الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

كاتب اسرائيلي يصف خطاب نتنياهو بـ "خطاب الاكاذيب"

نشر بتاريخ: 26/09/2011 ( آخر تحديث: 27/09/2011 الساعة: 11:58 )
بيت لحم –معا- قال برتوليت بريخت في قصيدته " اهمية الدعاية " حتى المتضورون جوعا ملزمون بتقديم الشكر لان وزير التموين تنازل وتحدث " ونحن ملزمون بتقديم الشكر لان نتنياهو تنازل وتحدث امام الجمعية العمومية وكانت لغته الانجليزية ثرية وحركات يده مضبوطة ولغة جسده رائعه والدعاية كانت رائعه تستحق قبلة وهي في تحسن من خطاب الى اخر لكن نتنياهو وعدنا هذه المرة بتغذيتنا بالحقيقة بدلا من خطابا دعائيا اخرا, لهذا من الأجدى ان نفحص مدى وفائه بوعده لنا .

بهذه المقدمة افتتح الكاتب الاسرائيلي عكيفا الدار مقالته المنشورة اليوم " في صحيفة هارتس الناطقة بالعبرية تحت عنوان " خطاب الاكاذيب مضيفا " الرسالة المركزية والاساسية التي حملها نتنياهو الى نيويورك هي ان السلام يتحقق عبر المفاوضات المباشرة بين الطرفين وليس من خلال خطوات احادية الجانب مثل التوجه للامم المتحدة " حسب حقيقته فان المستوطنات المقامة على المنطقة التي ستحدد المفاوضات مصيرها ليست خطوة احادية الجانب" وكلفته كريمة اتجاه الجار الفلسطيني استخدم نتنياهو مثلا عريبا يقول " يد واحدة لاتصفق" والحقيقة ان هذه الحكمة تحريفا مشهورا القصد منها اظهار الفلسطينين كرافضين للتصفيق للسلام والحديث عن الامن .

وحتى يعزز حقيقته ادعى نتنياهو بان اهود باراك قدم للفلسطينين عام 2000 اقتراحا شاملا استجاب تقريبا لجميع مطالبهم " من المهم جدا ان نعرف رأي باراك حول هذه الحقيقة" المتعلقة بالمسجد الاقصى وحل قضية اللاجئين وكذلك استعان رئيس الوزراء بسلفه اهود اولمرت حتى يرسخ ادعائه بعدم وجود طرفا يمكن الحديث معه قائلا " رئيس السلطة عباس لم يستجب حتى للعرض السخي جدا الذي قدمه اولمرت عام 2008 وهذه احدى الحالات التي تؤكد ان نصف الحقيقة اسوأ من الكذب .

بكل تأكيد قرأ نتنياهو المقال الذي نشرته الاسبوع الماضي صحيفة نيويورك تايمز واكد فيه اولمرت نفسه بان عباس لم يرفض اقتراحه مطلقا وان اسس الاقتراح لا زالت تتنتظر على طاولة المفاوضات .

رئيس الحكومة القلق على امننا لدرجة مطالبته باقامة قواعد عسكرية في الضفة الغربية ادعى بان الفلسطينيين يرفضون الحديث عن ترتيبات امنية ، حقا؟! عليه ان ينفي اذا ان الفلسطينين نقلوا اليه عبر الوسيط جورج ميتشيل اقتراحا مفصلا حول الترتيبات الامنية وكم مرة يتوجب على عباس القول في خطاباته ومقابلاته بانه مستعد لنزع سلاح المناطق وانه على استعداد لنشر قوات دولية داخل الدولة الفلسطينية مثل القوة متعددة الجنسيات في سيناء وحتى قوات امريكية .

واختتم الدار مقالته بالقول " دون ان نروي الحقيقة حول رفض الفلسطينين الاعتراف بدولة يهودية " يبدو ان نتنياهو الذي ادلى بهذه الاقوال بعد وقت قصير من تقديم عباس الطلب الرسمي للاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 67 لتعيش بسلام مع دولة اسرائيل لم يجد وقتا لتفحص ودراسة الطلب ولم يعرف بان الفلسطينين اسندوا طلبهم على اساس القرار 181 الذي اعترف بدولة يهودية الى جانب دولة عربية وكذلك على اعلان استقلالهم عام 1988 الذي اعترف بقرار 242 وتطرق لاسرائيل كدولة يهودية.