الجمعة: 27/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

عضو برلمان فلسطيني في مقالة ساخرة: الحل ان يضرب المنطقة زلزال بقوة 7 درجات.. هذا هو الحل!

نشر بتاريخ: 31/10/2006 ( آخر تحديث: 31/10/2006 الساعة: 12:53 )
بيت لحم- معا- في مقالة ساخرة تمنى عضو برلمان فلسطيني ان يضرب المنطقة زلزال قوي علّه يخلص المواطنين من عذابات السياسيين والاحتلال.

وقال عيسى قراقع وهو نائب فتحاوي في البرلمان- شغل من قبل منصب رئيس نادي الاسير واشتهر بكتابة الشعر والنثر- كتب يقول: الاخبار تموج كما الالوان في زمن لا يتحرك فيه سوى الالم اليومي ويرتفع ويهبط متمنياًً المرء ان يحدث الغرق او الطوفان او تتلاشى قوة البصيرة ليثبت الحال على العمى امام سخرية القدر.

وهي ليست حالة تشاؤمية، فالواقع اصدق اخباراً من السياسيين والاعلاميين ومحترفي التجميل والتزويق.

ولا ابالغ انني اصبحت اخاف من الجريدة، ومن طلوع الفجر...الليل يسترُ الاوجاع، والنوم يدفنها ويخدرها ولو مؤقتاً...الكل يحكي والكل يشيرُ الى الكارثة الموجودة والكارثة القادمة، يتنبأون بالمصائب ولا احد يستنفر الخيل والتاريخ وما تبقى من المشترك في الانسانية ليقول للناس ماذا يفعلون اذا ما اهتزت الارض ونزل الدم وصرخ الشجرُ والحجرُ والبشرُ في ميادين لا قادة فيها ولا اخلاق واي صحيفة تقع بين يديك ستتوه في سطورها وترتعشُ من اخبارها...متشابهة المعاني والدلالات في كل يوم فأسٌ يدق الرأس، يطحن الوعي، ولا اسمع صراخاً.

العناوين تقول: الامم المتحدة تقول ان الخدمات العامة في الاراضي الفلسطينية على وشك الانهيار وصائب عريقات يقول الانهيار الاقتصادي قادم وفي اليامون عريس استشهد وهو يبحث عن سيارة اسعاف لشقيقيه الجريحين ومقتل مواطنين في خانيونس وبيت فوريك برصاص مجهولين، واقتحامات وهجمات ليلية واعتقالات جماعية في كفر راعي وبيت لحم وجنين والخليل والاحتلال يهدد موسم الزيتون ويعتدي بالضرب على المواطنين، ووالدة اسير تناشد المنظمات الحقوقية السماح لها بزيارة ابنها والنقابات تهدد بتصعيد الاضراب...والعام الدراسي على وشك الضياع...والاسرى ينتظرون صفقة التبادل بترقب شديد والعناوين تبشر تارة بحكومة وحدة وطنية وتارةً تبشر بحرب اهلية وما بينهما يستمر الجوع على صدى تحضيرات عسكرية لاجتياح قطاع غزة وحرثها بالموت والاغتيالات.

هذه هي اخبارنا بعد عام من الديمقراطية الشفافة والنزيهة...وهذه هي حالنا البائسة تزدحم بمشاهد شعبٍ صار يسمى شعب الكوبونات والمساعدات الانسانية، لا هو يقاوم الاحتلال، ولا هو يبني مجتمعاً ولا مؤسسة بل يهدم ما بناه ويدخل في الفوضى والعدمية...

هي اخبار شعبٍ مشغولٍ ببرنامج سياسي مشدود على وتر الفصائلية والشمولية، يتوه في ذاته وهويته وينتحر بطيئاً في عتمة عقولٍ اغلقت على نفسها كل ابواب النهار...شعبٌ لا يجيد سوى البيانات والاتهامات وحل الخلافات بين القبائل والعائلات والبحث عن اللغة البدائية..

يا سيدي خبير الزلازل...قلت لنا ان زلزالاً بقوة سبع درجات يصحبه تسونامي هائل سيضرب هذه الارضُ قريباً...ربما سيكون هو الحل...بل هو الحل...زلزالٌ يطيح بنا ويغسلنا من آثامنا وموبقاتنا ويلقينا الى الجحيم.
لو يصدق خبير الزلازل...لأنه عندما يعجز البشر عن ايجاد مخارج وحلول لازماتهم، يحتربون في زمن الاحتلال، فمن الطبيعة يأتي الجواب، غضب الارض وما تحتها لم يعد يحتمل اعمال سكان الارض، عندها...لا سلطة يشتهونها ولا وحدة تنفع حين لا ينفع الندم..

يا خبير الزلازل...قل للزلزال ان يتحرك لا يبطئ المجيء ولا يقلد السياسيين في المماطلات والتسويف وضياع الوقت...ان يحسم الامر بسرعة...اللهم آمين