الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

"الفدائي " في طهران

نشر بتاريخ: 26/09/2011 ( آخر تحديث: 26/09/2011 الساعة: 12:21 )
بقلم: عصري فياض

كم سرني نبأ تلقي المنتخب الفلسطيني لكرة القدم دعوة من شقيقه المنتخب الإيراني لإجراء لقاء ودي على ملعب أزادي ( الحرية ) في العاصمة الإيرانية طهران في الخامس من شهر تشرين القادم ،ليكون أول لقاء ودي بعد خمس لقاءات رسمية ، والملاحظ هنا أن هذا اللقاء جاء بعد مشاركات المنتخب الفلسطيني في التصفيات الرسمية المؤهلة لكأس العالم 2014،والتي خرج منها منتخبنا الوطني بعد مشاركة بذل فيها المجهود الكبير رغم تجربته العتيدة وعوده الغض،لكن الدعوة الإيرانية في هذا الوقت بالذات لها من الدلالات والمغازي الكثير الذي قد يتجاوز الحالة الرياضية إلى فضاء أوسع مرتبط هو أيضا بالحركة الرياضية الفلسطينية كونها عمود مضيء من أعمدة النضال الفلسطيني ، تركت خلال العامين الماضيين بصمات وطنية في الميادين والساحات العربية والإقليمية والدولية ساهمت هذه البصمات والمشاركات بديمومة حضور فلسطين في الوجدان العربي والإسلامي والإنساني الحر على مستوى المعمورة.

ولعل ابرز الدلالات لهذه الدعوة في هذا الوقت بالذات ارتباط هذه الدعوة بالحضور الفلسطيني الذي ينتشر ألان في العالم، والذي بلغ ذروته في تقديم طلب الاعتراف بدولة فلسطين 194 في الأمم المتحدة والخطاب التاريخي والذي ألقاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام الأمم المتحدة الجمعة الفائت، والفعاليات والأنشطة الرياضية الواسعة والمكثفة التي انطلقت في فلسطين والشتات بإيعاز من اللجنة الاولمبية من اجل التأكيد على دعم توجه القيادة الفلسطينية، فجاءت دعوة المنتخب الفلسطيني إلى طهران لتكمل الحلقة الرياضية ليشارك في هذه الحملة بعد تأخر حضور منتخب جنوب إفريقيا إلى فلسطين وإجراءه مباراة أو مبارتين تحت نفس الشعار، ولتكون مشاركته في ملعب أزادي "الحرية "الذي بني بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران ذا مخزى خاص، ناهيك عن المكانة التي يحملها الشعب الإيراني الشقيق لفلسطين من حب واحترام أرضا وشعبا.

ومن الدلالات أيضا أن تلبية الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم لهذه الدعوة أكد بما لا يدع مجال للشك أن الرياضة الفلسطينية هي حركة بعيدة كل البعد عن المؤثر السياسي المرحلي، وان بوصلتها هي كل الميادين التي من الممكن زرع الألوان الأربع فيها،ويتنشر الطاقم الفدائي تحت راية الحرية المنشودة، ويعزف فيه بشموخ السلام الوطني الفلسطيني.

من هنا نحيي الدعوة، ونشكر الأشقاء الاعزاء في الاتحاد الإيراني لكرة القدم ، ونبارك التجاوب الذي أبداه اتحادنا الكريم،ونتمنى أن يكون لقاء متميزا فيه الفائدة واكتساب الخبرة ، وحتما مهما كانت نتيجة المباراة سيعود منتخبنا "الفدائي" بفوز بطعم آخر ، وحتما أيضا أننا نتطلع إلى اليوم الذي نتشرف به بحضور المنتخب الإيراني الشقيق الى فلسطين والى القدس ليشاركنا خطوات مسيرتنا الرياضية التي تعتبر جزء هام من مسيرة شعبنا نحو الحرية والاستقلال.